قليلون هم من يتركون أثرا وسيرة نضالية أو إبداعية في بلاط صاحبة الجلالة، ومن يرد أن يصبح منهم كذلك فعليه بالتميز وإبهار القارئ، ملثما فعل أمير الصحافة محمد التابعي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، فهو من استطاع اجتياز أسوار القصور الملكية ويتقرب من الأسرة العلوية في مصر، بل ويصبح الصحفي الوحيد الذي يمكنه ملازمة الملك فاروق والملكة نازلي في رحلتهما إلى سويسرا عام 1937 ويغطي أخبار الرحلة ويأتي بنوادر الصور لنشرها.

حياة حافلة قضاها محمد التابعي بين القصور الملكية وأصبح صديقا للساسة وكبار نجوم الفن والطرب ومنهم أم كلثوم والموسيقار عبد الوهاب وأسمهان وغيرهم، أما على صعيد العمل الصحفي فقد كان من مؤسسي روز اليوسف، وهو من أقرب أصدقاء السيدة فاطمة اليوسف، وفور خلافه معها أسس مع مصطفى أمين مجلة آخر ساعة عام 1934 شارك أيضا في تأسيس جريدة المصري ، وكتب بأسماء مستعارة منها "حندس" واشتهر بأسلوبه الساخر ومقالاته النارية في السياسة والتي كانت تحدث أزمات بين الأحزاب آنذاك.

يعد كتابه " من أسرار الساسة والسياسة " والذي صدر عن مؤسسة دار الهلال من أروع الكتب التي يكشف فيها الكثير من أسرار وخبايا العهد الملكي والأسرة العلوية، وطاف التابعي بالعديد من الدول الأوربية، وعن ذكرياته مع الأصدقاء فقد ألف كتاب قصصي بإسم "بعض من عرفت" .

تنشر بوابة الهلال 10 صور أصلية وشديدة الندرة تؤرخ لعدة مراحل في حياة التابعي، سواء مع العائلة الملكية أو نجوم الفن والطرب ومع أسرته ومع الأصدقاء في مصيفه المفضل برأس البر.