شيوخ القبائل الليبية يزورون القاهرة ويلتقون بالرئيس السيسي.. سياسيون: الزيارة تأتي في توقيت حاسم.. وبمثابة تأييد شعبي ليبي للتدخل المصري أمام الغزو التركي وميليشيات الإرهاب
تحمل زيارة شيوخ قبائل وأعيان
ليبيا القاهرة رسائلا عديدة سياسية واجتماعية، وخاصة أنها تأتي في توقيت حاسم،
حسبما أكد سياسيون وبرلمانيون، موضحين أن الزيارة بمثابة تأييد شعبي للتدخل المصري
للوقوف أمام الغزو التركي وتهديداتها للأمن الليبي والمصري، حيث أن شيوخ القبائل يؤدون
الموقف المصري ويطالبون بوقوف مصر إلى جانبهم لحماية الأمن القومي لمصر وليبيا.
كان نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ
وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الزوي الحليق، قد أعلن تأييد المجلس لدعوة البرلمان الليبي
إلى مصر بالتدخل عسكريا في حال وجدت تهديدات من القوات التركية وقوات حكومة الوفاق
للأمن القومي المصري والليبي، مؤكدا أن القبائل داعمون للبرلمان الليبي وللجيش الوطني
الليبي وداعمون لوحدة ليبيا وللمصالحة الوطنية ولوقف إطلاق النار ولوحدة الصف.
وأضاف إنه " إذا تطلب الأمر نطلب
أن يكون تدخلا عربيا وليس تدخلا مصريا فقط، لأن قضية ليبيا قضية الوطن العربي وليست
قضية مثال ليبيا ومصر وإنما قضية عربية وعاصمة عربية تحتل أمام الملء لذلك نطلب تدخل
العرب بصفة عامة والجامعة العربية والدفاع المشترك العربي".
وأوضح أن غداً هناك وفد رفيع المستوى
برئاسته من المشايخ والأعيان على مستوى ليبيا من الشرق والغرب والجنوب الشرقي والغربي،
هذا الوفد سيتجه إلى مقابلة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للنقاش معه لتأكيد مطالب
البرلمان الليبي، موضحا أن هذا الوفد يتكون من 50 شيخا على مستوى ليبيا وسيغادرون الأربعاء
من مطار بنينا الدولي في بنغازي الساعة 12، متجهين مباشرة إلى القاهرة واللقاء سيكون
يوم الخميس والرجوع يوم الجمعة".
القبائل
الليبية تؤيد الموقف المصري
وفي
هذا السياق، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية
والاستراتيجية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشايخ القبائل الليبية يأتي في إطار
حرص مصر على التشاور الدائم في ما يتعلق بالأزمة الليبية والعلاقات بين البلدين، مؤكدا
أن القبائل الليبية لها امتدادات في الجذور المصرية ، كما أن حدود البلدين يعيش فيها
قبائل ذات صلة ببعضها البعض.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مطروح والسلوم يعيش فيهما قبائل لها جذور
ليبية، ما يؤكد أن العلاقات الاجتماعية بين الدولتين قوية، مؤكدا أن القبائل الليبية
تؤيد الموقف المصري بضرورة حماية الأمن القومي المصري والليبي، وهو موقف مشرف لتأييد
التعاون المشترك بين الجانبين المصري والليبي.
وأضاف
إن الزيارة واللقاء المرتقب غدا يأتيان في إطار حرص القبائل الليبية على تأكيد أنها
قلبا وقالبا مع الموقف المصري وأنها تؤيد جهود مصر، مؤكدا أن اللقاء المرتقب يحمل أبعادا
سياسية واجتماعية ويرسخ الدعوة الليبية لمصر لحماية الأمن الليبي في ظل التهديدات والانتهاكات
التركية.
وأشار
إلى أن اللقاء أيضا يحمل أهمية للتنسيق المشترك بين الجانبين المصري والليبي، وهو أمر
يصب في صالح الأمن القومي للبلدين.
التدخل
المصري أمام الغزو التركي
ومن
جانبه، قال السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة
مشايخ القبائل الليبية القاهرة بدءا من اليوم تأتي في توقيت حاسم، خاصة بعد دعوة المستشار
عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل في ليبيا لحماية أمنها في ظل التهديدات
التركية لها.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن وجود مشايخ القبائل في القاهرة هو أمر يدعم
دعوة عقيلة صالح في طلبه المساندة المصرية، وهو أمر له أبعاد سياسية هامة يبعث برسائل
للرأي العام العالمي أن الشعب الليبي يستنجد بالدولة المصرية للوقوف أمام الغزو التركي
والإرهابي للأراضي الليبية.
وأضاف
إن هذا بمثابة تأييد شعبي ليبي لجهود مصر لحماية الأمن القومي الليبي ووحدة الأراضي
والمقدرات الاقتصادية الليبية، مؤكدا أن مثل هذا التواجد السياسي والشعبي الليبي في
مصر مطلوب في هذه الفترة الحاسمة التي تمر بها الأوضاع الليبية.
حماية
الأمن القومي للبلدين
فيما
قال أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن زيارة مشايخ قبائل
ليبيا واللقاء المرتقب بينهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يحملان الكثير من الرسائل
بشأن الموقف حاليا في ليبيا، موضحًا أن الحشود التي تحشدها تركيا حاليا لمجابهة سرت
ومحاولة الاستيلاء على النفط الليبي تستوجب الوقوف أمامها.
وأضاف
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه القبائل ستأتي للقاهرة لتوجيه رسالة بطلبهم،
أن تقف مصر إلى جانب ليبيا في حماية الأمن القومي لبلادهم والأمن المصري أيضا، مضيفا
أن أي تجاوز للأتراك والميليشيات الإرهابية للخط الأحمر، الذي حدده الرئيس السيسي بخط
سرت والجفرة أو الهجوم على سرت يعد تحديًا لمصر.
وأوضح
أن تركيا تحاول تصعيد الأحداث وتزيد التوترات في الشرق الأوسط، وفي المقابل دعت كافة
دول العالم للحلول السياسية وأيدت المبادرة المصرية المعروفة باسم "إعلان القاهرة"،
التي أعلنها الرئيس السيسي الشهر الماضي، لحل الأزمة الليبية سياسيا ووقف إطلاق النار
وبدء عملية تسوية سياسية.
وأشار
إلى أن زيارة شيوخ القبائل مصر استكمالًا للقاءات المتبادلة بين الطرفين، حيث زار المستشار
عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي القاهرة مؤخرا وكذلك المشير خليفة حفتر، مؤكدا أن
الشعب الليبي والبرلمان المنتخب يرفض ما تقوم به تركيا من عدوان على الأراضي الليبية،
ومصر ترفض التدخلات التركية في الشأن الليبي؛ لأنها تمثل تهديدًا لأمن مصر وليبيا معا.
وأكد
أن مشايخ القبائل يطالبون بوقوف مصر إلى جانبهم؛ لأن مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية
لأي دولة، لكن تدخلها في ليبيا إنما سيكون تلبية لطلب الشعب الليبي والبرلمان المنتخب،
موضحًا أن الرئيس أكد أن القبائل الليبية ستكون في المقدمة في حالة أي تدخل مصري عسكري
في ليبيا.