د. جمال فاروق عميد كلية الدعوة: السلفيون المتشددون اخترقوا الأزهر لنشر الفكر المتطرف
حوار: أميرة صلاح
الأزهر هو ركن من أركان الدولة وكيان لايتجزأ من المجتمع ويجب علينا جميعا المحافظة عليه حتى غير المسلمين، فالأزهر الشريف يمثل جزءا من الأرض وجزءا من الهوية، ومن المفترض أن نتكاتف جميعًا ضد هذا الفكر المتطرف، هكذا يعبر الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن رفضه للنقد الذى تتعرض له مؤسسة الأزهر الشريف، قائلا: «إنه منذ تولى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وهو يسعى لتجديد الخطاب الدينى، وقام بالفعل بتحقيق العديد من الإنجازات كتغيير المناهج ومراجعتها محاولة لتجديد الخطاب الديني، ولا يمكن أن يُنكر ذلك إلا إذا كان إنسان فى نفسه شىء أو يكره المنهج الأزهري، وإذا كان هناك نقص أو تقصير فهذا يرجع إلى أنه عمل بشرى والإنسان دائما يستفيد من التجارب».
فاروق يكشف فى حواره لمجلة «المصور»: «إذا كان هناك نقد أو رؤية بناءة فيتقدم بها إلى مشيخة الأزهر أو وزارة الأوقاف أو مجمع البحوث الإسلامية، ليعرض وجهة نظره فى الإصلاح والتجديد ويذكر ما هى أسباب التقصير من وجهة نظره؟ أو ما الذى قصر فيه الأزهر الشريف؟ أو ما هو الشىء، الذى به خلل أو نقص؟، وهذا يحدث إذا كان الإنسان فعلا الذى يريد البناء، ومحب للأزهر، ولا يكتفى فقط بالظهور على الفضائيات والتلاسن ويتهم الأزهر بالتقصير».
وإلى نص الحوار:-
هل المناهج الأزهرية يمكن أن تُخرج طالبا يحمل فكرا متطرفا؟
المناهج التى تدرس فى كليات جامعة الأزهر ليست وليدة السنوات الأخيرة جديدة، بل موجودة منذ مئات السنين أى من العهد الملكى ومن قبل ذلك، و»الفقه على المذاهب الأربعة» والعقيدة «الأشعرية» واللغة العربية والسيرة النبوية والتفسير والحديث النبوى الشريف، كذلك ولم نسمع هذه الاتهامات هناك ما يسمى بالفكر المتطرف أو منحرف قبل ذلك، رغم أن المناهج لم تتغير التفسير هو التفسير الحديث هو الحديث الفقه هو الفقه والمذهب الحنفى هو الحنفى والشافعى هو الشافعى والأدلة العقلية والنقلية، التى ندرسها والموضوعات الإسلامية، سواء كان فى الأحوال الشخصية أو حتى فى قضايا المعاملات والعبادات نفس القضايا، والكتب التى تعتبر الأدلة سواء كانت أدلة عقلية أو أدلة شرعية، والتى تتمثل فى الكتاب والسنة والإجماع والقياس، الذى نعتمد عليها جميعًا كما هي، والاختلاف الوحيد هو الأستاذ فكل أستاذ له أسلوبه فى الشرح ومنهجه فى الفكر.
إذًا أين هى المشكلة؟
هذا التطرف ليس من المناهج وليس من الأزهر، ولكنه جاء من اختراق الفكر أو التيار الوهابى للمجتمع المصرى بشكل عام وليس الأزهر فقط، لأن كان هناك قنوات تبث هذا الفكر وبعثات وإعارات خارجية، لذلك جاء هذا التطرف بفعل عوامل خارجية اخترقت المجتمع والأزهر الشريف جزء من هذا المجتمع.
متى بدأ هذا الفكر بالظهور؟
من الممكن أن نقول بأن هذا الفكر جاء بعد تطوير الأزهر بعد ثورة يوليو «قانون تنظيم الأزهر» بعد عام ١٩٦١، لأن الجيل القديم مازال قويا متمكنا، فالأزهرى الصحيح يعتز بأزهريته فهو إنسان مرتبى على أنه قائد ومفكر وليس تابعا ولا يقبل التبعية لأحد أو ينساق، ومن يقبل التبعية فهو مدسوس على الأزهر الشريف.
