أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك أهمية دور مصر باعتبارها قلب الوطن العربي والدعامة الرئيسية لأمن واستقرار المنطقة، منوها بالدور المحوري والقيادي لجمهورية مصر العربية وجهودها واسهاماتها في بناء وحفظ الأمن والسلام، وأخرها المبادرة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن حل الازمة في ليبيا، وموقف اليمن الداعم والمرحب بهذه المبادرة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن ذلك جاء خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حيث تم استعراض علاقات التعاون التاريخية والمتينة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتشاور بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوحيد وجهات النظر إزائها.
وحمل رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي في مستهل الاتصال، نقل تحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وتقدير اليمن قيادة وحكومة وشعبا للموقف المصري الداعم والمساند لبلادنا في مختلف الظروف والمراحل.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء اليمني عن ثقته في مواصلة مصر دعمها لليمن وتكثيف التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة خلال الفترة المقبلة، حتى استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وإرساء السلام والاستقرار الذي يصب في مصلحة اليمن والخليج والمنطقة العربية والعالم بشكل عام.
واستعرض الجانبان، خلال الاتصال، التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية والتصعيد العسكري المستمر لمليشيا الحوثي الانقلابية، ورفضها الهدنة التي أعلنتها الحكومة وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة استجابة للدعوات الأممية لتوحيد الجهود في مواجهة جائحة كورونا، إضافة إلى التعاون بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، باعتبار أمن وحماية الملاحة في هذا الطريق البحري الهام خط أحمر بالنسبة للبلدين.
كما تم مناقشة خطورة وضع خزان النفط صافر العائم، والتحرك الإقليمي والدولي المطلوب للضغط على مليشيات الحوثي للسماح فورا بوصل الفريق الأممي لإجراء عملية الصيانة للخزان، قبل حدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية في الإقليم والعالم.
وجرى التطرق، خلال الاتصال الهاتفي، إلى أوضاع اليمنيين في بلدهم الثاني مصر وما يحظون به من رعاية واهتمام، بما في ذلك التسهيلات المقدمة للعالقين جراء وباء كورونا المستجد، والتي تعكس العلاقات المتميزة والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى الدور المصري الداعم لليمن في اطار تحالف دعم الشرعية، وفي المحافل الإقليمية والدولية، وحرصها على تقديم كل أوجه الدعم والمساندة لإحلال السلام والاستقرار في اليمن.
وأشاد الدكتور معين عبدالملك، بعمق ومتانة العلاقات التاريخية اليمنية المصرية التي تستند إلى تراكم حضاري وتاريخي كبير، وما يحكمها من نمط ثابت ومتميز في الماضي والحاضر، منوها بما لعبه الاشقاء في مصر العروبة كدولة وكشعب من أدوار أساسية ومهمة في التاريخ اليمنى أبرزها دعم الثورة اليمنية ماديا ومعنويا، وترسيخ النظام الجمهوري، والمشاركة حاليا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لأنهاء انقلاب مليشيا الحوثي واجهاض المشروع الإيراني في المنطقة.
وعبر رئيس الوزراء، اليمني عن تقديره لما يحظى به اليمنيون المقيمون في بلدهم الثاني مصر من اهتمام ورعاية على المستوى الرسمي والشعبي.. وقال "مصر بلدنا الثاني وبصماتها تجاه اليمن وشعبها منذ عقود ليست خافية ولا تحتاج للتذكير فهي محفورة بأحرف من نور في ذاكرة ووجدان الشعب اليمني، ولم تتخل مصر يوما عن مسؤولياتها تجاه اليمن في أحلك الظروف والمراحل، حيث ظلت حاضرة وبقوة وتستثمر علاقاتها بكافة القوى الإقليمية والدولية من أجل استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب وتحقيق السلام والاستقرار".
وبدوره، جدد الدكتور مصطفي مدبولي التأكيد على دعم مصر لليمن وحكومتها الشرعية وحرصها على دعم جهود استقرار الدولة اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها.. منوها بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة والتاريخية بين مصر واليمن في مختلف المجالات والحرص المشترك على الدفع بها الى افاق رحبة من التطور والنماء.