كشفت دراسة جديدة نشرتها منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أدلة أخرى على التأثير غير المسبوق لجائحة كورونا على سوق العمل العالمية، حيث أشارت إلى توقف أكثر من واحد من بين كل 6 شبان عن العمل منذ ظهور الجائحة.
وأوضح رئيس منظمة العمل الدولية جاي رايدر - في مؤتمر صحفي عبر الفيديو اليوم - أنه بالنسبة للشباب الذين ما زالوا يعملون فقد تم تخفيض ساعات عملهم بنسبة 23 بالمائة، وحث الحكومات أيضا على إجراء اختبارات واسعة النطاق للفيروس وتتبع الحالات للمساعدة في تعافي الاقتصاد، وفقا لما جاء على الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة.
وذكر رايدر أن عمليات الاختبار والتتبع الصارمة والمكثفة أظهرت نتائج أكثر إيجابية في سوق العمل، وقال "شهدت البلدان التي كثفت من عمليات الاختبار والتتبع انخفاضا في ساعات العمل في حدود 7 بالمائة، أما البلدان التي أجرت عمليات اختبارات وتتبع أقل فقد شهدت انخفاضا في ساعات العمل بنحو 14 بالمائة.
وخلال حديثه، أشار رئيس منظمة العمل الدولية إلى أن هذه البيانات تتزامن مع مؤشرات منظمة الصحة العالمية على أن أمريكا اللاتينية أصبحت البؤرة الحالية للجائحة.
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان ذلك سيثير اضطرابات اجتماعية، بالنظر إلى أن الشباب يشكلون نسبة عالية من السكان وحيث يعمل واحد من كل اثنين من الشباب البالغين في القطاع غير الرسمي، أشار رايدر إلى أن أفريقيا وجنوب آسيا لديهما فئة سكانية أصغر.
وأشار إلى البيانات التي تؤكد أن الكثير من الشباب معرضون لخطر طويل الأجل بسبب صعوبة العثور على عمل لائق.
ووفقا لأحدث تقرير لمنظمة العمل الدولية، فإن النساء هن الأكثر تأثرا بالزيادة السريعة في البطالة منذ فبراير، وقال رايدر إن تأثير (كوفيد-19) على النساء أصعب وأسرع من أي فئة أخرى، مشيرا إلى أنهن ممثلات بشكل مفرط في الاقتصادات غير الرسمية والرعاية، وكلاهما تأثر بشدة منذ سريان تدابير الإغلاق.
وأوضح رئيس منظمة العمل الدولية أنه حتى قبل ظهور المرض في وسط الصين في ديسمبر 2019، كانت البطالة بين الشباب أسوأ مما كانت عليه خلال الأزمة الاقتصادية العالمية 2008-2009، وقال "إذا لم نتخذ إجراء حاسما وفوريا لتحسين وضعهم، فإن إرث الفيروس يمكن أن يبقى معنا لعقود".
وفي إشارة إلى المخاوف من "جيل ضائع" يواجه الاستبعاد الدائم من أسواق العمل، حذر رئيس منظمة العمل الدولية من تخلف الكثير من الشباب من جهود التعافي من الجائحة.
ووفقا لمرصد منظمة العمل الدولية، فقد تم فقدان ما يقرب من 5 بالمائة من ساعات العمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019، وهذا يعادل ما يقرب من 135 مليون وظيفة بدوام كامل، استنادا إلى أسبوع عمل مدته 48 ساعة، ويمثل ذلك ارتفاعا بحوالي 7 ملايين خسارة وظيفية منذ الإصدار الأخير من مرصد منظمة العمل الدولية في أبريل.