فالأزهر الشريف عبارة عن دعائم أساسية وهى المنهج وهو منهج أهل السنة وسطى الاعتقاد بمعنى أنه يجمع بين العقل والنقل والمذاهب الفكرية المعتمدة ثم منهج التزكية والسلوك ومن يملك هؤلاء الثلاثة لا يمكن أن يكون متطرفا، وأتحدى أى إنسان يستطيع أن يثبت تطرف هذا.
فالأزهر ليس منصبا أو عمامة، إنما هو فكر ورؤية يقوم على هذه الأمور الثلاثة، ومن لم يكن لديه هذه المكونات كاملة فليس أزهريا ولو تولى أعلى منصب فى الأزهر ولو له لحية وعمامة.
وأبرز دليل أن المشكلة ليس فى الأزهر استمراره كل هذه السنين رغم أن هناك العديد من المدارس قد اندثرت واختفت وأصبحت أثرا بعد عين، لأنها لم تجمع الوسيطة التى توفر بين العقل والنقل، أما الأزهر فقد أرضيت به الأمة الإسلامية، بأكملها بدليل أن هناك ١٢٠ جنسية من جميع القارات يقبلون على الدراسة فى الأزهر الشريف وليس من بينهم متطرف.
إذا لماذا يرتبط تجديد الخطاب الدينى بالمناهج الأزهرية؟
أولا نحن فى حاجة لتجديد دائما فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر فى الحديث أن يبعث على رأس كل قرن من يجدد له أمر دينه، ولكن ليس معنى التجديد أن ألغى الثوابت أو العبادات.
فالجديد يعنى إعادة الإسلام إلى الصورة النقية الصافية، التى كان عليها وواكب التطورات وحلول مثلا هناك قضايا حديثة مثل البنوك والتعاملات ولا أعيش متخلفا عن هذه التطورات، وليس التجديد الانسلاخ لأن هذا دين إلهى الله وضعه يناسب كل مكان وزمان.
إذا كانت المشكلة ليس فى المناهج لماذا هناك دعوات بوجود بعض الشوائب فى هذه المناهج ساهمت فى خروج هؤلاء المتطرفين من الأزهر؟
أولا.. لا أوافق تمامًا أن هناك شوائب فى المنهج الأزهري، وأيضًا لا نقول بأن هذا المنهج معصوم ولا هو وحى وإنه هو عمل بشري، فيمكننا القول بأن هناك بعض الأمور قد تكون خطأ، نظرًا لأنها كانت تناسب زمنا آخر، ويكون تعميمها هو الخطأ وليس الفكرة فى حد ذاتها مثلا هناك نصوص إلهية معصومة والخطأ ليس فى النص، وإنما يكون فى فهمه أو تنزيله على المواقع أو فى شرح الأستاذ للطالب فقد يكون الأستاذ ضعيفا أو يكون متأثرا بفكر آخر، فهنا يأتى الخطأ الخلل ليس من المنهج وإنما من تطبيقه، مثلا فى عهد الخلافاء الراشدين، وسموا بهذا الاسم لأنهم طبقوا الصورة المثالية للإسلام ثم جاءت بعد ذلك دولة العباسية والأموية، ولم تسم خلافتهم بالرشيدة لأن الإسلام لم يطبق التطبيق المثالى فى عهدهم، والآن انشغل الناس بالدنيا وانحرفوا عن المنهج السوى، فالأزهر بصفته جزءا من المجتمع يتحمل المسؤولية، ولكن فيما يخصه.
