«الهيئات الإعلامية..وتحديات المرحلة الراهنة».. برلمانيون:التصدي للشائعات ووضع استراتيجية واضحة لضبط المشهد الإعلامي.. وخبراء: حل مشاكل المؤسسات القومية وتطوير ماسبيرو بات ضرورة ملحة للارتقاء بالمنظومة
أكد برلمانيون وخبراء على ضرورة تقديم كامل الدعم للهيئات الإعلامية الثلاث " المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام"، عقب أدائها اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، مضيفين إنه هناك الكثير من التحديات التى تحتاج إلى اتخاذ خطوات سريعة للعمل على حلها داخل المؤسسات الصحفية القومية، ومبني ماسبيرو للارتقاء بالمنظومة الإعلامية خلال المرحلة الراهنة فىى ظل التحديات التى تواجه مصر داخليا وخارجيا.
وأدى رؤساء الهيئات الإعلامية الثلاث كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وحسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، اليمين القانونية أمام مجلس النواب، قبل ممارسة أعمالهم، وفقًا للقوانين المنظمة لعمل الهيئتين الصحفية والإعلامية، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر من قبل 3 قرارات، بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، الهيئة الوطنية للإعلام، يختص المجلس بتنظيم شئون الإعلام المسموع والمرئى، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها.
ويكون المجلس مسئولاً عن ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها، ومنع الممارسات الاحتكارية، ومراقبة سلامة مصادر تمويل المؤسسات الصحفية والإعلامية، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومى، وذلك على الوجه المبين فى القانون.
ويحدد القانون تشكيل المجلس، ونظام عمله، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيه ويُؤخذ رأى المجلس فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عمله.
كما نصت المادة 212 على أن الهيئة الوطنية للصحافة هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان تحديثها واستقلالها، وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإدارى، واقتصادى رشيد. ويحدد القانون تشكيل الهيئة، ونظام عملها، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيها. ويُؤخذ رأى الهيئة فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عملها.
ونصت المادة 213على أن الهيئة الوطنية للإعلام هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة، وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان استقلالها وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإدارى، واقتصادى رشيد. ويحدد القانون تشكيل الهيئة، ونظام عملها، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيها ويُؤخذ رأى الهيئة فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عملها.
تطوير ماسبيرو
أكد محمد شعبان وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أن دعم الهيئات الإعلامية الثلاث " المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام"، عقب أدائها اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، بات ضرورة ملحة لخلق إعلام قوي وقادر على مجابهة التحديات التي تواجه الوطن، مشددا على ضرورة التنسيق بين الهيئات الثلاث لتحقيق التنسيق والتكامل فيما بينها لضبط سير المنظومة الإعلامية على أكمل وجه.
وأضاف شعبان في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن من أهم التحديات التي تواجه الهيئات الإعلامية، والتي يجب أن تكون حاضرة بقوة على طاولة الاجتماعات، هي ضرورة التنسيق لمواجهة الشائعات التي تطوف "الميديا"، في الوقت الراهن، والتي تستهدف الأمن القومي الوطني.
وأشار شعبان إلى أن أعداء مصر في الخارج فشلوا في مواجهة مصر سياسيا وعسكريا، ومن ثم لجأوا إلى محاولة ضرب الوطن من خلال نشر الشائعات والأكاذيب، بالتالي يقع على عاتق الإعلام المصري دور كبير ليقف كحائط صد لدحض هذه الشائعات والقضاء عليها.
وأردف أن هذا لن يتم إلا من خلال توافر عنصرين رئيسين وهما سرعة الرد في الحال على كل ما ينشر ويبث من أكاذيب مغلوطة، بجانب سرعة تدفق المعلومات للإعلام حتى يتسنى نشر المعلومات في وقتها.
ولفت شعبان إلى أن مشكلة الديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية من أبرز المشكلات التي تواجه الصحافة القومية، بجانب سرعة تطوير ورقمنة الإصدارات الصحفية.
وفي ما يخص دور الهيئة الوطنية للإعلام، أكد وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، أن ماسبيرو يعد القناة الوحيدة الشرعية للدولة المصرية لنشر الأخبار الرسمية، والذى يجب أن يتناول عنه جميع وسائل الإعلام الأخبار، وليس العكس.
وأوضح شعبان أن مشكلة ماسبيرو الحقيقية تكمن في حجم العمالة الكبير داخل المبني، والذى لا يقدم خدمة تتناسب معه، مشيرا إلى أن هذه المشكلة تعتبر موروثا قديما يقف عائقا أمام خطة التطوير، نظرا لأنه يستنزف الكثير من ميزانية التليفزيون المصري.
وطالب وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، بالنظر في فائدة القنوات المتخصصة والقنوات الإقليمية والدور الذي تقدمه، ومدى نسب مشاهدتها، والعمل على تطويرها، ومدها بالكوادر القادرة على تحسين أدائها، وتقديم خدمة إعلامية تليق بقيمة ومكانة التليفزيون المصري العريق.
