شباب الأحزاب يستعيدون ذكرياتهم قبل بيان ثورة 30 يونيو.. ويؤكدون: توحدنا لاستعادة مصر من الإخوان رغم اختلاف أيديولوجياتنا.. وخطاب السيسي أحيا الأمل في نفوس المصريين
استطاعت الأحزاب السياسية قبل بيان 30 يونيو
2013، في حشد المواطنين واسترجاع مصر من الخاطفين "جماعة الإخوان
الإرهابية"، فكونوا حملة تمرد التي عملت على جمع التوقيعات من المواطنين، من
أجل خلع جذور الجماعة الإرهابية.
ومع رواج حركة تمرد في الشارع المصري
آنذاك، انضمت الكثير من الأحزاب السياسية إلى الحركة وفتحت مقارها في مختلف
المحافظات للحملة ولأعضائها لاستقبال المواطنين والتوقيع على الاستمارات، كما انضم
للحملة عدد من المشاهير والشخصيات العامة الذين نشروا صورهم أثناء توقيع الاستمارة
معلنين دعمهم لها بوسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف مرسي هذه التوقيعات والمقترحات
بالمطالب العبثية ورفض إجراء الانتخابات المبكرة، مقترحًا أن يتم تشكيل لجنة
لتعديل الدستور والمصالحة الوطنية، وعقد جلسات للحوار إلا أن الحركات السياسية
والمعارضة قد رفضت دعوة محمد مرسي، ثم خرجت جموع الشعب المصرى للميادين وقصر
الاتحادية لمطالبة مرسي بالرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ومع استجابة القوات المسلحة لنداء الشعب
المصري، والمهلة التي أعطاها وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، للجماعة
آنذاك بواقع 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب المصري، شارك شباب الحملة برفقة شيخ
الأزهر والبابا تواضروس الثاني ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ومنسق عام جبهة الإنقاذ
وبعض الشخصيات العامة في وضع خارطة الطريق التي توافقت عليها القوى الوطنية في 3
يوليو 2013 والتي قررت عزل مرسي وتعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية
رئيسًا مؤقتًا للبلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية.
حلم تحول لحقيقة:
فمن جانبه، قال نور الشيخ، عضو تنسيقة شباب
الأحزاب، إن بيان ثورة 30 يونيه كان الحلم الذي أصبح حقيقة، فلم يدرك هؤلاء الشباب
أن الحلم قد يصبح حقيقة، ولكنهم كانوا يدركون أن الإيمان الصادق هو الدرب الوحيد
للوصول، وأن الإخلاص فى العمل هو السبيل للنجاح حتى وإن كان الهدف مستحيلا.
وأضاف الشيخ في تصريحات خاصة
لـ"الهلال اليوم"، أنه كان المستحيل توحيد أطياف السياسة لخدمة الوطن، و
صهر الأيدلوجيات المتناحرة فى خانة الوطنية المصرية دون المساس بثوابت ومعتقدات
التوجه السياسى والوطن، فكانت "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" هى
الوسيلة لتحقيق المستحيل، كانت البارجة التى تقاتل فى الميدان السياسى من أجل دعم
الوطن وتمكين الشباب، بعد ما عصفت الرياح بشراع الحياة الحزبية قديماً.
وأشار إلى أن البداية كانت من إعلان الرئيس
عبدالفتاح السيسي عام 2016 عاماً للشباب، وتكليفات المؤتمر الوطني الأول للشباب
النابعة من آراء شباب الأحزاب فى ورش العمل الداخلية، كانت أول قطرات المصداقية
الرئاسية فى الدعم الحقيقى والذى أسفر عن العديد من الإجتماعات واللقاءات مع
المسئولين رفيعى المستوى لحل القضايا محل الإهتمام المشترك بين الدولة والشباب.
وتابع: "ثم جاء منتدى شباب العالم
الأول معبرا فى توصياته عن ٱراء هؤلاء الشباب و تأكيداً هذه المرة عن نجاحهم فى
الإختبار الأول و كاشفاً عن قدرتهم على التفاهم".
واستطرد: "فما كان منهم غير التأكيد
للمرة الثالثة عن قدرتهم على فعل وإنتاج ما هو أصعب وأدق وهو تدشين تنسيقية شباب
الأحزاب والسياسيين لتضم كل الأطياف من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين عازمين على أن
تكون هذه المنصة الحوارية هى المساحة التى تتلاقى فيها التيارات كلها معبرة عن ٱراءها
بحرية منتجة لأوراق عمل وسياسات تفيد صناع القرار، تدعم الدولة المصرية فى وقت
الشدة وتصوب مسارها فى أوقات الرخاء".
واختتم "عضو التنسيقية":
"لم يعد من الصعب تحقيق الأحلام طالما اجتمعت النوايا المخلصة، وتضافرت كل
الجهود صوب تحقيق ماترنو إليه التعددية السياسية، فلم يعد هناك مجال للصراع
والتناحر، ولم يعد مجال للصراخ والضجيج، رفاهية الوقت الضائع لم تعد فى صالحنا حتى
وإن تخصصنا فى إحراز الأهداف والفوز فيها، العمل على قلب رجل واحد لم يعد شعارا
والوطن لم يعد اختيارا فإما الوطن وإما فلا".
التوحد لاستعادة الدولة:
وفي نفس السياق، قال محمود فيصل، مساعد
رئيس حزب حماة الوطن، إن الأحزاب السياسية تكاتفت جميعا وتغاضت عن اختلاف
أيدلوجيتها وأفكارها من أجل تماسك النسيج المصري وخلع جذور جماعة الإخوان
الإرهابية، خلال ثورة 30 يونيو.
