رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزيرة البيئة: جائحة كورونا نداء للعالم بضرورة استعادة النظام البيئي

18-7-2020 | 14:21


أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن جائحة كورونا "كوفيد 19" هي نداء للعالم بأننا نحتاج إلى الطبيعة أكثر من احتياجها لنا، مشيرة إلى أنه في ظل مرور 75 عاما على إنشاء الأمم المتحدة فأنه يجب أن نلفت الأنظار والانتباه إلى أن (كوفيد 19) أيقظنا جميعا على ضرورة استعادة النظام البيئي وأن صحة البشر نابعة من صحة كوكب الأرض ولا يمكن الفصل بينهما.


كما أكدت فؤاد أن الربط بين كل من قضايا تغير المناخ وتدهور الأراضي والتنوع البيولوجي أصبح ضرورة حتمية وأنه يجب ألا يتم الفصل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على البيئة داخل أروقة الأمم المتحدة لضمان استدامة البيئة على كوكب الأرض وذلك لن يأتي إلا من خلال عدم الفصل بين قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر ودعم الأمم المتحدة للتآزر بين تلك الاتفاقيات.


جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها وزيرة البيئة في الجلسة الصباحية للشق الرفيع المستوى للمنتدى السياسي (HLPF) تحت عنوان "تعددية الأطراف بعد جائحة كورونا: ما هي طبيعة الأمم المتحدة في ذكرى مرور 75 عاما على إنشائها"، وذلك عبر خاصية الفيديو كونفرنس وبحضور أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي (Ecoso)، ومدير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك لمناقشة الوضع الراهن للدول في مواجهة جائحة كورونا بالتزامن مع دور الأمم المتحدة وذكرى مرور 75 عاما على إنشائها.


وأضافت فؤاد أن هناك فرصتين ذهبيتين يجب اغتنامهما للقيام بذلك وهم خارطة الطريق لما بعد 2020 للتنوع البيولوجي والتي يتم إعدادها الآن من خلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي وهي فرصة جيدة لدمج كلا من موضوعات تغير المناخ والتصحر في خارطة الطريق، أما الفرصة الثانية فهي تكمن في قمة الطبيعة التي سيتم استضافتها في الأمم المتحدة سبتمبر القادم وهي فرصة حقيقية للدعم السياسي رفيع المستوى للموضوعات الخاصة بالتنوع البيولوجي.. مؤكدة أن مصر على أتم الاستعداد لتقديم الدعم وعمل التنسيقات اللازمة لانتهاز تلك الفرص.


وأكدت فؤاد أن مصر ملتزمة من أجل إخراج خارطة طريق شاملة ومتوازنة وعادلة لتحدث فرق كبير في طريقة إدارة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مضيفة أنه يجب النظر إلى أصحاب المصلحة خارج دوائر الأمم المتحدة وهم القطاع الخاص والقطاع المصرفي والشباب لأن دورهم هام وضروري في دعم القضايا البيئية ودمجها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للخروج بأجيال مستقبلية تعي تماما أهمية الحفاظ على صحتهم من خلال الحفاظ على صحة كوكب الأرض.


من جانبه، قال أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة للـ(Ecosoc) في كلمته "إنه في الوقت الذي نجتمع فيه للتفكير في مستقبل التعددية، فإن العالم يعاني من كارثة عميقة فقد أغرقتنا جائحة كوفيد 19 في أزمة صحية واقتصادية حادة لم نشهدها منذ قرن، ومن المرجح أن تتراجع الآثار الاجتماعية والاقتصادية لسنوات قادمة حيث أدت الأزمة الناتجة إلى عكس مسار التقدم في مجالات الفقر والتعليم والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين وأهداف التنمية المستدامة الأخرى، وإلى الكشف عن أوجه الضعف المتفاقمة التي تنطوي عليها أوجه عدم المساواة داخل المجتمعات المحلية، كما أعادت التأكيد على أن الأنظمة التي نعتمد عليها مثل الغذاء، والتجارة، والصحة، والمناخ، ليست فقط مترابطة ولكنها هشة بشكل متزايد.


وتابع "لقد سلطت الأوبئة الضوء على هشاشة العالم ليس فقط في مواجهة الطوارئ الصحية ولكن في مواجهة أزمة المناخ والفضاء الإلكتروني ومخاطر الانتشار النووي".


وأضاف جوتيريس أنه بينما نسعى جاهدين للاستجابة والتعافي من هذه الجائحة، يجب علينا إعادة النظر في الافتراضات طويلة الأمد ويمكننا أن نرى الطرق التي أدت بنا إلى الخطأ، ويجب علينا أن نتخيل طريقة تعاون الدول فقد شدد الوباء على الحاجة إلى تجديد تعددية الأطراف والتعددية القائمة على الأفكار والأهداف المسالمة المنصوص عليها في الميثاق والاتفاقيات المحددة عبر العقود، ومنذ ذلك الحين، تعددية الأطراف هي الثقة التي يؤتمن عليها أي قانون وطني، وهي موجهة نحو الأهداف الشاملة للسلام والأمن، وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، حيث تعمل الأمم المتحدة ووكالاتها معًا بشكل أكثر فعالية مع الروابط المؤسسية المؤثرة، ونحن بحاجة إلى تعددية أطراف شاملة بالاعتماد على المساهمة الحاسمة للمجتمعات المدنية وقطاع الأعمال والمؤسسات ومجتمع البحث والسلطات المحلية والمدن والحكومات الإقليمية".


وأختتم جوتيريس كلمته بأنه يجب توفير مساحات مخصصة للتفاعل مع الشباب، وضمان مشاركة العديد من أصحاب المصلحة الآخرين، وتُظهر (Ecosoc) التزامها بكونها هيئة شاملة للأمم المتحدة وأن الدول الأعضاء يمكنها تمكين المجلس من التطور والتغيير مع الزمن فهذه هي اللحظة التي يتصدر فيها المجتمع الدولي نداء الاستيقاظ الحالي لكي يمضي قدماً في الاستجابة الجماعية في الوحدة والتضامن".