مساعد رئيس أكاديمية البحث العلمي في حواره لـ«الهلال اليوم»: مولنا 500 مشروع تخرج هذا العام.. والتطور التكنولوجي مفيد للصناعة المصرية.. وكورونا ساهم في إعادة خريطة القدرات
اتخذت أكاديمية البحث العلمي، التابعة لوزارة التعليم العالي، عدة خطوات لبناء قاعدة
عريضة من النابغين علميا من طلبة الجامعات وذلك لصقل جيل من الكوادر الشابة الذي يعزز
من جهود الدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة، وذلك عن طريق تمويل كافة مشروعات
التخرج بالجامعات والاستفادة من الأبحاث العلمية التي يجريها الطلاب.
وأطلقت أكاديمية البحث العلمي عدة مبادرات أهما مبادرة "علماء الجيل القادم"
والتي تهدف إلى معاونة الدولة فى تنمية وتطوير العنصر البشرى وبناء كتلة حرجة من شباب
الباحثين المتميزين فى المجالات الصناعة والغذاء والطاقة والمياه وإدارة العلوم
والتكنولوجيا والابتكارات.
"الهلال اليوم" حاورت الدكتور عمرو
فاروق، مساعد رئيس الأكاديمية للتنمية التكنولوجيا، للتحدث حول كيفية أهمية زيادة
التخصصات العلمية من الطب والفيزياء وعلوم الحاسب التي تمثل الأساس للعلوم
والتطبيقات التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي في تحقيق التطور المطلوب في ظل
التقدم الكبير حولنا.. وإلى نص الحوار:
بداية.. ما هي المبادرات التي قامت بها أكاديمية البحث العلمي في مجال
التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي؟
عملت الأكاديمية
خلال الفترة الحالية مبادرة "since
up"، موجهة إلى
بعض الأقسام لكلية العلوم للنهوض بالإمكانات البحثية والعلمية الموجودة بها، كما هناك
مبادرة أخرى تسمى "علماء الجيل القادم" تضم كل الخرجين الأوائل في مصر والتي
تهدف إلى معاونة الدولة فى تنمية وتطوير العنصر البشرى وبناء كتلة حرجة من شباب الباحثين
المتميزين فى المجالات الصناعة والغذاء والطاقة والمياه وإدارة العلوم
والتكنولوجيا والإبتكارات، بالإضافة
إلى أن هناك مبادرة تمويل مشروعات التخرج موجهة لكل الطلاب الذين يدرسون مادة
البحث العلمي.
وما هي مبادرة تمويل مشروعات البحث العلمي للطلاب الجامعات في السنوات
الأخيرة؟
أي كلية
في السنوات النهائية لديها الحق التقدم للأكاديمية لتمويل مشروعات التخرج الخاصة
بها، وهناك تقييم لمشروعات التخرج، بحيث أن يكون قائما على أساس علمي ومدى إمكانية
للتطبيق في المجتمع بمعلومات بسيطة.
ورغم
أزمة كورونا، لم نتوقف عن تمويل مشروعات التخرج، ولدينا هذا العام 500 مشروع وهو
أكبر عدد تم تمويله لأول مرة في أكاديمية البحث العلمي.
وما هي آليات دعم مشروعات التخرج؟
ندعم
كافة الكليات التي تقوم بدراسة مادة "البحث العلمي" سواء كانت نظرية أو
عملية، دعما ماديا في إطار شراء المعدات أو دراسة تخصص ما يفيد مشروع التخرج أو
إجراء اختبارات معينه.
وهل لدينا المقدرة على مواكبة العالم في التطور التكنولوجي السريع؟
الفترة
الحالية تتطلب أن نطور هذه التكنولوجيات الحديثة لمواكبة العصر سواء في الذكاء
الصناعي أو إنترنت الأشياء، فمن المهم جدا أن يكون الشاب المصري على قدر من
المساواة مع الدول المتقدمة.
وما هو إنترنت الاشياء؟
إنترنت الأشياء
Internet Of Things هو مفهوم متطور لشبكة الإنترنت بحيث تمتلك كل الأشياء في حياتنا قابلية
الإتصال بالإنترنت أو ببعضها البعض لإرسال واستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من
خلال الشبكة.