ولكى أصلح وأطالب الأزهر بالتجديد يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدولة ونوزع الأدوار.. وإذا كان دور الأزهر فى المناهج فهى سليمة وإنما المشكلة فى الأستاذ هل مستواهم ضعيف؟، بسبب الجانب المادى مثلا لايتقاضى العائد المادى المناسب أو أنه غير مؤهل علميًا، علينا أن ندرس الأسباب الذى دفعت الأستاذ ليكون مستواه ليس هو المستوى المطلوب فهناك جزء يرجع إلى الأزهر وجزء يرجع إلى الدولة، كل يجب أن يقوم بدوره فى المجتمع، وهذا أمر يخص المجتمع كله وليس فى الأزهر الشريف فقط.
ولكن هناك خللا يضر بشخص وهناك خلل يضر بمجتمع وما يظهر الآن أن ضعف الأستاذ الأزهرى قد أخل ليس فقط بالمجتمع وإنما بالعالم كله؟
أولا المتطرف أو المنحرف عن المنهج الأزهرى لا يعتمد بشكل أساسى على الأساتذة فى الأزهر الشريف، وإنما يستمع للشيوخ السلفية من التكفيريين متأثرا به بل ويحاول نشره هذا داخل مؤسسة الأزهر، فهو يعتبر معول هدم لنا، ويريد أن ينقض علينا.
وقد سمعت عن أحد الأشخاص أن «الحويني» قد أدخل أبناءه الأزهر الشريف، وعند سؤاله عن السبب دخولهم رغم أنه يعتقد أن عقيدة الأزهر بها انحراف أجاب لكى يصلحوا الأزهر، ويكون لديهم رخصة رسمية، ويقوموا بدورهم بتحويل الأزهر للفكر المتطرف.
هناك بعض الطلاب يحملون هذا الفكر ويروجون له فى الخفاء، رغم أن الأزهر يتبنى كل الطلاب ويوفر لهم المسكن والمأكل والكتب المجانية، ولكن يأتى فى النهاية ويحاربه، وهذا ليس له إلا تفسير واحد أن هناك عوامل خارجية تتبناه وتدعمه مالية وقد ثبت بالفعل ذلك.
نريد بعض الأمثلة لتوضيح الصورة؟
عندما كنت مشرفا على المدينة الجامعية وجدنا بعض الطلاب تذهب لبعض الأماكن الخاصة، ويساعدهم لنشر فكر وثقافة معينة فى مقابل عائد مادى، وهناك أنصار السنة فى مصر وبعض الجمعيات المروجة لهذا الفكر هناك دول خارجية تمولها.
ولكن أن يخرج الطالب وهو ما زال يحمل هذا الفكر المتطرف رغم دراسته فى الأزهر يعتبر خطأ على الأزهر الشريف لأنه فشل فى إقناعه بالوسطية والمنهج الصحيح؟
نفترض أن هناك طالبا يحمل أجندة خارجية ويرغب فى نشرها.. أولا يكون هذا الطالب يهرب من المواجهة، فهناك بعض الطلاب قد قالوا لى صراحة «إننا نعرف أن ما ندرسه خطأ وغير صحيح ولكن نضطر نكتبه فى الامتحان لكى ننجح ونحارب الأزهر بنفس السلاح»، فكيف يتخلى عن هذا الفكر، وهو يتقاضى عليها أجرا ويأخذ دعما ليستمر فى طريقه، ولكن متى يرجع للمنهج الصحيح إذا أوقفوا عنه الدعم، ويبدأ يفكر ويُقارن بين الفكرين، بعكس ذلك لن يسمعني، مثلا هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك الحجة القوية لإقناع المنكرين أو الكفار أو الملحدين؟، بالطبع كان يملك ولكن قال الله له: «ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك»، المسألة أصبحت مسألة عناد وتبنى أفكار وليس مسألة حجة فهو لو تجرد من الدعم المادى ستنكشف الحقيقة.
فالأزهر لديه القدرة على الإقناع ونشر المنهج الصحيح بدليل أنه خرج ملايين الأجيال، والكل يشهد بذلك، لذلك كل من يثبت عليه أنه يتبنى أجندة خارجية ويرغب أن يغزو به الأزهر الشريف سيطرد من هذه المؤسسة.
