اعتبر رئيس حزب جيل جديد الجزائري سفيان جيلالي أن مقاطعة الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور المزمع تنظيمه ستضيع فرصة التغيير الحقيقي.
وقال جيلالي - في تصريحات اليوم الأربعاء - إن "الدستور المقترح يمنح سلطات لرئيس الجمهورية وليس لملك، فنحن لسنا نظاما برلمانيا"، منتقدا "أصحاب الخطابات الرنانة ودعاة مقاطعة الاستفتاء على الدستور"، مؤكدا أن "المقاطعة تضيع فرصة لتحقيق تغيير حقيقي".
وحذر من "الفراغ الذي قد ينجم عن هذه المقاطعة، بحيث سينتهي الأمر بالسلطة إلى إعادة تدوير الأحزاب القديمة، وسيكون عندها الوقت متأخرا للندم".
وتساءل جيلالي عن "خلفيات الأطراف التي تطالب بتشكيل مجلس تأسيسي أو نظام برلماني وتعتبرهما أفضل من النظام شبه الرئاسي، في حين أنها لا تقدم مقترحات حقيقية في الجانب القانوني والسياسي".
وأضاف أن "الإشكال ليس في الدستور، وأن رفض مناقشته يستجيب لأجندة سياسية في كل الأحوال"، متابعًا أن "الجزائر دخلت في مسار تأسيسي، ويمكن تغيير طبيعة النظام بطرق عديدة، ومن بينها مبادرة الرئيس تبون التي تبقى ربما الأكثر انتشارا"، موضحا أن "المعمول به في الدول الأكثر ديمقراطية لا يمكن رفضه بشكل متصلب".
وشدد رئيس حزب جيل جديد الجزائري على أن "مناقشة مسودة الدستور بكل حرية أمر أكثر من ضروري، وأن النسخة النهائية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات المعارضة ومقترحاتها بشكل بناء"، لافتا إلى أن "أكبر عقبة أمام تحقيق دستور توافقي هي عدم وجود الثقة"، معتبرا أن "الحكم على هذا المشروع لا يكون إلا بعد تقديم المعارضة لمقترحاتها، خاصة أن السلطة أوضحت أن هذه النسخة هي مجرد قاعدة عمل".
وأشاد جيلالي بـ"غلق الرئيس تبون النقاش حول الهوية واللغة والإسلام ورموز الثورة منذ البداية"، منتقدا "الانزلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه القضايا الحساسة"، مؤكدا أن "فتح هذه المواضيع للنقاش هو تعريض الدولة لتوترات من شأنها أن تزعزع استقرارها بشكل خطير".