وكيف يتم ربط الطلاب بالتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي؟
مصر لديها فرصة مميزة جدا في أن تكون على قدم وساق
مع الدول المتقدمة تكنولوجيا، فلا نريد أن نكون متأخرين عنهم وبالتالي فإننا يجب علينا الاهتمام بهؤلاء الطلاب في كليات العلوم والهندسة وربطهم بسوق العمل واحتياجات
المجتمع، وليس مجرد أن تكون دراستهم نظرية ولكن يجب أيضا أن تكون دراسته مرتبطة
باحتياجات المجتمع والصناعة، خاصة أننا في الفترة الحالية نتحدث عن الثورة
الصناعية الرابعة ولدينا خطط في هذا المجال، لذلك فإن تلك التخصصات ستكون مفيدة
جدا في الصناعة المصرية التي نطالب دائما بتطويرها وتعميق المكون المحلي، بحيث نخرج
خارج الإطار التقليدي للصناعة، واعتقد أن لدينا في هذا التوقيت المميز فرصة ذاهبية لإعادة تشكيل الوعي بالكامل.
هل كورونا أعادت للدول العالم ترتيب أورقها من أجل الارتقاء بالبحث العلمي؟
أحد
ايجابيات الوقت الحالي بعد انتشار فيروس كورونا، هو أن كل دولة بدأت تدرس
احتياجتها من التخصصات والعلوم وكمياتها البشرية وإعادة رسم خريطة القدرات مرة
ثانية، وهذا يعد نوعا من أنواع التقيم الذاتي للمجتمع لمعرفة قدراته وأماكن القوة
والضعف التي يبدأ التركيز عليها.
الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي ودورهم في المجتمع.. حدثنا عنه؟
الفترة
الحالية ستشهد المزيد من الأبحاث العلمية في مصر، فاعتقد أن الوقت الحالي أوضح
ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي، فدول
العالم اليوم تتسابق على اكتشاف علاج للفيروس كورونا، وعلى توفير احتياجات المجتمع
المختلفة من الزراعة والغذاء والمتطلبات الحياة اليومية الخاصة به.
كما
لدينا كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي في مصر ببعض الجامعات الخاصة، كما أنشأت كلية الحسابات والمعلومات قسما خاصا بالذكاء الاصطناعي.
وأريد أن
أنوه إلى أن أكاديمية البحث العلمي تعاونت مع مجمع برج العرب التكنولوجي التابع
لوزارة الاتصالات، لدعم مشروعات تخرج فقط لطلاب الجامعات المصرية في مجال إنترنت
الأشياء والذكاء الاصطناعي، بجانب أن هناك تمويلا للمشروعات التخرج في كافة
المجالات.
كثيرا ما كنا نسمع أن نهاية البحث العلمي داخل الأدراج .. فما صحة هذا
المقولة؟
ليس كل
المشروعات قابلة للتنفيذ ولكن بناء على معايير معينة وضعناها نختار مجموعة من
الأبحاث القابلة للتنفيذ، فدور البحث العلمي في أنه يوجه المجتمع في التكنولوجيا
المناسبة له، حيث يتم توجيه الطلاب إلى عمل مشروعات في إنترنت الأشياء كمشروع
تخرج في كل مناحي الحياة سوء كانت زراعة أو صناعة أو طب.
ما رأيك في تمرين طلاب المدارس على عمل مشروعات بحثية مع أزمة كورونا؟
حقيقة
أكاديمية البحث العلمي تعاونت مع وزارة التربية والتعليم منذ العام الدراسي الماضي
2019 – 2020، لتدريب طلاب مدارس "ستيم" التكنولوجية على عمل بحث علمي، وحققوا
نجاحا كبيرا وهم في المنزل وكان يعد تحديا كبيرا في تغلب الطلاب على عدم الذهاب
للمدرسة وأخذوا المحاضرات الخاصة في مجال إنترنت الأشياء، واستطاعوا تنفيذ
مشروعات تخرج في مجال إنترنت الأشياء وثبت نجاحهم الباهر فيه.
وما هي احتياجات البحث العلمي لتطويره في مصر؟
الدولة تمول البحث العلمي بشكل جيد ولكن ما
ينقصه هو القابلية للتسويق، فالبحث العلمي قادر على حل مشكلة معينة بجدوى اقتصادية
وبكل المعايير المطلوبة كمنتج، ولكن ما يهمني أن يوجد مشتري لهذا المنتج
"البحث العلمي" سواء هذا المشتري من الدولة أو رجال الصناعة والمجتمع.
ونتمنى أن
يكون هناك جهات سواء حكومية أو خاصة تقوم بالاستفادة من هذه الأبحاث.
وهل أكاديمية البحث العلمي ينقصها إدارة تسويق؟
لدينا
إدارة تسويق.. فالأكاديمية هي الجهة الوحيدة في مصر التي أنشأت قسما خاصا بها اسمه
إدارة تسويق تكنولوجي ودوره المهم لإنتاج السلع وتطوير الصناعة فهو قادر أن يخرج
منتجا محليا ينافس المستورد، والوضع الحالي يجب أن نقتنع بأن هناك مخرجات تكنولوجية
قابلة للتطبيق من الجامعات والمراكز البحثية.