قال الدكتور أحمد
كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ثورة 30 يونيو لم
تكن مجرد ثورة عادية بل معجزة بكل المقاييس نجح خلالها الرئيس السيسي بعقيدته وبمؤازرة
قواته المسلحة في إنقاذ مصر من ضياع هويتها الوطنية ومركزها المدني من حكم فاشي منسوب
إلى الدين هدفه الأساسي هدم الدولة المصرية وتحويلها إلى مجتمع ديني معتمد على وجود
مؤازرة دولية للإخوان سواء من قطر أو تركيا أو إيران.
وأضاف كريمة، في
تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم " إن جماعة الإخوان الإرهابية اختطفت الحكم
السياسي للبلاد عنوة بالتزوير والتدليس، ولها سوابق تاريخية في ذلك في أثناء ثورة
1952 أرادت جماعة الإخوان السطو عليها وتسييرها حسب أجندتها، فلما أبى مجلس قيادة الثورة
وقتها، حدث صدام مع جماعة الإخوان، لافتا إلى أن جماعة الإخوان كانت تخطط لتحويل المجتمع
المصري إلى مجتمع ديني تكنوقراطي على غرار الحكم الشيعي الاثني عشر في إيران بمعنى
وجود مرشد يراقب أعمال الدولة فلم يكن محمد مرسى إلا ممثل لمكتب الإرشاد بالإضافة إلى
تنفيذ أجندات سلفية والتي كان من ضمنها تدمير الآثار الفرعونية بأكملها وتغيير المناهج
الأزهرية لتكون مناهج سلفية إخوانية لا شأن لها بالتنوع الفكري مع إدخال الأزهر في
حظيرة الإخوان ومحاولة إزاحته عن المشهد الديني.
وتابع :
"خلال الفترة من 24 يونيو 2012، حتى 3 يوليو 2013، حكمت جماعة الإخوان الإرهابية
حكما فاشيا منسوبا إلى الدين بالتعاون مع الظهير السلفي وبتأييد دول أخرى لافتا إلى
حدوث أمور متشابكة ومعقدة سيكشف عنها التاريخ ليس لهدم المجتمع المصري ولكن لإحداث
خلل في المنطقة بأكملها، حيث أشار إلى أنه عندما تبوأت جماعة الإخوان وظهيرها السلفي
مقاليد الأمور شرعا في هدم الدولة المدنية من خلال مشروع حزب النور السلفي بإلغاء وزارة
الداخلية واستبدالها بلجان شعبية، كذلك السعي لعمل كيان موازي بديل للأزهر الشريف كذلك
مخططات بث الفرقة وازدراء المسيحية وهدم الكنائس حيث كان يسعى التيار السلفي لتطبيق
دعوة "بن تيمية" لهدم كنائس مصر بالإضافة إلى فتاوى ياسر برهامي وفتاوى مفتى
الإخوان عبد الرحمن عبد البر بمنع التهاني والتعازي للمسيحيين.
وأوضح أن الرئيس
السيسي حول خطاب التطرف والعنف إلى خطاب محبة وسلام واستطاع من خلال المطالبة الدائمة
بالتجديد أن يصل لخطاب وسطي داعم لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان له السبق
في المناداة بتجديد الخطاب حتى لا تتكرر تجربة الإخوان في المستقبل بتدابير وقائية
احترازية فنادى بتجديد الخطاب الديني لتجديد الفكر بأن يخلو من الكراهية حتى ينهي عصر
العنف والفتنة الطائفية والتحريض ضد الآخرين.