سلط شذوذ في زاوبة ميل مدار قمر المريخ ديموس الضوء على أحد أسرار الكوكب الأحمر.

افترض علماء الكواكب الأمريكيون أن حلقة ضخمة من الغاز والغبار كانت تدور في الماضي حول المريخ. ويدل على ذلك شذوذ في زاوية ميل مدار قمره ديموس.

أفاد بذلك ناطق باسم معهد SETI الأمريكي للبحث عن الحضارات خارج الأرض.

 ونقل الناطق عن الباحث في المعهد، ماتيا تشوك، قوله:"لم يحاول أحد في الماضي الرد على سؤال لماذا لا ينطبق مدار ديموس على خط استواء المريخ. وقررنا إلقاء نظرة على تلك المشكلة من زاوية جديدة وساعدتنا زاوية ميل ديموس في حل أحد أسرار المريخ".

وتوصل الفلكيون من خلال رصد قمري المريخ إلى استنتاج مفاده بأن قمر فوبوس سيتمزق في المستقل القريب بتأثير قوة جاذبية الكوكب الأحمر، ما سيؤدي إلى تشكل قرص مسطح متكون من الغبار والغاز تشبه مواصفاته حلقات كوكب زحل.

ويعتقد العلماء أن ذلك سيحدث بعد 20 أو 40 مليون عام حين يقترب مدار فوبوس من حد الغلاف الغازي للمريخ.

وافترض، ماتيا تشوك، وزملاؤه أن تلك الظاهرة كانت تحدث في تاريخ المريخ عدة مرات.

وقام العلماء بحساب التعامل بين قوى جاذبية فوبوس وديموس من جهة والمريخ من جهة أخرى وتوصلوا إلى استنتاج مفاده بأن زاوية ميل مدار ديموس بمقدار درجتين بالنسبة إلى خط استواء المريخ وابتعاده التدريجي عنه لا يمكن تفسيره إلا بوجود قمر آخر دار حول المريخ في الماضي البعيد.

ويعتقد العلماء أن المريخ امتلك منذ 3 مليارات عام قمرا آخر دار في مدار يقترب تدريجيا من سطح الكوكب الأحمر. وزادت كتلته عن كتلة فوبوس بمقدار 20 مرة وأدى كل ذلك إلى تمزق القمر الكبير بتأثير قوة جاذبية المريخ وتشكل أول حلقة ضخمة تتضمن الغبار والغاز وتدور حول المريخ.

وسقطت 80% من الغبار، الناتج عن تمزق القمر الكبير، حسب علماء الكواكب، على سطح المريخ. أما 20% من كتلة القمر الكبير فشكلت قمرا جديدا  تمزق كذلك بمرور الوقت وشكل قمر فوبوس أخيرا.

ولا يمكن تأكيد تلك الفرضية إلا بالحصول على عينات من تربة فوبوس وديموس.

وستحل أسرار قمري المريخ بعثة MMX الفضائية اليابانية التي ستنطلق عام 2024 لدراسة تاريخ ولادة فوبوس وديموس وبعثة "بوميرانغ" الفضائية الروسية التي ستنطلق عام 2026 إلى فوبوس .