بقلم : د. زاهى حواس
جمالها وسحرها جعلنى أترك كل امرأة فى الدنيا من أجلها! تمعنت فى النظر إلى عينيها الجميلتين وإلى شعرها الجذاب ورقبتها الرشيقة التى ليس لها مثيل بين بنات حواء
اعترفت للملكة نفرتيتى بعشقى لها.. وعندما تجرأت ورفعت عينى إلى وجهها شاهدت تغير ملامح وجهها الجميل وقد كسته حمرة غضب! هنا خامرنى الشك بأن غضب حبيبتى من كلامى ربما يكون مبعثه أنها ملكة وزوجة لملك مصر أخناتون الذى يعشقها وتعشقه؛ وذلك على الرغم من معرفتى بأنهما وبعد زيارة الملكة الأم تى العظيمة للقصر الملكى بتل العمارنة تم الانفصال بن أخناتون وزوجته نفرتيتى التى توارت عن الأنظار مباشرة بعد زيارة حماتها الملكة تى!
فوجئت بنفرتيتى الجميلة تقول لى: “سمعت من الكثير أنك تحب الملكة مريت إيت إس زوجة جدنا الملك خوفو العظيم؟!” ولم أتردد فى أن أقول لها إن جمالها وسحرها جعلنى أترك كل امرأة فى الدنيا من أجلها! تمعنت فى النظر إلى عينيها الجميلتن وإلى شعرها الجذاب ورقبتها الرشيقة التى ليس لها مثيل بن بنات حواء فهى أجمل امرأة فى الدنيا؛ وأجمل ما فى نفرتيتى هو ذكاؤها الذى أهلها إلى ارتقاء عرش أجمل امرأة فرعونية وذاع صيتها بين سيدات العالم القديم, كان اللقاء الأول بينى وبن الملكة نفرتيتى وجها لوجه منذ سنوات بعيدة لا أذكر الآن عددها؛ يومها اكتشفت أنها أجمل امرأة فى الكون.. ويومها وضعتنى أمام تحد كبير حيث كان على أن أجد الوسيلة التى أثبت لها أننى جدير بحب ملكة مصر الجميلة نفرتيتى )الجميلة أتت – هكذا يعنى اسمها بلغتنا اليوم(, وبالفعل بدأت أفكر فى الطريقة التى أجعلها تبادلنى الحب ورأيت أن أحارب من أجلها حتى لو عاديت ألمانيا كلها فمن أجل عيون نفرتيتى يهون كل شيء! وبالفعل بدأت معركتى مع ألمانيا وطالبت بعودة رأس محبوبتى من المتحف الجديد ببرلن, ومن أجل محبوبتى جمعت فريقا علميا من شباب الأثرين لجمع كل الأدلة التى تثبت أن عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخارت قام بالفعل بخداع المصرين والفرنسيين الذين كانوا يديرون الآثار من المتحف المصرى ومسئولين عن عمليات القسمة التى تتم بن المتحف المصرى والبعثات الأجنبية فى نهاية كل موسم حفائر, وللأسف قام بورخاردت بتسجيل رأس نفرتيتى على أنها رأس من الجبس وليس رأس ملكة من الحجر الجيرى والذى كان كفيل ببقاء الرأس بمصر ضمن مقتنيات المتحف المصرى بالقاهرة؛ أما كونه رأس من الجبس فكان كفيل بأن يخرج من حساب لوفيفر الفرنسى – أمن المتحف المصرى المكلف بإجراء القسمة, أخفى بورخارت الرأس فى صندوق خشبى وسافر بها إلى ألمانيا؛ وظلت الملكة حبيسة لمدة عشر سنوات, وعندما ظهرت بهرت الدنيا بجمالها؛ وعندما حاول أحد الأثرين استعادتها قام بسؤال السفير الألمانى وفى اليوم الثانى فقد هذا الأثرى وظيفته, وقمت بإرسال أول خطاب رسمى لعودة الملكة لكى تعيش بيننا وللأسف تركت وظيفتى قبل أن تعود رأس محبوبتى. وعندما أعلن الأثرى الإنجليزى نيقولاس رييفز أن مقبرة نفرتيتى موجودة خلف الجدار الشمالى والجدار الغربى لمقبرة توت عنخ آمون! ولأننى أعلم سر محبوبتى فقد نفيت هذا الكلام وقلت إن قبر محبوبتى لا يمكن أن يكون فى وادى الملوك! لأن كهنة آمون لن يسمحوا بحال من الأحوال أن تدفن نفرتيتى التى لم تؤمن يوما بآمون فى وادى الملوك, كذلك فلم يكن توت عنخ آمون ابنا لها؛ بل كان ابن زوجها.. ولا يمكن تصور أن توت عنخ آمون أو من أشرف على دفنه سيقوم بإغاق مقبرة ملكة ويمنعها من الوصول للأبدية ليقوم بدفن الفرعون الذهبى؟! وللأسف عندما تم الإعلان عن نتائج الرادار اليابانى وتم فحصة عن طريق المتخصصن.. اتضح أن العاملن فى الآثار خدعوا العالم! حيث تؤكد النتائج بعدم وجود أى دليل لوجود الملكة الجميلة نفرتيتى داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون. لقد قمت مع فريق مصرى متخصص بدراسة المومياوات الملكية للكشف عن مومياء محبوبتى, وبالفعل بدأت فى أخذ عينات من الأجنة التى عثر عليها هيوارد كارتر داخل مقبرة توت عنخ آمون؛ وهما ابنتا الملك توت والملكة عنخ اس ان آمون ابنة محبوبتى الملكة نفرتيتى؛ وقد ماتا أثناء ولادتهما, ولقد اتضح بعد الحصول على عينات الحمض النووى أن الأم هى المومياء مفقودة الرأس التى عثر عليها داخل المقبرة رقم ٢١ وبجوارها مومياء أخرى لسيدة أعتقد أنها للملكة نفرتيتى ام عنخ اس ان آمون؛ ولذلك بدأنا البحث عن مومياء أخت الملكة نفرتيتى وهى موت نجمت التى تزوجت من الجنرال حور محب قائد الجيش المصرى قبل أن يعتلى عرش مصر كآخر ملوك الأسرة الثامنة عشر؛ وقد دفنت موت نجمت داخل مقبرتها بسقارة, لم يتم العثور على بقايا مومياء موت نجمت لكن هذا يمثل جزءا مهما من مشروعى القادم للبحث عن مومياء نفرتيتى.. أحست نفرتيتى بصدق مشاعرى نحوها ووجدتها تبتسم لى وشعرت بأن الدنيا كلها تبتسم وأنا أحيا مع الفراعنة أنصت لهم جيدا وأعرف كيف عشقوا بلدهم مصر ووضعوها فى المقدمة دائما؛ ولا تزال إنجازاتهم تبهر العالم كله.