رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جنوب أفريقيا ومرحلة الحسم القاري لأزمة السد الإثيوبي.. برلمانيون: القيادة السياسية حريصة على إيجاد حلول للأزمات التي تفتعلها أديس أبابا.. قطر وتركيا وراء إصرارها على القرارات أحادية الجانب

18-7-2020 | 20:42


أجمع برلمانيون على أن القيادة السياسية حريصة منذ بداية مفاوضات سد النهضة على إيجاد حلول للأزمات التي تفتعلها إثيوبيا دون أن تتنازل عن أي حق من حقوق مصر المائية في نهر النيل، مؤكدين أن التعنت الأثيوبي  يرجع إلى الاستقواء بدول أخرى في مقدمتها قطر وتركيا اللتان تستخدمان الجانب الأثيوبي كأداة  لتحقيق أغراض سياسية  ولزعزعة الاستقرار في منطقة حوض النيل مؤكدين أن القيادة السياسية  تدرك ذلك وتتعامل معه بحكمة كبيرة.

وتلقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا .

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة التي تمت مؤخراً تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور عدد من المراقبين الدوليين.

وأكد الرئيس، مجددا خلال الاتصال على ثوابت الموقف المصرى، من منطلق ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، ومن ثم حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل، معرباً في ذات الوقت عن تقديره لجهود الرئيس رامافوزا في هذا الإطار.

من جانبه؛ أشاد الرئيس "رامافوزا" بالنهج البناء الذي اتبعته مصر خلال جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، مما يعكس الإرادة السياسية المصرية لصادقة للوصول إلى حل الأزمة، وقد تم التوافق علي استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية.

حُسن النوايا المصرية:

أكد ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب أن القيادة السياسية حريصة منذ بداية مفاوضات سد النهضة على إيجاد حلول للأزمات التي تفتعلها إثيوبيا دون أن تتنازل عن أي حق من حقوقنا، وباستخدام كل الحقوق المشروعة قانونية ودبلوماسية، كما رحبت بكل أنواع الوساطة التي كان آخرها من قبل الاتحاد الأفريقي في سبيل حل الأزمة .

 

وأضاف أن القيادة السياسية قدمت حُسن النوايا ولم تتنازل عن أي حق من حقوقنا طوال خط المفاوضات،  ولم تتعرض لأي مبادرات ساقتها أي دولة أو تجمعات سياسية "اتحاد أفريقى أو مجلس الأمن" إلا من منطلق إيجاد حلول إيجابية لهذه القضية.

 

وأوضح أن الإتحاد الأفريقي بدأ في التحرك في اتجاه إيجاد حل فعلي خاصة في أعقاب اتصال سيريل راما فوزا رئيس جنوب أفريقيا ورئيس الاتحاد الأفريقي الحالي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذا الشأن بالإضافة إلى تصريحات مجلس الأمن بالأمس والتي احتوت على نوع من التلويحات بشأن حث إثيوبيا على العمل بإيجابية أكثر إلى إيجاد حل لهذه القضية.

 

واختتم أبو الخير قائلا: إن الكرة الآن في الملعب الإثيوبي فمصر قدمت حلول بديلة للعديد من النقاط الخلافية التي أثارها الجانب الإثيوبي وأبدينا حُسن النوايا طوال المفاوضات، ولكن حالة التعنت غير المبرر من الجانب الإثيوبي تدل على أن هناك أجندة سلبية تجاه إيجاد حل فعلي لهذه الأزمة.

الاستقواء بمحور الشر:

أكد اللواء حاتم باشات عضو اللجنة الإفريقية بمجلس النواب، أن ما تفعله إثيوبيا هو فصل جديد من فصول المماطلة وعدم الجدية وعدم مراعاة مصالح مصر والسودان المائية في نهر النيل.

وأضاف "باشات" أنه لا يتوقع أن تسفر أي مباحثات مع إثيوبيا في الوقت الحالي عن جديد، خاصة بعد الزيارات المتبادلة والتي تم رصدها مؤخرا مع تركيا إلا أن القيادة السياسية تشجع دائما أي سبل للعودة لمائدة المفاوضات.

 وأوضح أن إصرار إثيوبيا على القرارات أحادية الجانب والتي تهدف للإضرار بحقوق مصر والسودان المائية نتيجة لاستقواء أثيوبيا  بدول أخرى في مقدمتها قطر وتركيا اللتان تستخدمان الجانب الأثيوبي كأداة  لتحقيق أغراض سياسية  ولزعزعة الاستقرار في منطقة حوض النيل، الأمر الذى أصبح جليا أمام المجتمع الدولي خاصة بعد الزيارات التركية المرصودة والدعم القطري  للجانب الإثيوبي.

 

وأشار إلى أن كل ما في جعبة مصر جهود تم إيصاله إلى المجتمع الدولي، حيث قامت بعرض جميع وجهات النظر من خلال التحركات الدبلوماسية على أعلى مستوى رغم أزمة انتشار فيروس كورونا، لافتا إلى أن مصر حتى هذه اللحظة ما زالت تتمسك بمبادئها بضرورة العودة للمفاوضات الخاصة بسد النهضة إلا أن المشكلة كلها تكمن في  النواحي الفنية فالجانب الإثيوبي متعنت ويخفي بعض النقاط الخاصة بالملف الفني بما ينعكس على درجة أمان السد ومن هنا تكمن المشكلة.

 

وقال "باشات" إن إعلان الجانب الأثيوبي مؤخرا أنه سيملأ السد ما هو إلا بالون لاختبار رد فعل مصر، ولكن الجانب الإثيوبي بلا شك يخشى المواجهة المباشرة مع مصر، ويخشى من توابع الملء جراء الأخطاء الفنية.