حفتر يزور القاهرة.. الأزمة الليبية إلى أين ؟.. برلمانيون: مصر لم تدخر جهدا للوصول إلى حل سياسي للأزمة.. وخبراء: مصر قادرة على دحر الإرهاب والحفاظ على أمنها القومي
تواصل مصر جهودها الحثيثة من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الليبية يمهد الطريق لتسوية الأزمة ومنع التدخل الأجنبي فى الأراضى الليبية، يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة للتشاور مع الرئيس السيسي حول مستجدات الوضع في ليبيا، والوصول إلى حلول لمنع تدخل المليشيات التركىة في ليبيبا.
ويؤكد خبراء وبرلمانيون أن موقف مصر ثابت من الأزمة الليبية منذ اليوم الاول، حيث أعلنت القاهرة عن رفضها لأى تدخلات خارجية في الأراضى الليبية، والتى من شانها أن تمس بأمن مصر القومى، وهو ما لن تقبل به مصر على الإطلاق.
رفض التدخل الخارجي في ليبيا
قال النائب إبراهيم عبدالوهاب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن موقف مصر من الازمة الليبية يقوم على أسس وعقيدة راسخة أساسها أن ليبيا تمثل أمنا قوميا مصريا، لا يمكن المساس به باي حال من الأحوال.
وأكد عبدالوهاب في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن موقف البرلمان المصري ثابت من دعم الوحدة الليبية ورفض التدخل الاجنبي في ليبيا، ورفض حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج منتهية الولاية، لافتا أن زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة تتزامن مع تأكيدات مصر المستمرة على انها لن تسمح بأي تدخل عسكري فى ليبيا من شأنه تهديد الأمن القومي المصري.
وأشار عبدالوهاب إلي أن مصر ترتبط مع ليبيا بحدود تمتد إلى1260 كيلو مترا، ومن ثم فإن ليبيا تشكل بُعدا أمنيا واستراتيجيا مهما للحفاظ على سلامة الأمن القومي المصري، مضيفا إن مصر بقيادة الرئيس السيسي حريصة دائما على تأكيد موقفها الثابت من الأزمة الليبية، وضرورة بذل كافة الجهود للوصول إلي تسوية سلمية للأزمة الليبية تقطع الطريق على المخططات التركية والإرهابية الساعية إلى تقسيم ليبيا واستنزاف مواردها
وأردف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن تركيا تمارس لعب دورها المشبوه والخبيث فى تفتيت وإضعاف الدول العربية، مضيفا إنه عقب قيامها بزرع الشقاق وتنفيذ أجندتها التخريبية فى سوريا، وجهت أنقرة أنظارها نحو ليبيا من خلال نشر المرتزقة والعناصر الإرهابية طماعا فى الحصول على النفط الليبي بمساعدة فايز السراج.
موقف مصر ثابت من الأزمة الليبية
قالت النائبة غادة عجمي عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن موقف مصر ثابت في حماية أمنها القومي والتصدي بقوة لكل من تسول له نفسه المساس بأي حق من حقوق أو حدود أرض مصر.
وأضافت عجمي، في تصريح لبوابة «الهلال اليوم»، إن مصر أعلنت منذ بداية الأزمة الليبية موقفها الحاسم من رفض أي محاولات خارجية للتدخل في الشأن الليبي، والسعي الدائم لأن يكون مصير ليبيا بأيدي أبنائها فقط.
وأكدت أن تركيا دأبت دائما على التدخل في مصائر الشعوب العربية، والإستيلاء على ثرواتهم وهو ما تجلى بقوة في الأزمة السورية، وتحاول أنقرة إعادة نفس السيناريو على الأراضي الليبية، من خلال تصدير التنظيمات الإرهابية ونقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، وذلك من أجل فرض سياسة الأمر الواقع، وهو ما لن تسمح به مصر مهما حدث.
وشددت عجمي، أن مصر لن تسمح بأي تهديد لحدودها الغربية مع ليبيا، والتي تصل إلى 1260 كم، مشيرة إلى أن مصر لديها من الإمكانيات العسكرية ما يمكنها من ردع أي محاولات للمساس بحدودها وأمنها القومي.
ولفتت عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، أن زيارة حفتر إلى القاهرة تأتي في إطار التنسيق المستمر لدعم ليبيا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، وهو ما تؤكده مصر خلال المحافل الدولية والقارية، والتي كان آخرها الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي بمجموعة الاتصال الإفريقية حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، حيث تبذل مصر جهودًا حثيثة للوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وضرورة تفكيك الميليشيات ووقف تزويدها بالسلاح، ورفض أي تدخلات خارجية في الأزمة الليبية.
الحفاظ على الأمن القومي
قال اللواء محمود زاهر الخبير الأمني والاستراتيجي، إن اهتمام مصر بليبيا، والسودان، وإثيوبيا، والبحر الأحمر وما وراءه، وما به وتأثيره، والبحر المتوسط، يعتبر اهتماما أمنيا قوميا تواجديا في إطار الظروف التي تمر بها المنطقة، وما وصلت إليه السياسة العالمية القائمة على البطش والاستغلال فى الوقت الحالي.
وأضاف زاهر، في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن مصر لديها من الإمكانيات والقدرات العسكرية ما يمكنها من تطهير ليبيا والقضاء على التنظيمات الإرهابية خلال ساعات معدودة، ولكن مصر حريصة على حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية والسياسية عن طريق أبنائها، دون وجود أدنى تدخل أجنبي من أي طرف.
وأكد زاهر أن مصر على دراية كاملة بالمخطط الدائر والساعي إلى الاستيلاء على الأراضي الليبية ومقدرات الشعب الليبي، من جانب ومحاولة فرض حصار على مصر عن طريق تصدير التنظيمات الإرهابية وعصابات المرتزقة الذين يتم تحويلهم من سوريا إلى ليبيا برعاية تركية.
وأشار إلي أن مصر بذلت جهودا كبيرة منذ انطلاق الشرارة الأولي للأزمة الليبية، لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين من خلال استضافتهم أكثر من مرة في القاهرة، بجانب دورها في توحيد الجيش الليبي وتقدم الدعم والتدريب له ليكون على أحسن حال لخدمة وصون التراب الوطنى الليبي.
ولفت زاهر أن مصر أكدت مرارا وتكرارا في المحافل الإقليمية والدولية، وخلال لقاءات الرئيس السيسي بقادة دول العالم على موقفها الثابت من القضية الليبية، والمؤكد دوما علي وحدة التراب الليبي، وحل أى نزاع أو خلاف بالطرق السلمية، والحوار السياسي.