ثورة 30 يونيو تعيد لمصر دورها الإقليمي.. دبلوماسيون: العلاقات الخارجية المصرية استردت عافيتها.. والسيسي نجح في تعميق علاقات التعاون بكافة الدول العربية والأجنبية
وصف دبلوماسيون ثورة 30 يونيو
بأنها كانت نقطة تحول في علاقات مصر الخارجية حيث استعادت مصر دورها وتأثيرها
الإقليمي في محيطها العربي والأفريقي، موضحين أن العلاقات المصرية مع القوى الكبرى
شهدت طفرة كبيرة، كالولايات المتحدة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، وكذلك روسيا
وألمانيا والصين، فضلا عن الدول العربية والأفريقية.
وكانت ثورة
30 يونيو نقطة تحول في علاقات مصر الخارجية بشكل عام، فعلى الرغم من النظرة
الخاطئة والمواقف السلبية التي اتخذتها عدة دول بالعالم تجاه ثورة الشعب المصري في
2013، فقد نجحت القيادة السياسية بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعادة الدور
المصري وتغيير نظرة العالم تجاه الواقع المصري وثورة الشعب ضد حكم الإخوان.
الدور
المصري الإقليمي
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير
الخارجية الأسبق، إن السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو تختلف تماما عن الفترة
التي كانت من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، مضيفا إن السياسية الخارجية المصرية
بعد هذه الثورة اكتسبت زخما كبيرا وتحركت على عدة محاور أساسية للأمن القومي المصري.
وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن محاور التحرك المصري أيضا استهدف تعظيم الاستفادة من علاقاتنا المتميزة
مع القوى الدولية والعديد من الدول الصديقة التي كانت قد تراجعت خلال الفترة من 25
يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، مضيفا إن السياسة الخارجية المصرية استعادت دورها وتأثيرها.
وأكد أن مصر أصبحت الآن لاعبة أساسية
في مصائر الشرق الأوسط وخدمة قضاياه، وكذلك الدور الأفريقي، مضيفا إن دوائر التحرك
المصري كانت تشمل الدائرة العربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية وغيرها، فمصر عملت
على كل المحاور بقوة وحققت نتائجا نراها بأعيننا الآن في تميز العلاقات مع كافة الأقطاب
الدولية.
وأشار إلى أن السياسية الخارجية للدولة
المصرية ستظل مستمرة بهذه القوة والفاعلية خلال الفترة المقبلة.
العلاقات
المصرية استردت عافيتها
ومن جانبه، قال السفير علي الحفني،
نائب وزير الخارجية السابق للشئون الأفريقية، إن 30 يونيو 2013 هو تاريخ سيترك بصمة
كبرى في التاريخ المعاصر لمصر وللمنطقة، فالعلاقات الخارجية لمصر كانت تضررت بشدة بفعل
الأعوام الثلاثة العجاف التي عاشتها مصر من 2011 وحتى 2013، وتركت آثارا شديدة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الوضع الداخلي لأي دولة يؤثر على وضعها الخارجي وعلاقاتها بأي دولة أخرى، فمصر كانت
علاقاتها الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية سيئة، وكذلك روسيا وألمانيا وغيرهما
لم تكن في أفضل حالاتها، وكذلك توتر العلاقات مع إثيوبيا التي لجأت لاتخاذ خطوات بشأن
سد النهضة في هذه الفترة.
وأضاف إن ما حدث في السنوات الماضية
هو نجاح كبير، حيث تغيرت علاقات الدولة المصرية الخارجية في زمن قياسي، حيث تحسنت علاقات
مصر مع المؤسسات الدولية الاقتصادية ومؤسسات التصنيف الائتماني، لأنها أدركت أن مصر
بدأت سياسات إصلاح اقتصادي تعزز معدلات النمو بشكل يمكن من الثقة في تعزيز التعاون
والاستثمار فيها.
وأكد أن العلاقات المصرية مع القوى
الكبرى أيضا شهدت طفرة كبيرة، كالولايات المتحدة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، وكذلك
روسيا وتعزيز التعاون معها في المجالات العسكرية والطاقة والاقتصادية وغيرها، وكذلك
تحسنت العلاقات المصرية الألمانية وأصبح هناك تفاهم وحرص على التنسيق المشترك بخصوص
الملفات ذات الاهتمام المتبادل بين الدولتين، وكذلك الأمر بالنسبة لفرنسا حيث عقدت
مصر صفقات لتوريد طائرات الرافال مع مصر.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية الخارجية
استردت عافيتها بعد 30 يونيو، فعلاقات مصر مع دول الخليج العربي أصبحت متميزة، فهناك
برامج للتدريب العسكري المشترك تكررت عدة مرات مع السعودية والإمارات والبحرين، مؤكدا
أنه أصبح هناك تنوع في العلاقات وتناغم في المواقف.
ولفت إلى أن هذا تجلى في دعمهم لإعلان
القاهرة وتصريحات الرئيس السيسي بإمكانية التدخل المصري في ليبيا إذا طالب الشعب الليبي
ذلك وإذا تجاوزت الميليشيات خط الجفرة وسرت، فجاءت ردود الفعل طيبة وداعمة لمصر في
كلا الموقفين.