لقاء مرتقب بين الرئيس السيسي وشيوخ القبائل الليبية.. وخبراء: الزيارة ترجمة لدعوة البرلمان الليبى لمصر للتدخل.. وتعكس التأييد الشعبي لدور مصر لحماية أمن ليبيا من التهديدات التركية
زيارة مرتقبة يبدأها شيوخ وأعيان
القبائل الليبية للقاهرة، يلتقون خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو اللقاء
المرتقب غدا الخميس، وصفه خبراء سياسيون بأنه يحمل أهمية كبرى واستمرار
للجهود المصرية لحل الأزمة الليبية، مشيرين إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب دعوة
البرلمان الليبي لمصر للتدخل في ليبيا بما يمثل ترجمة حقيقية لهذه الدعوة ولتأكيد
هذا المطلب.
كان نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ
وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الزوي الحليق، قد أكد أن غدًا هناك وفد رفيع المستوى برئاسته
من المشايخ والأعيان على مستوى ليبيا من الشرق والغرب والجنوب الشرقي والغربي، هذا
الوفد سيتجه إلى مقابلة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للنقاش معه لتأكيد مطالب البرلمان
الليبي، موضحًا أن هذا الوفد يتكون من 50 شيخًا على مستوى ليبيا وسيغادرون الأربعاء من
مطار بنينا الدولي في بنغازي الساعة 12، متجهين مباشرة إلى القاهرة واللقاء سيكون يوم
الخميس والرجوع يوم الجمعة".
استمرار للجهود المصرية
وفي
هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن
اللقاء المرتقب غدا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشايخ القبائل الليبية في القاهرة،
يحمل أهمية كبرى استمرارا لمبادرة إعلان القاهرة التي أطلقها الرئيس السيسي، بحضور
قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح في يونيو الماضي
وبمشاركة شيوخ للقبائل الليبية.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ليبيا لها أولوية كبيرة في السياسة المصرية،
فكل التطورات التي تشهدها ليبيا تؤثر في الأمن القومي المصري، مؤكدا أن مصر أعلنت عدة
مرات رغبتها في التوصل لحلول للأزمة الليبية وإبعاد الأطراف الأجنبية عن التدخل في
الشأن الليبي وأن تكون ثروات ليبيا لشعبها والحفاظ على وحدة الأراضي ومؤسسات الدولة.
وأضاف أن هذه المحددات تمثل مرتكزات لوجهة النظر المصرية، ويأتي اللقاء استمرارا لهذه الجهود
المصرية وخاصة إعلان القاهرة الذي رحب به كبار وشيوخ القبائل الليبية، وهناك تأييد
شعبي للمبادرة المصرية، مؤكدا أن كل نقاط الأزمة مطروحة خلال لقاء الرئيس ومشايخ ليبيا
ومن بينها التدخل المصري في ليبيا لحماية شعبها وأمنها.
وأكد
أن مصر لا تتدخل في شئون الغير لكن الوضع الحالي هو تواجد قوات تركية ومرتزقة في ليبيا،
فضلا عن تدفق أسلحة بما يخالف القواعد الليبية والقرارات المتخذة في هذا الشأن، موضحا
أن مصر تحاول حماية الشعب الليبي والحفاظ على مصالحه وفي الوقت نفسه حماية الأمن القومي
المصري.
ترجمة
لدعوة البرلمان الليبي لمصر للتدخل
ومن
جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة
مشايخ القبائل الليبية إلى القاهرة تأتي في سياق دعوة القبائل لمصر للتدخل لحماية ليبيا،
وهي الدعوة التي بدأت في سيدي براني بقاعدة محمد نجيب في مطروح خلال مطالبة أحد شيوخ
القبائل لمصر بالتدخل لحماية الأمن الليبي بعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي
حدد الخطوط الحمراء بسرت والجفرة.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تأتي في إطار حرص القبائل الليبية
على التواصل مع مصر في هذا الشأن، كما أنها تأتي بعد ساعات قليلة من دعوة البرلمان
الليبي لمصر للتدخل في ليبيا لحماية الأمن القومي المصري والليبي، مضيفا أن الزيارة
ترجمة حقيقية لهذه الدعوة حيث ستؤكد أن المكون القبائلي والعشائري والبرلماني الليبي
الممثل الآن للشعب يدعون بقوة لتأكيد رغبتهم في دخول مصر في ليبيا في مواجهة الغزو
التركي.
وأشار
إلى أن الزيارة تحمل أهمية كبرى سواء على جانب التوقيت أو أبعادها السياسية والشعبية
وارتباطها بدعوة البرلمان الليبي، مضيفا أن ما طرح في لقاء سيدي براني لم يكن مجرد
خطبة وإنما رغبة حقيقية، حيث سيضم لقاء الرئيس السيسي غدا أعدادا كبيرة من شيوخ القبائل،
مما يعد رسالة للجانب التركي بالحرص الليبي على وجود دور لمصر لحماية ليبيا.
وأضاف
إن الرئيس السيسي حدد الخطوط الحمراء في التعامل مع الوضع في ليبيا بخط سرت والجفرة
ولم يخرج الجانب التركي أو الميليشيات عن هذا الخط حتى الآن لأنهم يعلمون جيدا أن ما
قاله الرئيس السيسي سيترجم إلى تدخل مصري عسكري بالمشاركة مع القبائل الليبية، ما يؤكد
دور القبائل لأنهم سيكونون في المقدمة باعتبارهم أصحاب الأرض، وإذا تجاوزا الجانب التركي
هذا الخط سيكون الرد المصري حاسما.
وأكد
أن الرئيس السيسي وجه دعوة لتدريب وتسليح شباب القبائل الليبية، وهو أمر سيكون مطروحا
خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس السيسي وشيوخ القبائل، مضيفًا أن ما قاله الرئيس السيسي
في سيدي براني كان مهمًا لأن القبائل، لا يمكن أن تتدخل بدون تسليح وإعدادها وتدريبها
سيكون مهمة وطنية مصرية وسيلقى قبول من كل المكونات القبائلية والعشائرية في ليبيا.