رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


23 يوليو ثورة لحظة فارقة في تاريخ مصر وساهمت في تحرير الشعوب العربية والأفريقية.. خبراء: الدور المصري العربي لم ينقطع حتى اليوم.. والجهود الحالية لحل الأزمة الليبية استمرار لهذا الدور

23-7-2020 | 17:12


تحل اليوم الذكرى الـ68 لثورة 23 يوليو، تلك الثورة التي غيرت وجه التاريخ في مصر والمنطقة العربية أجمع، وأطاحت بالاستبداد وأعادت للشعب المصري كرامته وحقوقه في وطنه، والتي تعرف أيضا باسم "الثورة البيضاء" حيث حقنت الدماء وقضت على الملكية وأسست الديمقراطية في مصر.


فيما أكد خبراء عسكريون أن هذه الثورة المجيدة كانت وستظل حدثا فارقا في تاريخ مصر الحديث، حيث كانت بداية لتأسيس جيش وطني قوي والتحرر من الاحتلال، موضحين أنها دعمت حركات التحرر العربية والأفريقية ومنذ قيامها وحتى اليوم لم ينقطع الدور المصري العربي حيث تعتبر الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية وصد العدوان التركي هناك في الوقت الراهن استمرار لهذا الدور.


وفي هذه المناسبة هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الشعب المصري، قائلا: "أهنئ الشعب المصري بالذكرى الثامنة والستين لثورة 23 يوليو، التي جعلت من مصرنا جمهورية نفخر ونعتز بها، دونت بمبادئها العظيمة صفحة مضيئة في سجلات التاريخ المصري عن تكاتف القوات المسلحة مع الشعب، من أجل إعلاء مصلحة الوطن وتحقيق استقلاله وتقرير مصيره نحو الأفضل.. حفظ الله مصر وشعبها وكل عام وأنتم بخير".

 

الدور المصري العربي لم ينقطع

وفي هذا السياق، قال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية سابقًا، إن ثورة 23 يوليو كانت وستظل حدثا فارقا في تاريخ مصر الحديث، فأحد مبادئ الثورة كان إنشاء جيش وطني قوي وهو ما تحقق بالفعل حتى اليوم، فعبر السنوات الماضية وحتى اليوم أصبح الجيش المصرية في المرتبة التاسعة عالميا.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ثورة 23 يوليو هي المنارة التي حررت أفريقيا والعالم العربي، فالجزائر لا تزال تدين بالفضل لمصر، وكذلك دعمت الثورة تحرير وتوحيد ليبيا وإنهاء الاستعمار الإيطالي وأصبحت بعدها مملكة ليبية، وكذلك اليمن ودول كثيرة في أفريقيا فضلا عن عمان التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي ودعمتها الثورة المصرية لتحريرها.

 

وأكد أن الثورة ساهمت في تحرير شعوب هذه الدول سواء العربية أو الأفريقية، وكانت مثالا رائعا لكل الدول التي تريد الاستقلال، موضحا أن أحد مبادئ الثورة أيضا كان الجلاء وحققت أيضا الجلاء عن مصر وكانت نموذجا لكل الدول، إلى جانب أنها ساهمت في إنشاء كيان دول عدم الانحياز وكانت تجربة جديدة للوقوف أمام القوى الشرقية والغربية.

 

وأشار إلى أن الثورة حققت أيضا العدالة الاجتماعية فأعطت للفقراء حقوقهم وخرج قانون الإصلاح الزراعي بعدما كانت الأرض لفئة معينة من الإقطاعيين أصبحت ملكا للفلاحين المصريين، مضيفا أن ثورة يوليو هي أول ما حققت هذه الحماية الاجتماعية للمواطنين وكفلت مجانية التعليم فكان لها تأثيرا كبيرا على مصر والعالم العربي وأفريقيا.

 

وأضاف أن الدور العربي لمصر بعد ثورة 23 يوليو لا زال مستمرا، فمصر لا تزال تقود العالم العربي وتسعى لحل الأزمات الإقليمية، موضحا أن مصر، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته اليوم يمكنها مساعدة أية دولة تهدد على أراضيها، وأنها ما تزال تدعم التضامن العربي في كل المجالات.