مواجهة الشائعات
قال أسامة شرشر عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن التصدي لحملات التشويه واطلاق الشائعات يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الهيئات الوطنية الثلاث " المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام"، عقب أدائها اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، مضيفا إنه لا بد من وضع خطة للتصدي للشائعات التي يطلقها الإعلام الخارجي "مدفوع الأجر"، وإعلام الإخوان وقناة الجزيرة، من خلال استراتيجية واضحة تضع سياسة إعلامية تضبط المشهد الإعلامي، وتتصدى لكل السلبيات التي تشوب المجال الإعلامي.
وطالب شرشر خلال تصريح لـ«الهلال اليوم»، بإنشاء قنوات مصرية توجه إلى الخارج للرد على الاتهامات والأكاذيب وخاصة التي يروجها عناصر جماعة الإخوان المنتشرة في أكثر من 70 دولة حول العالم، مقترحا اطلاق قناة "القاهرة مباشر"، للرد على أكاذيب قناة الجزيرة ومن على شاكلتها، حتى نكون فعل وليس رد فعل لما يدور من حولنا.
وأردف : "كذلك لا بد من اختيار كوادر إعلامية تحظى بالقبول لدى الرأي العام، ويكون لديها القدرة على إنجاز المهام الموكلة لها بكفاءة واقتدار.
وشدد شرشر على أهمية دور الجمعيات العمومية داخل المؤسسات الصحفية القومية من خلال الرقابة والعمل على الاستفادة من الأصول المملوكة لهذه المؤسسات، ومحاسبة المسئول عن أي خلل أو تقصير، وذلك بإشراف من جانب الهيئة الوطنية للصحافة.
وأشار عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام يقع عليها دور كبير من خلال إعادة إحياء الدور الوطني لماسبيرو، والعمل على وضع حلول للأزمات الناجمة عن الأعداد الكبيرة للعاملين في مبنى ماسبيرو، مشددا على أن سياسة المسكنات باتت لا تصلح، ولابد من وضع حلول حقيقية، حيث أكد أن التليفزيون المصري لديه من الكوادر والإمكانيات ما يجعله يستعيد دوره الإعلامي والتنويري في أسرع وقت.
كما طالب بإيجاد حلول لوجود عدد من القنوات التي لا تحظى بنسب مشاهدة مثل القنوات المتخصصة والقنوات الإقليمية، والتي تكلف الدولة أمولا لا طائل منها.
دعم الصحافة الورقية
قال حماد الرمحي عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الهيئات الإعلامية الثلاث " المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام"، ينتظرها مهام كبيرة عقب أدائها اليمين الدستورية أمام مجلس النواب.
وأضاف الرمحي، في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن ملف الإعلام أحد الملفات المهمة التي تخص الأمن القومي الوطني، ومن ثم لا بد من تضافر جهود الجهات المعنية لمساعدة الهيئات الإعلامية لأداء دورها على أكمل وجه.
وأكد أن الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي يقع على عاتقها دور كبير من أجل تطوير الصحافة القومية والعمل على حل مشكلاتها، والعمل على خلق كيانات صحفية فاعلة ومؤثرة تكون قادرة على تقديم صحافة تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية لهذه المؤسسات، من خلال هيكلة أو دمج صحف وإصدارات صحفية، مشيرا إلى أن القانون يسمح لها بذلك.
وأوضح أن التحدي الاقتصادي كذلك يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الهيئة لأداء مهامها، حيث تعاني جميع المؤسسات الصحفية من تعثر مالي خلال الوقت الراهن، وبالتالي فإن الهيئة مطالبة بوضع خطة عاجلة هدفها تحويل المؤسسات التي تتعرض لنزيف من الخسائر إلى مؤسسات منتجة لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، والمنافسة بقوة في عالم الصحافة الورقية والإلكترونية.
ولفت عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلى أن هذا لن يأتي إلا من خلال التحول الرقمي للمؤسسات الصحفية القومية التي تحتاج إلي آليات وخطط واضحة ومحددة، بجانب الاستعانة بخبرات وكوادر لديها القدرة على إحداث هذه النقلة.
وأردف كذلك هناك تحد يواجه الهيئة الوطنية للصحافة يكمن في الحفاظ على مستقبل الصحافة الورقية التي تقترب من مرحلة الانهيار، لافتا إلى أن المهندس عبدالصادق الشوربجي لديه من الخبرة في هذا المجال ما يجعله قادر على تنفيذ خطة الإنقاذ بقدرة عالية، لما له من تجارب ناجحة في هذا المجال، بجانب الدراسة الخاصة للمشروع العملاق " الطباعة الموحدة"، لطباعة الإصدارات الصحفية لجميع المؤسسات القومية الذى كان يعد له كرم جبر الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للإعلام، والذي من المؤكد سيقدم كامل الدعم للشوربجي في هذا المشروع.