وأضاف "فيصل" في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أن الأحزاب السياسية شعرت أن نظام الإخوان يحاول أن
يفكك النسيج المصري ويسعى إلى تغير الهوية المصرية الثابتة منذ آلاف السنين، لذلك
رأت أن هناك دور كبير يقع عليها في توعية المواطنين بما يقوم به الإخوان من بث روح
الفتنة بين الشعب المصري سواء كانت دينية أو جنسية أو عرقية.
فعلى الصعيد الدولي، أوضح مساعد رئيس حزب
حماة الوطن، أن الأحزاب السياسية عملت على تكون انتلافات وجبهات من خلال
"انتلاف الجبهة المصرية" و"انتلاف الأحزاب"، حيث قاموا بإرسال
بيانات إلى المجتمع الدولي لتوضيح ما يقوم به الإخوان من زعزعة استقرار المجتمع
المصري وبث روح الفتنة.
وعن دور الأحزاب السياسية بعد 30 يونيو،
أكد أن الأحزاب السياسية بدأت في التعاون مع الحكومات المختلفة حيث شاركت في
الانتخابات البرلمانية من أجل وجود برلمان سياسي به أحزاب متنوعة وهو أحد المؤسسات
الأصيلة في أركان الدولة المصرية، كما شاركت الأحزاب في توعية المواطنين لمجابهة
الشائعات وروح الإحباط التي يبثها الإخوان في المواطن المصري وتفنيد الإنجازات
التي تقوم بها الدولة المصرية.
ولفت "فيصل" إلى أنه على الصعيد
الخارجي قامت أيضا الأحزاب السياسية بالتعاون والتضامن مع الدولة المصرية والقيادة
السياسية في جميع مواقفها الدولية سواء فيما يخص سد النهضة، أو فيما يخص الشأن
الليبي.
أما فيما يخص القضايا الداخلية، فأوضح أن
الأحزاب السياسية متعاونة مع الحكومات المتعاقبة ودعم الحكومة ومساعدتها في
الموازنة العامة للدولة والنظام الصحي والتجارة.
حملات طرق الأبواب:
محمد عزمي، عضو شباب التنسيقية، إن الأحزاب
السياسية كان لها دور كبير في خلع جذور جماعة الإخوان الإرهابية من مصر، فقامت
بعمل حملات توعية في الشارع المصري وحملات طرق الأبواب من أجل توعية المواطنين
بخطورة المشهد في حالة استمرار تولي جماعة الإخوان الإرهابية مقاليد الحكم.
وأضاف عزمي، في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أن حملة تمرد نجحت في تصوير المشهد بشكل كامل
للمواطنين، لذلك استطاعت حشد أكبر عدد من المواطنين لمواجهة خطر الجماعة
الإرهابية، مشيرا إلى أنه تم وضع استمارات "تمرد"، في كافة مقرات
الأحزاب ثم نقلها إلى المقر الرئيسي للحملة وهذا كان الجوهر العظيم لما قامت بها
الأحزاب السياسية خلال ثورة 30 يونيو.
وأوضح "عزمي" أن الأحزاب بعد
نجاح الثورة اتخذت طريق الوعي وبدأت تتواصل مع المواطنين، وتأسس مرحلة جديدة في
حياة مصر تكون مبنية على وعي سياسي حقيقي، مشيرا إلى أنه بدء ظهور أحزاب سياسية
لأول مرة تشارك المواطن في مشاكلة اليومية وكافة الأزمات الاقتصادية والسعي إلى
حلها، وكذلك في مشاركته في الاحتفالات الوطنية.
وأكد أن الأحزاب السياسية بعد 30 يونيو،
عملت على تكثيف وجودها في الشارع المصري مع المواطنين، وتوفير له كافة متطلبات
الحياة، وتمثيله برلمانيا بشكل صحيح وحقيقي.
"تمرد" وسحب السلطة:
قال مصطفى بكير، عضو "تنسيقية شباب
الأحزاب"، إن المصريين انتابتهم حالة خوف وهلع من من إراقة الدماء، بعد
الأحداث التي سبقت ثورة 30 يونيو، وذلك قبل إلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي – وزير
الدفاع حينها – خطابا والذي أعطى الأمان للمصريين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم"، أن المواطنين شعروا أن مصر خطفت وأصبحت عودتها أمرًا صعبًا، خاصة وأن
الإخوان بهم جنسيات غير مصرية ليس لديهم الخوف على الشعب المصري، مؤكدا أن مصر
خلال فترة حكم الإخوان عانت من تدهور اقتصادي وأمني.
وأشار إلى أن بعد خطاب الرئيس السيسي تكاتف
شباب الأحزاب وشاركوا في حملة تمرد لسحب السلطة من أيدي جماعة الإخوان الإرهابية،
كما وقفت الشرطة في حياد تام، بجانب قيام القوات المسلحة بتزين سماء التحرير
والميادين بالطائرات وإلقاء أعلام مصر جعل المواطنين يشعرون بالفخر واستعادة
وطنهم، وإرهب الخصم إذا كان لديه النيه في قتل المواطنين، مؤكدا أن الرئيس السيسي
تحمل مخاطر هائلة لاستعادة مصر من جديد.
وعن دور الأحزاب بعد 30 يونيو، أوضح أن
الحياة السياسية كانت هادئة، ولكن بعد وضع الدستور في 2014، بدأت الأحزاب تثبت
وجودها في الحياة السياسية واستطاعت أن تظهر على الساحة وتمثل الشعب المصري داخل
البرلمان.