أكد الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن وباء
كورونا هو اختبار الآن للتضامن العالمى ولتغيير مسار الصحة العالميا، وبناء
عالم أكثر أمانا وسلاما للجميع، ولتحقيق التغطية الصحية الشاملة والصحة
للجميع.
وأضاف تادروس - فى مؤتمر صحفى بمقر المنظمة، مساء اليوم الجمعة، فى جنيف -
أن احتفال العالم اليوم بمرور 40 عاما على استئصال الجدرى "الذى قتل 300
مليون شخص فى القرن العشرين وحده" وكان استئصاله أحد إنجازات البشرية يؤكد
أنه متى التئمت الدول لمواجهة تهديد مشترك فإن باستطاعتها تحقيق الكثير
خاصة فى مواجهة عدو فيروسى لايعرف الدول ولا الإيديولوجيات.
من جهتها، أكدت الدكتورة ماريا فان كيركوف الخبيرة بالمنظمة، ضرورة أن
يتم رفع التدابير وقيود الإغلاق والحظر ببطئ وبالتدريج وبحرص لأن الفيروس
يمكن أن يعود مجددا.
وأضافت أن الدول التى بدأت إعادة فتح اقتصاداتها ومنها الصين واليابان
وكوريا وسنغافورة بدأوا فى إزالة القيود وببطئ، وبرغم ذلك فإن بعض الدول
شهدت مجددا ظهور بعض الحالات مثل تلك التى ظهرت فى مساكن المهاجرين فى
سنغافورة وتحاول الدولة إيجاد هذه الحالات والتعامل معها.
وأكدت كيركوف مجددا ما تشدد عليه منظمة الصحة من أن حالات رفع القيود
وإعادة فتح الاقتصادات بالدول يجب أن تحدث بعد توفر كافة الشروط ومنها قدرة
المستشفيات على التعامل مع أية حالات وعزلها والقيام بعلاجها، إضافة إلى
قدرات الدولة فى المراقبة والوصول إلى الحالات المصابة وعزلها وتقفى أثر من
اتصلوا بها.
ولفتت إلى أن الدول عليها أن تكون مستعدة لكل تلك الخطوات لأنه سيتم رفع تدابير الإغلاق والحظر فى لحظة ما فى جميع الأحوال.
وأكدت الدكتورة ماريا فان كيركوف أن العوارض عند إصابة المدخنين بفيروس
كورونا تكون قاسية، وأن الخطر عليهم أكبر، إضافة إلى الأضرار التى يسببها
التدخين فى الأساس.
وأضافت أن هناك العديد من الدراسات السريرية الجارية حاليا بشأن مختلف ما
يتم استخدامه حتى الآن لعلاج الفيروس، وذلك للتأكد من أن أي مما يستخدم لن
يؤدى إلى أعراض جانبية خطيرة.
وأشارت إلى أنه تجرى حاليا اختبارات سريرية لهذا الغرض فيما يتعلق
واستخدام علاج ريمدسفير، وكذلك أدوية الكلوروكوين، وحيث تنتظر المنظمة
نتائج تلك التجارب من 15 بلدا، مشددة على أن منظمة الصحة سوف تفضل فقط
استخدام الأدوية التى تستوفى كافة المعايير.
من جانبه، قال الدكتور مايك رايان المدير التنفيذى للجنة الطوارئ بمنظمة
الصحة، إن عودة المدارس والأشخاص إلى أعمالهم يجب أن يتبع إجراءات صارمة فى
مقدمتها الحرص على التباعد والعمل على الحد من المخاطر بقدر مايمكن حتى
الخروج من هذه الأزمة، ودعا رايان إلى أن يكون هناك حوار مفتوح على الصعيد
الوطنى فى كل بلد فيما يخص موضوع التدابير ورفعها.