دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى إصدار "وثيقة وطنية" تتضمن موقفا لبنانيا موحدا من القضايا التي أدت إلى انهيار لبنان اقتصاديا، وتُطلق الإصلاحات وتُصوب الخيارات ومسار البلاد؛ الأمر الذي من شأنه إعادة لبنان إلى مكانته وأن يتصالح مع محيطه العربي ويستعيد ثقة العالم به.
وقال بطريرك الموارنة - في كلمة خلال عظة الأحد - إن الدعوة التي وجهها الرئيس اللبناني ميشال عون لعقد "لقاء وطني" يوم الخميس المقبل بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد، تمثل تصرفا مسئولا يمليه الواجب الوطني في ظل الظرف الخطير الذي يمر به لبنان، غير أنها قد تتطلب إرجاء لفترة إعداد ضرورية حتى يكون الأساس فيها الذهاب إلى جوهر المشكلة وطرح الحل الحقيقي بعيدا عن التسويات والمساومات.
وأضاف "معاناة لبنان الاقتصادية والمالية والمعيشية بلغت درجة من الخطورة تهدد الهوية والكيان، ومن أجل ضمان المشاركة في اللقاء الوطني ونجاحه، يتعين المجيء إليه بهدف تأكيد وحدة لبنان وحياده وصيانة مرجعية الدولة الشرعية بجميع مؤسساتها، وبخاصة الأمنية والعسكرية، والإقرار الفعلي بسلطة الدولة دون سواها على جميع الأراضي اللبنانية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ومكافحة الفساد وحماية استقلال القضاء وتحرره من أي تدخل أو نفوذ سياسي أو حزبي".
وشدد البطريرك الماروني على أن الشباب اللبناني المنتفض في الساحات والشوارع، يريدون من اللقاء الوطني المنتظر، جوابا على حاجاتهم وقلقهم ومخاوفهم ومصير مستقبلهم ووطنهم، داعيا المسئولين السياسيين إلى عدم تخييب آمال اللبنانيين.