رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


طريقٌ ترابي طويل .. "الالتفاف على القناصة"

20-4-2017 | 10:08


هـاني نديم

ولد عام 1972، له ست مجموعات شعرية وعدد من المسرحيات والأفلام الوثائقية، شارك في كثير من المهرجانات الثقافية في العالم العربي وخارجه.

ماذا أفعل بكل هذا الخراب؟

فكرت أن أصنع منه دراجة هوائية بلا فرامل وأسوقها للهاوية..

تنقصني الشجاعة!

قلت: أبيعه خردة لتاجر حربٍ جديد ونستفيد معا

تنقصني الوضاعة..

ماذا سأفعل بكل هذا الخراب

هنالك امرأةٌ آخر القصيدة تنتظرني،

امرأةٌ ملّت مني ومن الحروب ومن الدخانِ

ها أنا أخفي حزني كلما تذكرتها

مثل مراهقٍ يمعس سيجارته بيده إن لمح أباه

كبكاءٍ خجل من بكائه

فاندس في الأغاني

أين أروح بكل هذا الحطام

يا لخجلي من عقدة فستانك الوردي...

اللعنة ما أحلاك،

واللعنة

ما

أشقاني

***

سأحبك كما تحبين

سأحبك ـ كما قلت ـ بلا سبب!

إنما ابحثي معي عن قلبي تحت أنقاض البيوت

وتحت دعسات الجنائز على روحي..

على

مقام

الخبب

كنت سأكتب فيك إلا أنني

لم أتمكن من الوصول إلى قصائدي

ثمة قناصة في كل شارعٍ

والتوابيت سكّرت الدروب..

والأسى

للرُكَب

***

أحببتك..

وهذا ما جرى

لذت بهذا الحبّ

من الأشلاء

والقذائف العمياء

وهذي الدماء السائلات على الثرى

أحبك كل صباح

 وأنا مرتاح الضمير

 ألا ليت الحنين...يُرى

 فأنت بلادٌ

 وصوتك قمحٌ

 وشامات الخدود.. قُرى

 أحبك

 كلما زاد الرصاص

فما لأزرار الخوف في قلبي

 سوى يديك

 عُرى

***

مرّ الغجر

بقدورهم الملونة وكلبهم الأعرج

مرّت

عربة الجنود

بصدئها وصريرها والرؤوس الحليقة

مرّ

بائع الناي والربابات والخرز الأزرق

والحُجب

مرّت الزرازير

وجف بكاء الشتاء

وتلون الوروار

وأنتِ

مازلت بالبال

تضفرين جديلتك الطويلة

تغمسين العمر

بسكّر وجهك

وأنقع الشعر

بغيابك

المرّ

***

في الخلاصة؟

كل سيفٍ قام صليله

لم يسمع صوتك

كل حرب فزّ دخانها ..

لم تلمح وجهك

وأنا

أحتاج للكثير من الأعداء لأكتب

ولامرأة لا تقرأ لي

أحتاج لوطن وغيمتين تمطران هناك

لأمطر هنا

ثم يخطر ببالي أن أذبح النص وأنهيه بالآتي:

يا ليتني (صوت) نجاة الصغيرة

والسلام

*****

في البلاد التي تنام واقفةً كباب الدار

في البلاد التي تقطع لحمها بيدها وتقدّده للأعداء

في البلاد التي تركض نحو التقسيم بكامل أزيائها

في البلاد التي يشيعها أبناؤها إلى مثواها الأخير حيّةً تُرزق

في البلاد التي ضاقت بالشهداء والتوابيت المرفوعة إلى الأعلى والزغاريد والأسلحة والأناشيد الجهادية والحصارات والتجويع

فيها ولها

كل هذا الحب والحزن...

*****

كنت أضمّها وأنظر من خلف ظهرها للخراب،

كانت تشمّني وتضم أنفاسها وكأنني ابنها الغريق

ثم تصدر وجيبَ يمامةٍ على قبّة

لم تكن البلاد تصغي ليدينا وهي تمضي نحو الحرب بحذائها اللامع

قلت لها:

سأراك حالما ينتهي كل هذا!

وكانت تومئ موافقةً وتنظر إلي بأعينٍ جوفاء كمن ينظر إلى ميْت

مضينا..

لم نلتفت ولو لمرة!

كلانا كان يعلم أن الحرب قد أتمّت ما عليها

أخذت أمانتها من الأصدقاء والأشلاء والمنازل

ولم يتبق سوى

....

كل هذا