ما الجهود التى قامت بها جامعة الأزهر لإعداد الأساتذة؟
أولا يجب أن نوضح أن العملية التعليمية تتكون من ٥ أشياء كتاب وأستاذ وطالب ومنهج وبيئة علمية، والمشكلة ليس فى الكتاب، وإنما فى العقل والفكر، لذلك قامت الكلية بعمل مشاركة ثقافية يكون فيها الطالب والأستاذ والكل مستهدف وليس فقط الطالب، وتختار قضايا مهمة ونتباحث فيها لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة.
وكذلك نناقش قضايا تمس المجتمع والواقع مثلا خلال موسم الثقافى الماضى قد ناقشنا قضية السياحة.
وماذا عن اللجان التى تم تشكيلها لدراسة المناهج الأزهرية؟
فيما يخص كلية الدعوة من قبل أن أكلف بشىء بواجب المسؤولية نظرت فى المناهج، ورأيت أن الغرض من إنشاء الكلية هو إعداد العلماء القادرين على حمل رسالة الإسلامية وتجلية حقائقها والدفاع عنها ورد الشبهات وتخريج العلماء أو الدعاة الفاهمين ونشر مبادئ الإسلام وتنقيتها من البدع والخرافات وحفظ التراث الإسلامى وتأكيد الصلة بين الدين والحياة.
ووجدت أن المواد الموجودة لن توفر هذه الأهداف، لذلك قررنا إضافة بعض المواد الجديدة تلائم المواقع فأدخلنا منهجا جديدا وهو «منظمات دولية ونظم سياسية وحقوق الإنسان» وليس موجودة فى أى كلية فى جامعة الأزهر بخلاف كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فلدينا منهج «نظم إسلامية» إلا أنها لم تعد تواكب الواقع الآن.
وأدخلنا علم الاجتماع والعمران، وكذلك مادة مقاصد الشريعة، التى تهدف إلى حفظ الكليات الخمس النفس والعرض والمال والدين والعقل، والدعاة إذا فهموا مقاصد الدين لا يمكن أن يضيعوها من أجل الجزئيات، وأيضا أدخلنا منهج قواعد الفقه والفلسفة والمنطق، لأننا نريد أن يكون الداعية بصيرا بالواقع والدعوة تتلخص فى إدراك مقاصد الدين وفهم الواقع، ونريد أن نضع مادة جديدة تتحدث عن التراث وتنقيته مما علق به.
وفى سياق آخر نعمل على دراسة المناهج الجديدة لتحديد ماهو الجديد، الذى يحتاجه حيث يتواكب مع العصر، ولكن هناك بعض المواد، التى نحتاج إضافتها لم تعد حتى الآن لأن تحتاج لميزانية لذلك نستقر على القديم.
خلال حملة التطوير هل تم إزالة بعض المناهج؟
ليس إزالة، ولكن تطوير بمعنى يمكن أن نرى أن هناك منهجا لا يناسب الواقع الحالى لذلك نأتى بالأساسيات، التى نحتاجها وندمجها فى منهج آخر، مثل موضوع عتق الرقاب فالقرآن الكريم قد أشار «فمن لم يجد» بمعنى أنه سيأتى وقت لن يكون هناك رق.
لأن الفقه يتغير بتغير الزمن مثلا قضية الختان فهى مرتبطة بالطب فقد أخبرنى بعض العلماء أن قديما لم يثبت أن الختان يضر بالفتاة لذلك لم يحرمه الإسلام حينها، ولكن عندما ثبت ضرره كرهه الإسلام.
مثل مسألة الدخان والتبغ فكان بعض الأئمة أباحه وقال: «إن المرأة لو كانت تشربه على سبيل التفكر فالزوج يجب أن يوفره لها» ولكن حينما ثبت أن هناك ضررا ظهر الفتوة بتحريمه، وكذلك هناك شىء غريب فى الفقه الشافعى نجد أن الوضوء بالماء المشمس مكروه لسبب طبى، وهو أنه يمكن أن يأتى بمرض البرص، ولكن الطب الآن يكذب ذلك، وبناء عليه تتغير الفتوة.
فالفتوة تتغير أشياء الزمان – الأحوال – المكان – الأشخاص – المعلومات.
