رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تزامنا مع احتفالات ثورة 30 يونيو.. قصر البارون.. من الأكثر غموضا لمعرض أثري يحكي تاريخ 115 عاما لمصر الجديدة

29-6-2020 | 10:23


حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على افتتاح قصر البارون امبان بمصر الجديدة، بعد انتهاء أول عملية ترميم وتطوير شاملة له بدأت منذ يوليو 2017، لتعود الروح له كمزار تاريخي مميز ويصبح معرضا يروي تاريخ حي مصر الجديدة.


وافتتاح الرئيس لقصر البارون اليوم، تزامنا مع الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو، يأتي تأكيدا لما أعلنه مؤخرا، من أن مصر ستشهد خلال عام 2020 ، نقلة حضارية وثقافية كبيرة، حيث أولى الرئيس السيسي منذ تسلمه مقاليد الحكم اهتماما خاصا بالآثار، جعلت مصر محط أنظار العالم ،فوجه بصيانة وترميم ثروة وكنوز مصر الأثرية والحفاظ عليها ، باعتبارها إرثا للحضارة الإنسانية جمعاء ،الى جانب الاهتمام بتطوير المناطق الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية بما يعكس مكانة مصر وحضارتها وتاريخها .


ويأتي افتتاح قصر البارون امبان مواكبا لذكرى مرور ١١٥ عاما على إنشاء حي مصر الجديدة، حين منحت الحكومة المصرية في 20 مايو 1905 حق الامتياز للمهندس البلجيكي البارون إدوارد أمبان لإنشاء ضاحية جديدة تربط بين عين شمس القديمة والجديدة، ومنذ هذا التاريخ كانت مصر الجديدة ومازالت منطقة ذات طابع خاص سواء في طرازها المعماري لمبانيها ومحلاتها.


ونجحت وزارة السياحة والآثار في تحويل قصر البارون امبان خلال ثلاث سنوات، من القصر الأكثر غموضا في مصر، لمعرض أثري يحكي تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدنى بمصر.


ويأخذ القصر زائريه في رحلة إلى الماضي حين بدأ البارون إمبان في انشاء حي مصر الجديدة وبناء قصره الشهير، ليستمتع الزائر بمشاهدة بعض تفاصيل نمط الحياه اليومية المعروفه في اوائل القرن العشرين حيث تم عرض أحد عربات ترام مصر الجديدة القديمة بحديقة القصر وذلك بعد ترميمها، كما وضع سيارات قديمة مثل التي كانت تسير في شوارع القاهرة خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي لتعطي صورة حية عن حي مصر الجديدة ونمط الحياة بها خلال هذه الفترة.


ويشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الارشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هيليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، بالإضافة الى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.


كما تم تجهيز شاشات العرض الإلكترونية culturama لعرض صورا وأفلام وثائقية عن اعمال بناء حي مصر الجديدة وقصر البارون وشكل الشوارع والمباني والمحلات والسيارات الخاصة وعربات الترام وغيرها من مظاهر الحياة في الحي خلال ذلك الوقت، وتعرض الشاشات ايضا صور للبارون امبان نفسه و شريكه نوبار باشا، والمهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل الذي قام بتصميم القصر.


وخصصت وزارة السياحة والآثار بحديقة القصر والمساحات المكشوفة المحيطة به منطقة للخدمات السياحية المقدمة للزائرين تضم عربة بطراز مستوحى من الطابع التاريخى للقصر وتحترم البيئة المحيطة لتقديم مشروبات ومأكولات خفيفة للزائرين، وكافتيريا ومطعم ذات طراز مميز يحترم البيئة الأثرية للقصر لتقديم تجربة مميزة للزائرين حيث تعكس الخدمات ومقدميها الأجواء التاريخية لبدايات القرن العشرين مثل زي العاملين بالطراز القديم والتي توحى بالفترة الزمنية للقصر.


وقالت نيفين نزار، معاون وزير الآثار لشئون العرض المتحفي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن أعمال الترميم استهدفت إعادة القصر لشكله الأصلي وقت إنشائه، اعتمادا على الخبراء والمتخصصين، إلى جانب تنفيذ فكرة إقامة معرض داخل حجرات القصر، وتناول موضوعات مختلفة داخل كل حجرة، على أن ترتبط كل تلك الموضوعات بالقصر وتاريخه وتاريخي المنطقة الجديد والقديم.


وأضافت أن سيناريو العرض داخل القصر يتضمن ٨ قاعات عرض لسرد تاريخ مصر الجديدة في القرن العشرين وكيف تحولت من صحراء إلى مدينة عمرانية متكاملة، بالإضافة لمظاهر التطوير المعماري العمراني الذي قدمه مؤسس مصر الجديدة اللورد إدوارد أمبان، وسيتم تناول تلك الموضوعات باستخدام المالتى ميديا والهولجرام والجرافيك، بالإضافة لعرض بعض الوثائق التي أمدتنا بها شركة مصر الجديدة، وهى نسخ أصلية تخص القصر.


