رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الشباب أثناء رحلتهم فى إيجاد فرصة عمل : البحث عن الذات أهم من الوظيفة والمرتبات

20-4-2017 | 09:37


تحقيق: نيرمن طارق

«إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه » نصيحة طالما قدمتها الأسر لأبنائها بعد تخرجهم فى الجامعة وأثناء بحثهم عن فرص عمل إلا أن كثيرين من الشباب تخلوا عن تلك النصيحة واعتبروها من قبيل الثقافات القديمة التى عفا عليها الزمن رافعين شعار «عمل يناسب قدراتك ولا وظيفة تقضى على طموحاتك .»

وحول دوافع الشباب للتنقل بين أكثر من عمل بعد تخرجهم ورفض أسرهم لذلك وتمسكهم بالاستقرا كان ل »حواء » لقاء مع عدد من الشباب..

البداية مع دينا محمود 29 سنة التى تقول: عملت بعد التخرج محاسبة بإحدى الشركات الكبرى لكننى لم أشعر بالرضا لكونى مجرد موظفة، لذا قررت الحصول على دورات فى تصميم الأزياء، وعند اتخاذى القرار بترك الشركة ومشاركة صديقة لى فى مشروع صغير واجهت صعوبة فى إقناع أسرتى لأنهم توقعوا فشل المشروع فالأهل من هواة الاستقرار ولكن إذا كانت الوظيفة تقتل الإبداع فلا داعى لها.

أما أحمد حمدى 28 سنة، فيرى أن الشاب بعد التخرج يشعر بحالة من فقدان الذات لأن سوق العمل غير مرتبطة بالدراسة، فالبعض يتنقل من مهنة لأخرى حتى يجد ما يناسب مؤهله وهواياته وهذا ما حدث معه، فبعد التخرج عمل مندوب أدوية، لكنه شعر أن ما درسه فى كلية الصيدلة من كيمياء وغيرها من العلوم يستحق فرصة أفضل، وعندما قرر ترك الوظيفة اتهمته والدته بالجنون لأن المرتب كان مغريا لكنه أصر على العمل فى مجاله وانتقل إلى العمل بأحد معامل شركات الأدوية وبمرتب أقل لكنه يشعر بالرضا النفسي، فلديه فرصة لتطوير ذاته والحصول على فرص سفر للخارج على المدى البعيد.

ويذكر وائل محمد 29 سنة، أن الشركات تعامل الشاب حديث التخرج على إنه مجرد فرد يمكن الاستغناء عنه فى أى وقت واستبداله بسهولة نظرا لارتفاع معدلات البطالة، وبمجرد شعور الشاب بعدم التقدير يترك العمل ويبحث عن مكان يجد فيه تقديراً ويشعر بتميزه.

تراب الميرى

ويحكى لنا كريم موسى 25 سنة قصته مع العمل الحكومى قائلا: ساعدنى والدى بعد التخرج فى الحصول على وظيفة فى المصلحة الحكومية التى يعمل بها، وكان مرتبها ضعيف جداً ولا تتناسب مع طموحى، لكن مبدأ الأسرة «لو فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه ومبدأ الشباب البحث عن الذات، فأخذت أجازة بدون مرتب وحالياً أعمل مصمم جرافيك فى إحدى شركات الدعاية والإعلان.

ويقول شريف حسن 30 سنة: بعد إنهاء دراستى عملت فى أكثر من شركة واتهمنى أهلى بالتسرع والفشل، ولكن لم أتحمل الضغط النفسى والعصبى مقابل مرتب ضعيف، فأسست أنا وبعض الأصدقاء مكتباً للدعاية والإعلان لأن العمل الحر أفضل من العمل تحت رحمة صاحب مصنع أو شركة لا يقدر المجهود.

الطموح والقدرات

أما أسامة رفعت 28 سنة فيقول: يبحث الشباب عن مهنة تناسب قدراتهم وتلبى طموحاتهم وليست مجرد وظيفة يحصلون من وراءها على راتب شهرى، فبعد تخرجى عملت موظف خدمة عملاء فى إحدى شركات الإتصالات، وأدركت أنه ليس من المنطق أن أعيش حياتى كلها للرد على المكالمات، فقررت ترك العمل والتفرغ فترة لدراسة البرمجة، الأمر الذى لم ينل إعجاب أسرتى، لكننى تمكنت من إقناعهم وحالياً عملى كمبرمج فى إحدى الشركات العالمية أصبح مصدر فخر لهم.

وترى سامية محمد 25 سنة، أن عملها فى مجال ما بعد تخرجها لا يعنى ضرورية الاستمرار فيه مدى الحياة، فالتجربة هى حق كل إنسان حتى يجد المناسب له. وتابعت: بعد تخرجى عملت سكرتيرة هروبا من الإحساس بالفراغ لكننى كنت أبحث عن الأفضل، وعندما وجدت الفرصة اغتنمتها، إلا أن والدى رفض التحاقى بهذا العمل لبعد الشركة عن المنطقة التى أقطن بها، لكننى لم أيأس وأبحث عن عمل يحقق ذاتى وطموحاتى.

المدى الطويل

وعن سبب تنقل الشباب من مهنة لأخرى بعد التخرج يعلق د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة قائلا: يعتقد الشاب بعد التخرج أن الوظيفة التى سيلتحق بها ستحقق كل طموحاته على الجانبين المادى والمعنوي، وعندما لا يجد ذلك يبدأ فى البحث عن مكان آخر للعمل، وهذا الاتجاه ليس مرفوضاً فى المطلق لكن يجب ألا يصبح أسلوب حياة، وإلا بعد مرور السنوات سيجد الشاب أنه ليس لديه أى خبرات لتنقله بين الوظائف وعدم استقراره فى مجال بعينه، وأيضا يجب ألا يترك أى شخص المهنة إلا إذا وجد بديلا لها وأن يحاول أن يبحث دائماً عن العمل الذى يناسب قدراته ومهاراته ويحقق طموحاته على المدى الطويل حتى ولو كان بمرتب أقل.