ولكن هناك ثوابت لا تتغير كتكفير أهل الكتاب، التى كانت الحجة وراء تفجير الكنائس؟
هناك ثوابت لا تتغير وهو أن الكتاب أو أهل الكتاب يعتقد أن مسألة الخلاص عندى مختلفة عنه، وهذه مسألة عقيدة لا شأن لنا بها يحكم الله فيها فى الآخرة فقال الله تعالى «إن الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إن اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إن اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»، إذا مسألة الفصل فى العقيدة أنا أتعايش معه سلمى وأزوره وأبره وأقف معه فى المناسبات وأهنئه، ولكن كونه ناجيا عند الله فهو يرجع لقواعد دينه هو.
فمسألة الكفر والإيمان مسألة اعتقادية وليس لها علاقة بالتعايش السلمى والمعاملات، وكونه اعتقد كفرا لا يعنى أنى أوجه له هذا فهذا خطأ فقال الله تعالى ((وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ))، فالاعتقاد أمر قلبى لا أصرح له به ولأ أواجه ولا يبنى عليه أحكام.
هذا الفكر يتم تصديره للطلاب فى كلية الدعوة؟
نعم بالطبع نحن الآن نعمل بكل قوة على نشر هذا الفكر، فنحن الآن نعمل على تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئ فى الحاكمية والجهاد فى كفر الكتابي.
هل سيشارك المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب فى تغير المناهج
تجديد الخطاب الدينى ليس حكرًا على الأزهر الشريف، فمن يمتلك رؤية صحيحة من المثقفين أن يتقدم بها.
ولكن لا يجب أن يتم إغفال دور الأزهر الشريف وإلا لن ينحج، ولا يمكن أن يقوم هذا المجلس بعملية التطوير دون مشاركة الأزهر الشريف، لأنه من داخل البيت.
ولكن الأزهر قد تكلف بهذه المهمة دون إحداث نتائج؟
إذا تُكلف لجنة لدراسة الجهود قام بها الأزهر الشريف وبيان أوجه التقصير والإنجازات، ثم يبدأ بالعمل على استكمال الطريق دون الرجوع لخط البداية مرة أخرى وضياع الجهود السابقة.
هل يقتصر دور الداعية داخل أسوار جامعة الأزهر فقط؟
دور الداعية عالمى يخرج لدول العالم ليحاكى المجتمع وينشر الفكر الوسطى الأزهرى، كذلك نعمل قوافل ونخرج للمساجد والميادين.
كيف يواجه الأزهر الفكر المتطرف الآن؟
المواجهة الموجودة حاليا تقوم بشكل غير مباشر، لأن من الممكن أن تكون مقاومتى لهذا الفكر بشكل مباشر تأتى بنتيجة عكسية ويتمسك الطالب بهذا الفكر المتطرف، ولهذا نلجأ لتحصين الشباب وأثبت لهم صحة المنهج ونأتى بالنماذج المشرفة التاريخية ونبين لهم ماهو المنهج النبوى الصحيح ومنهج الصحابة ومنهج التابعين فى هذه الحالة سيتبين أن هذا الفكر المتطرف لا يمت لدين بشىء.
وكذلك نعمل على تصحيح الفهم الخطأ لبعض الأحاديث ونأتى بالفهم الصحيح له من الصحابة مثلا الحديث الشريف «أمرت أن أقاتل الناس»، وأيضا نبين كيف يتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فى ظروف مماثلة مثلا ازدراء الأديان هل كان الرسول يفعل المثل مع الكفار؟ لا بل كان يتغاضى.
أخيرًا.. كيف تُخرج كلية الدعوة داعية مستنير قادر على قهر هذه الأفكار؟
الخطوة الأولى التى نعمل عليها وهى تطوير المناهج، الخطوة الثانية إعداد العلماء أنفسهم ومن خلال إخراج الكوادر من الشباب نعدهم إعدادا قويا، والخطوة الثالثة خلق البيئة العلمية المناسبة لتحقيق التنافس محاولة لخلق الإبداع مرة أخرى بين الطلاب.