دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المتظاهرين اللبنانيين إلى الابتعاد عن أعمال الحرق والتكسير والتحطيم، والحرص على إبقاء احتجاجاتهم في الإطار السلمي الحضاري خلال تعبيرهم عن مطالبهم المعيشية المحقة.

وقال بطريرك الموارنة – في تصريحات له عقب لقاء عقده ظهر اليوم الجمعة مع الرئيس اللبناني ميشال عون – إن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يشهدها لبنان، تتطلب الوحدة الداخلية والمحافظة على الثقة بالدولة حتى يمكن للمجتمع الدولي أن يثق بلبنان.

وأشار إلى أن الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيون كبيرة، غير أنهم قادرون على تجاوزها وتخطيها من خلال التكاتف والتضامن وأن يتحمل الجميع مسئوليته، وألا يسعى كل طرف إلى إلقاء الاتهامات على الآخرين، واتخاذ الإجراءات اللازمة للإصلاح.

ويشهد لبنان منذ مساء أمس الخميس مظاهرات ومسيرات واسعة اندلعت بشكل مفاجىء في معظم أرجاء البلاد واتسمت بالغضب العنيف، احتجاجا على التدهور الشديد في الأوضاع المالية والاقتصادية والنقدية والمعيشية، والغلاء الكبير في أسعار السلع الغذائية والمستلزمات الأساسية جراء الارتفاع اليومي المتسارع في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية وسط أنباء متداولة عن بلوغه حد الـ 7 آلاف ليرة، في حين أن أسعار الصرف الرسمية تتراوح ما بين 1500 ليرة في البنوك و3940 ليرة في سوق الصرافة وهو السعر الذي سبق وجرى التوصل إليه بين المصرف المركزي ونقابة الصرافين في ضوء اتفاق أبرم مؤخرا بمعرفة رئاسة الحكومة اللبنانية مع الصرافين في محاولة للجم ارتفاع الدولار.