صَـبا قاسم

شاعرة ومترجمة، ولدت في اللاذقية (1977)، درست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. صدرت لها مجموعة شعرية بعنوان "يشتد بي الأزرق"، وكتاب مترجم عنوانه "الدولة الأكثر ذكورية: المرأة بين السياسة والدين في السعودية".

(1)

الدهشة جدار

لكن هوى الشجر

ثقيل

لم أنفخ بوجه الريح

الماء،

يخرج من بين سكاكين!

(2)

الحرب

حفلة تنكرية

يرتدي الأحياء فيها زي الأموات

ويخرج الأموات فيها على هيئة آلهة.

(3)

السجن أكبر من السجين

فلماذا

يضيق الجسد بروحي!

(4)

من تذوق لحم كتفه

يخبرني

كيف يلاحق النور

ظلا مختبئا في مرآة؟

(5)

على هذه الأرض

أشجار

مثل الأمهات

تتساقط أوراقهن

طفلا طفلا.

(6)

في مدينتي؛

كلما ضاقت الأزقة

كثر العشاق،

كلما اتسعت الشوارع،

ضاقت الأمكنة.

(7)

حوادث الصوت

كثيرة

على طُرق الحلم السريعة

واهتزازات النبض

تعبر أسلاك المغيب

ألكل هذا!

ألأجل هذا!

مكتظ أنت بحبال الذاكرة !!

(8)

أصابعي

مضرب بدو

تنصب خيامها

بين فصولك وفضولي

(9)

رمى شباكه في العتمة

ونزل ساحة الرقص

كم من ضوء اصطاد

صياد الموت!

(10)

جراحنا

مدن منكوبة

كتب على بواباتها

ممنوع التصوير.

(11)

حصاد قلبي؛

قطعة خبز في فمي

(12)

أمام حضورك أقطع سرة كل مولود

ولغيابك تخرج يد ميت من قلبي

(13)

الحبق في قريتي

من صنف التراب

يصير إلها

كلما لامسه المطر

(14)

لا يوجد في قريتي مسجد

لكن الأجساد جوامع

(15)

الدموع؛

أموات

يشيعون أنفسهم

بأحزاننا.

(16)

سَلْ الكتب

لم تندلق الفتنة من رأسك؟

سَلْ وجوه المارة

لم تمضغ الأمكنة رائحتك!

سَلْ اسمك

هل صادف وتعثر بمجازٍ يتوعده بي؟

(17)

السيدة شهوة

قصيدة تلقي شعرها في أمسية جسد

أصابعها دانتيل مفتوح على سفح جبل

والفستان كشكش

صادته صنارة نسيت نفسها في ركبته.

(18)

ﻻ أحب الكعب ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ

ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ

ﺗمشي الطريق ﻭﻻ تصل

ﻳﺘﻌﻘﺒﻨﻲ المكان

ﻭﻻ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ طيف ﻣﻦ وصلوا

لست ﺣﺠﺮﺓ ‏على  مفرق طرق

أنا ﻟﻌﻨﺔ طيبة

لا تزيلها مساحيق

(19)

لم أرد السماء

بل أعجبتني حكاية الطيران

لم يكن اليقين هدفي بل طريقي

الشك تعب

والتعب هروب

والهروب سلطان

وأنا حرة تتعبني السماء.