وأكد أن الدور المصري العربي لم ينقطع منذ ثورة 23 يوليو حتى اليوم وأصبح لمصر مكانة كبيرة في العالم العربي وأفريقيا.

 

الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية 

قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مبادئ ثورة 23 يوليو لخصت كل أهدافها وكيف عبرت عن الشعب، فالثورة استهدفت القضاء على الاستعمار، موضحا أن البعد الاجتماعي في ثورة 23 يوليو كان واضحا حيث بدأ بعدها مشروع الإصلاح الزراعي وتوزيع الأرض على صغار الفلاحين، وكذلك بناء مستشفيات ومجانية التعليم.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو هو إقامة الجيش الوطني حيث تم تطوير القوات المسلحة بعد عام 1952 بصورة كبيرة، مؤكدا أنه بعد 23 يوليو كان الاستعمار موجود في الكثير من الدول العربية والأفريقية فكان الجيش والشعب المصري ملهما لهذه الدول للتحرر كما تبنت مصر حركات التحرر ودعمتها مما ساعد الكثير من الدول في الحصول على استقلالها.

 

ولفت إلى أن أوجه الشبه والاختلاف بين ثورتي 23 يوليو و30 يونيو، أن الاستعمار حينها كان واضحا لكنه اليوم قد يكون اقتصاديا واجتماعيا وغسيل العقول، مؤكدا أن البعد الاجتماعي بعد 30 يونيو كان حاضرا بقوة فبدأت الدولة تطوير العشوائيات ونقل الأهالي لمساكن آمنة وكذلك حملة 100 مليون صحة ومشروع تطوير التعليم وإجراءات الحماية الاجتماعية بعد الإصلاح الاقتصادي.

 

وأوضح أن أوجه الشبه أيضا تشميل تحديث وتطوير الجيش الوطني فتم تحديث القوات المسلحة المصرية بعد 30 يونيو بأحدث الأسلحة، موضحا أن أوجه الاختلاف أن الجيش المصري هو من بدأ بالتحرك في عام 1952 لشعوره بحجم الخطر حينها، لكن الشعب المصري انحاز لهذا التحرك وساندوا الجيش المصري وخرجت الجموع إلى الشارع تأييدا للجيش.

 

وأكد أن في 30 يونيو الشعب هو من تحرك أولا لكن الجيش سانده وبدأ يحقق أهداف الثورة وساهمت القوات المسلحة في مشروعات التنمية للإسراع في تنفيذها بأعلى جودة وأقل وقت، موضحا أن الجيش والشعب وجهان لعملة ذهبية واحدة حركتهما متناغمة معا على مر التاريخ.

 

وأشار الحلبي إلى أن مصر حاليا تلعب دورا كبيرا في حل مشكلات الدول العربية كالأوضاع في ليبية مثل إعلان القاهرة المعلن مؤخرا لإنهاء الأزمة والتوفيق بين الأشقاء الليبيين، وكذلك دورها الإفريقي وعرض قضايا القارة أمام المحافل الدولية فضلا عن تبنيها مبادرة إسكات البنادق لإنهاء الصراعات المسلحة.

 

وأضاف إن مصر تتحرك في الدوائر العربية والأفريقية وكذلك الإسلامية بحكم الموقع والتاريخ والمسئولية الملقاة على عاتقها عبر عقود، مؤكدا أن مصر تحاول جاهدة إيجاد حلولا سياسية للمشكلات العربية سواء داخل الدولة الواحدة أو بين الدول وبعضها البعض لكن التهديدات كبيرة مما يخلق صعوبات.

 

وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن هناك مبادئ ثابتة للموقف المصري، تتمثل في الحفاظ على الدولة القومية، فهي ترفض تقسيم ليبيا أو سوريا أو اليمن، وكذلك الحفاظ على الجيش الوطني والقضاء على الميليشات، حيث سيسجل التاريخ لمصري أنها تحافظ دوما على الدولة القومية وهو أمر منذ عام 1952.