أردوغان يدعم الإرهاب في ليبيا.. خبراء: يعطي قبلة الحياة للإرهابيين.. ويستغل انشغال العالم بأزمة كورونا.. والمجتمع الدولي مطالب بتدخل سريع
لا يزال النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان، يلعب دورًا خبيثًا، في المنطقة العربية، لخدمة أجندات ومخططات فاسدة، وذلك عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية مرة في سوريا، وحاليا في ليبيا.
وشهدت الفترة الماضية قيام النظام التركي بنقل الإرهابيين الذين استخدمهم لتقطيع أوصال سوريا، إلى الشقيقة ليبيا، لخدمة نفس الهدف.
ومن جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات عبر تقنية الفيديو كونفرانس أن استقرار ليبيا يعد من محددات الأمن القومي المصري، وأن مصر لم ولن تتهاون مع الجماعات الإرهابية ومن يدعمها.
كما أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية بالتوصل لحل سياسي للأزمة، والحفاظ على سيادة ليبيا وأمنها ووحدة أراضيها، والدعم الكامل لإرادة الشعب الليبي واختياراته، وكذلك رفض التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية الليبية.
وكشف خبراء استراتيجون لـ"الهلال اليوم"، عن أسباب تقاعس المجتمع الدولي لصد أعمال اردوغان في ليبيا، مؤكدين أن أردوغان استغل أزمة كورونا التوسع في ليبيا.
هدف استراتيجي:
فمن جانبه، قال الدكتور أسامة عبدالعزيز المتخصص في الشأن التركي، إن ليبيا تمثل الهدف الاستراتيجي لتركيا اليوم، بعدما أجبرت روسيا أردوغان على توقيع اتفاق لسحب كافة العناصر والمليشيات الإرهابية من سوريا.
وأضاف المتخصص في الشأن التركي، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن أردوغان لم يجد أفضل من ليبيا لكي يرسل إليها تلك المليشيات، لذلك من المتوقع أن يزداد عددها في ليبيا خلال الفترة المقبلة، وعلى المجتمع الدولي ردع تلك الأفعال التي يقوم بها الرئيس التركي، حتى لا تتحول ليبيا إلى بورة إرهابية.
وأوضح "عبدالعزيز" أن أردوغان يسعى خلال الفترة الحالية إلى تشكيل قاعدة عسكرية في طرابلس، من أجل أن يكون لديه قاعدة يستطيع من خلالها تصدير السلاح إلى الدول الإفريقية، محذرا من إنشاء تلك القاعدة العسكرية؛ لأنها ستكون قبلة الحياة للخلاية الإخوانية في ليبيا.
استغلال أزمة كورونا:
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث في الشأن التركي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استغل أزمة كورونا واعتبرها هبة من السما جاءت لخدمة مشروعه في ليبيا والسيطرة عليها.
وأضاف الباحث، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إن أردوغان قام بخرق الهدنة التي أعلن عنها قائد الجيش الليبي الوطني خليفة حفتر بوقف العمليات المسلحة خلال شهر رمضان، وكذلك الهدنة التي أعلن عنها المجتمع الدولي لوقف العمليات في ليبيا لحين السيطرة على أزمة كورونا، وعمل على إرسال مليشيات إرهابية وأسلحة.
وأشار "عبدالفتاح" إلى أن المليشيات الإرهابية التي يقوم أردوغان بنقلهم من سوريا إلى ليبيا، يعانون من عدم دفع رواتبهم، ما جعلهم يتمردون على أردوغان والتهديد بوقف العمليات المسلحة لحين دفع الرواتب وعمل فحوصات طبية للكشف عن فيروس كورونا، موضحا أن المليشيات اكتشفت زيف وخداع أردوغان لهم وأنه يستخدمهم لمرة واحدة في ساحة القتال ولن يعطي لهم الجنسية التركية كما وعدهم.
وأوضح أن هناك جزءًا من المليشيات استغلوا إرسالهم إلى ليبيا ليعبروا منها إلى الجزائر ثم إلى أوروبا، مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الظاهرة التي ستعمل على نشر الإرهاب في العالم.
تباطؤ الموقف العالمي:
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن الدور الذي تلعبه تركيا بدعم التنظيمات الإرهابية ونقل العناصر المرتزقة إلى ليبيا يهدف إلى تغيير المعادلة السياسية والعسكرية .
وأضاف "فهمي" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن القضية الآن لتركيا ليست الاستيلاء على قاعدة ولكن بطبيعة الحال محاولة نقل رسالة إلى أن الوجود التركي سيتمدد وأن حكومة السراج ستحقق نقله نوعية في المواجهة مع الجيش الليبي.
وأشار إلى أن هناك تباطؤ من قبل المجتمع الدولي نتيجة الضغوط التي مارسها أردوغان عليهم وبصفة خاصة من الاتحاد الأوروبي، وتهديداته المستمرة من عودة المقاتلين الأجانب إلى الدول الأوروبية، مؤكدا أن المشهد الليبي الآن أصبح أكثر تعقيدا ويتطلب وقفة دولية في ظل صمت أمريكا وكذلك روسيا التي كانت لها وقفات ضد عملية التوسع في سوريا.