رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف في مؤتمر "فقه الطوارئ": نحتاج للفقه والطب وإلى الدعاء والدواء معًا

18-7-2020 | 17:16


خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر فقه الطوارئ الذي ينظمه إلكترونيًا كل من مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات ورابطة العالم الإسلامي بالمشاركة أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن علم الفقه ليس بديلا لعلم الطب ولا العكس، كما أن الدعاء ليس بديلا للدواء ولا العكس، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب ليتكاملا في تحقيق مصالح البلاد والعباد، كما أننا في حاجة إلى الدعاء والدواء معًا .

 

وأكد "جمعة"، أن فقه التعامل مع جائحة كورونا قد بيَّن مدى الحاجة الملحة إلى الخروج من الآفاق الضيقة التي تمثلت عند بعض المحسوبين على الخطاب الديني في حفظ أحكام بعض المسائل دون النظر بعين الاعتبار في  فقه المقاصد، وفقه المآلات، ومراعاة ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس ومستجدات العصر وطوارئه .

 

كما نبه وزير الأوقاف بأننا أصبحنا أكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص من خلال القواعد العلمية والمنطقية لفهمه، والانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل، سواء في مناهجنا التدريسية أم في برامجنا التدريبية أم في كتابتنا العلمية أو الصحفية أم أحاديثنا الإعلامية ، و أنه لا غنى لنا عن العودة إلى جذورنا العلمية في القواعد الفقهية والأصولية والاستفادة من العلوم العصرية على حد سواء، مع تأكيد معاليه على أن العلم النافع هو مطلق العلم الذي ينفع الناس في شئون دينهم ودنياهم، وأن أهل الذكر في كل علم وفن هم أهل الاختصاص فيه، فليس علم الفقه بديلا لعلم الطب ولا العكس، كما أن الدعاء ليس بديلا للدواء ولا العكس، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب ليتكاملا، وإلى الدواء والدعاء معًا، فلن يجدي الدواء إلا بإرادة رب الأرض والسماء بإعمال الأسباب في مسبباتها، فمن خاصية السكين أن تذبح لكنها لم تذبح سيدنا إسماعيل (عليه السلام)، ومن خاصية النار أن تحرق لكنها لم تحرق سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، ومن شأن الحوت أن يهضم ما يبتلع لكنه لم يهضم سيدنا يونس (عليه السلام)، لأن الأمر في إعمال الأسباب في مسبباتها عند من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

 

وفي ختام كلمته توجه بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع الله البلاء عن البشرية جمعاء وأن يوفق المؤتمرين لما ينفع الناس، مشيرًا إلى كتاب : فقه النوازل “كورونا المستجد أنموذجًا”، الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية.

 

وقد شارك في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الهام “فقه الطوارئ” كل من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ العلامة عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والشيخ نور الحق قادري وزير الشئون الإسلامية بدولة باكستان.

 

وإلى نص كلمة وزير الأوقاف المصري في افتتاح المؤتمر :

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد:

فيقول الحق سبحانه: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.

 

ويقول أبو تمام :

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

ومن لم يحمد الله عند البلاء شكره عند النعماء فليس بحامد ولا شاكر .

لقد بيّن فقه التعامل مع جائحة كورونا مدى الحاجة الملحة إلى الخروج من الآفاق الضيقة التي تمثلت عند بعض المحسوبين على الخطاب الديني في حفظ أحكام بعض المسائل دون النظر بعين الاعتبار في  فقه المقاصد، وفقه المآلات، ومراعاة ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس ومستجدات العصر وطوارئه.

 

لقد أصبحنا أكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص من خلال القواعد العلمية والمنطقية لفهمه، والانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل، سواء في مناهجنا التدريسية أم في برامجنا التدريبية أم في كتاباتنا العلمية أو الصحفية أو أحاديثنا الإعلامية.

 

كما أؤكد أنه لا غنى لنا عن العودة إلى جذورنا العلمية في القواعد الفقهية والأصولية والاستفادة من العلوم العصرية على حد سواء، مع التأكيد على أن العلم النافع هو مطلق العلم الذي ينفع الناس في شئون دينهم ودنياهم، وأن أهل الذكر في كل علم وفن هم أهل الاختصاص فيه، وأن الرأي الشرعي في كثير من جوانبه يبنى على رأي أهل الاختصاص العلمي والطبي فيما نحن بصدد الحديث عنه، فليس علم الفقه بديلا لعلم الطب ولا العكس، كما أن الدعاء ليس بديلا للدواء ولا العكس، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب ليتكاملا، وإلى الدواء والدعاء معًا، فلن يجدي الدواء إلا بإرادة رب الأرض والسماء بإعمال الأسباب في مسبباتها، فمن خاصية السكين أن تذبح لكنها لم تذبح سيدنا إسماعيل (عليه السلام)، ومن خاصية النار أن تحرق لكنها لم تحرق سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، ومن شأن الحوت أن يهضم ما يبتلع لكنه لم يهضم سيدنا يونس (عليه السلام)، لأن الأمر في إعمال الأسباب في مسبباتها عند من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون مرهون بمشيئته تعالى.

 

وفي الختام أتمنى للمؤتمر والمنظمين والمشاركين كل التوفيق، سائلين الله (عز وجل) أن يعجل برفع البلاء عن البشرية جمعاء.