رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الكونجرس الأمريكي يفتح جبهة جديدة مع بكين حول حقوق الأويجور

28-5-2020 | 13:45


أقرّ الكونجرس الأمريكي مشروع قانون لفرض عقوبات على مسئولين صينيين متّهمين "باعتقال جماعي" بحقّ مسلمين من الأويجور في إقليم شينجيانج ما يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوتر الكبير أساسا بين واشنطن وبكين.


وجاء هذا التصويت في أجواء من التوتر الشديد. فقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب رسميا أن هونج كونج لم تعد تتمتع بالحكم الذاتي الذي وعدت به الصين، ما يمهد لإعادة النظر في الامتيازات التجارية التي تمنحها الولايات المتحدة لهذه المستعمرة البريطانية السابقة.


وصوت مجلس النواب الأمريكي على النص الذي يؤكد على حقوق الأويجور بأغلبية ساحقة تمثلت بـ 413 صوتاً مقابل صوت واحد. وكان مجلس الشيوخ تبنى النص بالإجماع في منتصف مايو.


ويبقى معرفة ما إذا كان الرئيس ترامب سيوقع النص. فقد اكتفى بالقول "ننظر إلى هذا الأمر عن كثب".


نظريا يمكن لترامب تعطيل النص، لكن الكونجرس يستطيع جمع الأغلبية التي تسمح له بتجاوز ذلك بما أن النص يتجاوز وفي واحدة من المرات النادرة، الخلافات الحزبية في واشنطن.


ومن المؤكد أنه سيثير غضب بكين إذا وقع ترامب القانون. وكانت بكين أعلنت عندما تم التصويت على النص في ديسمبر الماضي، أنها ستجعل الولايات المتحدة "تدفع ثمن" ذلك.


يكرر مشروع القانون اتهامات كانت قد أطلقتها الإدارة الأمريكية ودول غربية ومنظمات دولية للدفاع عن الحقوق الإنسانية.


ومن هذه الاتهامات أن الحكومة الصينية ارتكبت "انتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية" في إقليم شينجيانج بشمال غرب البلاد، عبر فرض "مراقبة واحتجاز جماعي على أكثر من مليون من الأويجور وأفراد العرقيتين الكازاخية والقرغيزية أو أقليات مسلمة أخرى".


ويؤكد البرلمانيون الأمريكيون أن "الأشخاص المعتقلين في معسكرات الاحتجاز" تحدثوا عن خضوعهم "لتعذيب وأعمال عنف وحرمان من الغذاء وإنكار للحريات الدينية والثقافية واللغوية".


وهم يطلبون من حكومة الولايات المتحدة ان تحدد خلال 180 يوما المسئولين عن ذلك داخل السلطة الصينية وفرض عقوبات مالية عليهم ومنعهم من الحصول على تأشيرات دخول.


وقال معد النص السناتور ماركو روبيو حليف ترامب إن القانون "يحمل الحزب الشيوعي الصيني مسئولية أعمال وحشية". ويتضمن النص اسم شين تشوانجو رئيس الحزب الشيوعي في شينجيانج.


من جهتها، أدانت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي "الأعمال الوحشية التي ترتكبها بكين ضد الأويجور ".


وتنفي بكين أي مساس بحقوق الأويجور أو اعتقالهم في المنطقة، وتتحدث عن "مراكز للتأهيل المهني" هدفها إبعاد السكان عن التطرف الإسلامي والإرهاب.


تلتزم إدارة ترامب في أغلب الأحيان الصمت حيال مسألة الحقوق الإنسانية في العالم، لكنها هبت بسرعة للاهتمام بمصير الأويجور باسم حرية الدين التي تعتبرها أولوية.


وقد ادانت واشنطن ما اسمته "حملة القمع الرهيبة" ووجهت اتهامات ضد الصين التي تعتبرها منافسة استراتيجية كبرى على الأمد الطويل.

وأعلنت فرض عقوبات، مع أنها محدودة، ضد بعض الكيانات الصينية.


لكن الكونجرس المعروف بتشدده ضد الدولة الآسيوية العملاقة يطالب بإجراءات عقابية أكثر صرامة لما وصفته لجنة برلمانية أمريكية بأنه "جرائم ضد الإنسانية".


ويمكن لدونالد ترامب أن يلوح بهذا التهديد الجديد بالعقوبات للضغط في مواجهته مع بكين.


وحمل الملياردير الجمهوري الصين مسئولية انتشار الفيروس التاجي الجديد في جميع أنحاء العالم ووعد بإجراءات انتقامية.