طالبت عائلة المغربي إلياس الطاهري الذي كشفت صحيفة "الباييس" أنه توفي في مركز إيواء في ألميريا جنوب إسبانيا بظروف تطرح حولها الكثير من الأسئلة، بالكشف عن ملابسات وفاة ابنها.
وكانت النيابة العامة طلبت إعادة فتح تحقيق في أسباب الوفاة، علما أن قاضي التحقيق اعتبر بعيد وقوعها في 2019 أنها كانت ناجمة عن "حادث عرضي" إلا أن تسريبات للصحيفة كشفت وجها آخر للقضية.
وأثارت صحيفة "الباييس" منذ أيام قضية، استدعت استياء الرأي العام المغربي والعربي، شبهت إلى حد كبير بقضية جورج فلويد الأمريكي في عناوين الصحف المغربية، ويتعلق الأمر بوفاة شاب مغربي في 18 من العمر في ظروف غير عادية.
وتوفي الشاب إلياس الطاهري، في مركز إيواء القاصرين "تيرياس دي أوريا" بألميريا جنوب إسبانيا في الأول من يوليو 2019، بعد أن قضى هناك مدة شهرين واعتبرت الوفاة أنها ناجمة عن "حادث عرضي".
وجاءت صور "الباييس" لتكشف معطيات جديدة، حيث لم يظهر الفيديو أي مقاومة من هذا الشاب، تبرر أسلوب العنف المستخدم ضده بتثبيت عدد كبير من الحراس له على سرير لمنعه من الحركة.
وتكشف مشاهد الفيديو حراس المركز، وهم يلقون بإلياس بعنف على سرير، وكل واحد منهم يستخدم قوته لتثبيته، في الوقت الذي كان يضغط أحدهم على أسفل ظهره بركبته لشد حزام حول خصره قبل أن يكتشف أنه لا يتنفس.
واستغرقت العملية 13 ثانية، قالت صحف مغربية إنها كانت كافية لوقف قلب الشاب عن النبض، فيما ارتفعت أصوات حقوقية وفعاليات من المجتمع المدني المغربي، تطالب بإعادة فتح هذا الملف على غرار أسرته التي أكدت على نفس المطلب.
ولم يتردد المحامي المغربي محمد العلمي، بوصف وفاة الشاب إلياس بـ"الجريمة"، معتبرا أن مراكز إيواء القاصرين "تخضع لضوابط يجب احترامها في استضافة هذه الفئة العمرية، ومخالفتها يضع هذه المراكز تحت المساءلة القانونية".
ومن جانبه، قال أنس الطاهري (22 عاما)، وهو شقيق الضحية: "إذا شاهدتم شريط الفيديو فلا يمكنكم أن تصدقوا إطلاقا أنه حادث عرضي كما يقول القضاء".
وأضاف أن "تسجيل الفيديو يظهر كيف قتلوه. إنها جريمة قتل".
واعتبرت الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان، أن "الفيديو يظهر استخداما مفرطا للقوة"، و"أنه اعتداء وعنف غير مبررين تسببا بوفاته".
كما أشارت إلى أن هذا النوع من الأساليب "يطبق كثيرا" في مراكز القاصرين.