صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يواجه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى أن روسيا قدمت مكافآت مالية لحركة طالبان الأفغانية مقابل قتل أفراد القوات الأمريكية في أفغانستان، وفقا لموقع "آكسيوس" الإخباري الأمريكي.
ونشر "آكسيوس" اليوم الأربعاء مقتطفات من حوار حصري أجراه برنامج "آكسيوس أون أتش بي أو" مع الرئيس الأمريكي أمس الثلاثاء على أن يذاع الحوار كاملا في 3 أغسطس المقبل عبر منصات شبكة "إتش بي أو" التلفزيونية الأمريكية.
وكان ترامب قد أجرى مكالمة هاتفية مع بوتين يوم الخميس الماضي، ولدى سؤاله لاحقا عما إذا كان قد أثار مسألة مخطط المكافآت المزعوم خلال المكالمة، أجاب قائلاً يوم الاثنين "نحن لا نتحدث عن ما ناقشناه، ولكن كان لدينا الكثير من النقاش".
إلا أنه وبحسب "آكسيوس" كان الرئيس الأمريكي محددا في هذا الشأن خلال المقابلة التي نشرت مقتطفات منها حيث صرح قائلا "لم أناقشه معه قط"، ولدى سؤاله عن سبب عدم إثارته القضية في مكالمة يوم الخميس، قال ترامب "كانت تلك مكالمة هاتفية لمناقشة أمور أخرى، وبصراحة فإن تلك قضية قال عنها الكثير من الناس إنها أخبار كاذبة".
وأشارت "آكسيوس" إلى أن ترامب تحدث مع بوتين ثماني مرات على الأقل منذ أن تضمن الموجز الرئاسي اليومي، الذي قدم له في أواخر فبراير، المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالمكافآت الروسية المزعومة، بحسب ما كشفت عنه تقارير صحفية، لكن فريق ترامب أكد أنه لم يتم إطلاعه شفهيًا على هذه المسألة قبل تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الذي أخرجها إلى العلن في 26 يونيو.
وفي عام 2018، اتهم الجنرال جون نيكولسون، الذي كان آنذاك أكبر قائد أمريكي في أفغانستان، روسيا بتقديم أموال وأسلحة لحركة طالبان، قائلاً: "نحن نعرف أن الروس متورطون".
وقال ترامب لـ "أكسيوس أون إتش بي أو" إنه لم يكن على علم بتعليقات نيكولسون، وقال إن الأدلة على أن روسيا تساعد طالبان "لم تصل إلى مكتبي".
ووفقا للبيت الأبيض لم يتم إطلاع ترامب على الأمر لأن المعلومات الاستخباراتية بشأنها كانت غير حاسمة، لكن العديد من وسائل الإعلام أشارات بعد ذلك إلى أن تلك المعلومات الاستخبارات كانت مدرجة في الموجز الرئاسي اليوم، لكن ربما لم يقرأها ترامب.
وأصر ترامب خلال المقابلة على أنه قرأ الموجز الرئاسي اليومي قائلا "يحبون أن يقولوا أنني لا أقرأ، أنا أقرأ كثيرا"، لكنه تمسك بأن الأمر "لم يصل إلى مكتبي أبدا" لأن المخابرات الأمريكية "لم تعتقد أنها (المعلومات) كانت حقيقية".
ولفتت "آكسيوس" إلى أنه في حين يبدو أن وكالة الاستخبارات المركزية قد خلصت قبل شهور إلى أن روسيا عرضت المكافآت، إلا أن وكالة الأمن القومي لم تتفق معها، بحسب تقارير، كما نفى الكرملين وطالبان وجود أي مخطط مكافآت.
واكتسب هذه القضية أهمية كبيرة في الأوساط السياسية الأمريكية حيث كشف عنها خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم، واستغلها الديمقراطيون، بالإضافة إلى مسألة إحجام ترامب عن مناقشتها، كدليل على أنه غير مستعد لتحدي بوتين حتى عندما تكون حياة الأمريكيين على المحك.