أكد وزير الحج والعمرة السعودى محمد صالح، أن المملكة العربية السعودية، بصدد إقامة موسم الحج لهذا العام بأعداد محدودة جدًا من مختلف الجنسيات المتواجدين في المملكة، بشكل آمن صحي وبما يحقق التباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته، في ظل الخبرات والإمكانيات التي تمتلكها المملكة لتنظيم أداء المسلمين حول العالم أداء فريضة الحج.
وشدد وزير الحج والعمرة السعودي، على أن الإجراءات التي تتخذها المملكة تمثل برنامجًا دقيقًا لكل حاج تبدأ من قبل وصوله إلى الأراضي المقدسة، مرورًا بأداء مناسك الحج وحتى عودته إلى منزله ما يضمن سلامته الصحية وفق الخطط الموضوعة.
جاء ذلك في كلمته صباح اليوم الثلاثاء، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بموسم الحج لعام 1441 هجرية - 2020 ميلادية، والذي أقيم عبر تقنية الفيديو كونفرانس من المملكة العربية السعودية وبحضور ممثلي وسائل الإعلام من مختلف الدول.
ولفت الوزير إلى أن الشريعة الإسلامية أكدت أهمية الحرص على النفس البشرية، ما يجعل هذه الجائحة أحد التحديات لإقامة الحج، مبينًا أنه تم العمل على إعداد خطط عمل استثنائية لمراعاة المتطلبات الطبية لإجراءات العزل الصحي قبل وبعد أداء مناسك الحج، وكذا توفير البيئة الصحية والحيز المناسب والمعايير والاشتراطات الصحية لأماكن سكن الحجاج وإعداد خطط التفويج لمناسك الحج.
وأضاف أنه سيتم تطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالتغذية والاعتماد على الأدوات والحلول التقنية لتطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مقنن ومتقن يعمل عليها كوادر بشرية مؤهلة ومدربة من مختلف الجهات الحكومية وعلى رأسها الداخلية والصحة، مبينًا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وضعت خططا تستوفي كافة الاشتراطات الصحية ما يسمح بإقامة موسم الحج لأداء الفريضة الخامسة من الشريعة الإسلامية بشكل آمن وممكن.
وشدد على حرص المملكة على أداء المسلمين مناسك الحج، رغم تفشي جائحة كورونا وفي ظل إجراءات استثنائية تضمن سلامة الحجاج، لافتًا إلى أنه في ظل مخاطر الانتقال من الدول إلى السعودية لأداء مناسك الحج فتم الاقتصار على المقيمين في المملكة فقط.
وتابع وزير الحج والعمرة السعودى، أن الأعداد التي ستؤدي مناسك الحج هذا العام ستكون محدودة تقدر بـ"آحاد الآلاف" (يعني بضع آلاف) ولن تصل إلى عشرات الآلاف حتى، وذلك وفقًا للخطة الدقيقة التي ستطبق بالتعاون مع وزارة الصحة، فضلًا عن التعاون مع البعثات الدبلوماسية في المملكة لمعرفة الأعداد التي ينطبق عليها الشروط الصحية ثم يمكن الوصول إلى عدد المشاركين في موسم الحج.
وحول التغطية الإعلامية لموسم الحج، أشار الوزير إلى أنه تم التنسيق بالكامل مع وزارة الإعلام حول اشتراطات الأطقم الإعلامية وسلامتها للقيام بالتغطية، مبينًا أن الموسم هذا العام يعد استثنائيًا وسيطبق اشتراطات استثنائية على القائمين على مناسك الحج، وكذلك الإعلام.
وثمن صالح، من قيام عدد من الدول بإعلان إيقاف بعثات الحج لهذا العام لمخاطر جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدًا أن المملكة كانت حريصة على بحث ملفي جائحة كورونا وموسم الحج بما يضمن سلامة النفس البشرية كأولوية هامة.
بدوره، أكد وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، أنه تم اتخاذ إجراءات صحية مشددة لإقامة موسم الحج لهذا العام تبدأ قبل وصول الحجيج إلى الأراضي المقدسة بسحب عينات منهم تشمل القائمين على سلامتهم، والعاملين بالمشاعر، لافتًا إلى أن أحد الاشتراطات لأداء مناسك الحج أن يكون الحاج أقل من 65 عامًا وليس لديهم أمراض مزمنة، وسيتم الالتزام بإجراء سحب عينات من الحجيج عقب الانتهاء من أداء المناسك.
وقال إن خطة الحج لهذا العام تشمل خطة احترازية تضمن التباعد الاجتماعي، وتوفير سيارات الإسعاف ومستشفى كامل في مشعل عرفات، فضلًا عن مواصلة الجهود بالمحافظة على الأمن العام.
وعزا وزير الصحة السعودي، إلى أن ما تتخذه المملكة من إجراءات يمثل التزامًا إنسانيًا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد بعد أن تم تسجيل أكثر من 8 ملايين مصاب في أكثر من 182 دولة، وعدم الوصول إلى علاج أو لقاح معتمد ضد فيروس كورنا؛ ما يجعل إجراءات المملكة تأتي حرصًا على سلامة المسلمين حول العالم.
كانت وزارة الحج السعودية أعلنت أمس عن إقامة مناسك الحج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء المناسك لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، مرجعة ذلك إلى ما يشهده العالم من تفشي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أكثر من (180) دولة حول العالم، بلغ عدد الوفيات المتأثرة به قرابة النصف مليون حالة وفاة، وأكثر من 7 ملايين إصابة حول العالم.
وذكر بيان وزارة الحج والعمرة، أن ذلك جاء بناءً على ما أوضحته وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية؛ حيال استمرار مخاطر هذه الجائحة وعدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خاصةً مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول وفق التقارير الصادرة من الهيئات ومراكز الأبحاث الصحية العالمية، ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها.
وتابع البيان "أن السعودية، وانطلاقًا من حرصها الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى صلى لله عليه وسلم من أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وصحة وسلامة، حرصت منذ بدء ظهور الإصابات بفيروس كورونا، وانتقال العدوى إلى بعض الدول؛ على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية ضيوف الرحمن، بتعليق قدوم المعتمرين والعناية بالمعتمرين المتواجدين في الأراضي المقدسة، حيث لاقى هذا القرار مباركةً إسلاميةً ودولية لما كان له من إسهام كبير في مواجهة الجائحة عالميًا، ودعمًا لجهود الدول والمنظمات الصحية الدولية في محاصرة انتشار الفيروس".
وأضاف "في ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله".
واختتم البيان: بـ"إن حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهي تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين في كل عام، لتؤكد أن هذا القرار يأتي من حرصها الدائم على أمن قاصدي الحرمين الشريفين وسلامتهم حتى عودتهم إلى بلدانهم. نسأل الله -عز وجل- أن يحمي دول العالم أجمع من هذه الجائحة، وأن يحفظ الإنسانية من كل مكروه، إنه على كل شيء قدير".