وأوضحت ان الطابق الثاني من القصر يأخذنا إلى عمق التاريخ بشكل أكبر، حيث استعادة تاريخ المنطقة منذ العصر المصري القديم ، ثم الفترة القبطية وخروج العائلة المقدسة مع الاستعانة بصور توضح وجود العائلة بجانب المنطقة، وتحديدا في المطرية، كما سيتم تخصيص قاعة لعرض الثقافات التي استمد منها مصمم القصر الطرز المعمارية والتماثيل البارزة الموجودة بالواجهة.


ونوهت بأن الغرف في هذا الدور تطل على شوارع القصر الأربعة حيث يشرف القصر على شارع العروبة، ابن بطوطة، ابن جبير وحسن صادق، وفي هذه الغرف شرفات غطيت أرضها بالفسيفساء الملونة، كما توجد بكل شرفة مقاعد ملتوية لو جلست عليها، أحاطت بك التماثيل من كل جانب.


وأشارت إلى أنه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر يستطيع الزائر الصعود لسطح القصر الأسطوري (منطقة البانوراما) ،فقد كان أشبه بمنتزه يستخدم في بعض الحفلات، وجدران السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية، وكائنات خرافية، موضحة انه تم تحويل بدروم القصر، بعد تجهيزه، لمدرسة للتربية المتحفية لنشر الوعي الاثري لدى الاطفال.


وأوضحت أن مجلس ادارة المجلس الأعلى للآثار وافق على فتح منطقة البانوراما (السطح) للزيارة وذلك بتذكرة موحدة ومنفصلة عن تلك الخاصة بزيارة القصر ليستمتع الزائرون بالتصميمات الرائعة و التأثيرات الفنية البديعة للسطح بالاضافة الى مشاهدة البانوراما الخلابة للمنطقة المحيطة للقصر، حيث انه يطل على قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل كما انه يكشف شارع العروبة بأكمله وما به من معالم ومبان.


من جانبه.. كشف العميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية والمشرف على القاهرة التاريخية عن أعمال الترميم بالقصر والتي شملت التدعيم الإنشائى للأسقف، وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك، الى جانب ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسي، و التماثيل الرخامية بالموقع العام.


وأكد أنه تم إعادة لون القصر للونه الاصلي والذي كان موجودا تحت طبقات الأتربة والاتساخات الموجودة والتى تم إزالتها بالفرشاة، كما أن السور الذى تمت إزالته بالقصر ليس أثريا من الأساس وتم تركيبه من 14عاما فقط، وتم تركيب سور آخر جديد.


وأكد أنه ضمن مشروع إعادة ترميم قصر البارون انتهت وزارة السياحة والآثار من إضاءة الواجهات الخارجية لكنيسة البازيليك الواقعة بشارع الأهرام على امتداد القصر، وهي الكنيسة التي قام بإنشائها البارون إمبان ودفن هو وابنه بداخل قبو الكنيسة بناء على وصية البارون امبان رغماً من وفاته في بلجيكا.


وأشار إلى أن الوزارة بدأت أيضا أولى الخطوات التنفيذية لترميم قصر ( السلطانة ملك) زوجة السلطان حسين كامل والذي يقع أمام قصر البارون امبان والذي بناه البارون إمبان ليهديه للسلطان حسين كامل الذي رفض أخذه كهديه وأصر على شرائه لكنه توفى قبل أن يسدد ثمن القصر فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير وتم الاتفاق على أن يؤجر القصر للسلطانه ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل حتى تحول إلى مدرسة فى ستينات القرن الماضى، ثم تم تسجيله كأثر ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام ٢٠٠٠.


وتبدأ مواعيد زيارة قصر البارون من الساعة ٩ صباحا وحتى ٤ عصرا، وحددت وزارة السياحة والآثار أسعار تذاكر زيارة قصر البارون حيث تبلغ سعر تذكرة زيارة القصر الخارجية ١٠٠ جنيه للزائر الاجنبي، و٥٠ جنيها للطالب الأجنبي، و٢٠ جنيها للزائر المصري و ١٠ جنيهات للطالب المصري،وتشمل (زيارة القصر و الحدائق الخارجية، و عربة الترام)، ماعدا منطقة البانوراما (السطح) حيث تم تحديد تذكرة منفصلة لزيارة السطح فقط تبلغ ٥٠ جنيها للزائر الاجنبي و ٢٠ جنيها للزائر المصري.