برامج المقالب.. بين رفض البرلمان والنجاح الجماهيري
لاقت برامج المقالب في شهر رمضان وعلى رأسها برنامج "رامز ثعلب الصحراء" للفنان رامز جلال، و"فؤش فى المعسكر" للفنان محمد فؤاد، و"هاني في الأدغال" للفنان هاني رمزي، انتقادًا واسعًا خلال الأيام الماضية تحت قبة البرلمان.
وتقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة لمنع عرض هذه البرامج التى يجرى الآن إنتاج العديد منها لبثها خلال الشهر الكريم، إلا أن هذه البرامج تحظى بجماهيرية واسعة بين الجمهور، كما تحدث أحيانا مشادات بين الضيوف ومقدمي البرامج على غرار ما حدث ما بين الفنانة آثار الحكيم والفنان رامز جلال، ولذا استطلعت "الهلال اليوم" آراء خبراء الإعلام وعلم النفس وعلماء الدين والمواطنين لتقييم هذه البرامج وتأثيرها على المجتمع.
البرلمان يطالب بالمنع
جاء في مقدمة النواب الرافضين لبرامج المقالب: مصطفى بكري، وجلال عوارة ، وميرفت ميشيل، وأنيسة حسونة، وأسامة شرشر، ولجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، حيث أكدوا أنها تعتمد على الاستدراج وخلق حالة من الإرهاب للضيوف والمشاهدين، ولها تأثيرات سلبية على الأسرة والمجتمع، فضلًا عن أن عوامل الأمان للضيوف معرضة للخطأ وتهدد حياتهم وسلامتهم، كما أنها تستخدم الفزع والإهانة كأسلوب للضحك والسخرية، وكذلك تستخدم نماذج العنف ما يؤثر بالسلب على الأطفال.
وأرجعوا انتشار هذا النمط من البرامج إلى غياب الرقابة، رافضين وضع علامة "+18" عليها أثناء عرضها، لأن معظم الجمهور لا يدرك معنى هذه العلامة، وضربوا مثلًا بأنه "هل يجوز عرض أفلام إباحية ووضع علامة +18 عليها؟!".
ليس بالإمكان منع برامج المقالب
أما الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قالت إن "برامج المقالب مصطنعة وبها خطورة شديدة على الضيوف، وبرنامج رامز جلال بالغ في مسألة الترفيه والتسلية إلى العنف وإثارة الرعب، وأنا برفض أتفرج على برامج المقالب لأنى معنديش سادية لرؤية ناس خايفة ومرعوبة وإيه اللى يضحك فى كدا؟! وعندما تزيد جرعة التخويف والترهيب تتحول إلى شيء غير مقبول".
وتابعت "يدب توعية الجمهور بما يضرهم وما ينفعهم ونترك لهم الخيار، وإذا منعنا هذه البرامج الشباب يقدر يشوفها على اليوتيوب، وإذا منعتها عن بعض الفضائيات المصرية لن نستطيع السيطرة على قنوات MBC وروتانا، وبالتالي القرار زي قلته خصوصا أنها لا تعرض على تلفزيون الدولة الرسمى، ولكن ينبغي التربية الإعلامية وتوعية الجمهور، وهذا دورنا، وينبغى أن يحتوى التلفزيون على جرعة دينية وترفيهية و درامية ، إنما فكرة المنع مش هتنفع".
واستطردت "أما مقترح إضافة علامة +18 لا يمكن إجبار القنوات على وضعها، واللي أقل من 18 سنة هيشوفها على الانترنت، وفكرة الرقابة مرفوضة ويجب ألا نحجر على فكر الآخرين لأنه ليس من المنطق والذكاء".
برامج المقالب "مكروهة"
وقال الشيخ شوقى عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف "الإسلام لا يعرف الهزل ويدعو إلى الجدية والاجتهاد في الأمور، ومن هنا فكل برنامج غير هادف لا يسمن ولا يغنى من جوع، ويجب علينا أن نتخلى عن البرامج التافهة التى تدعو إلى العبث وإضاعة الوقت لأن الإسلام ينظر للمستقبل وما ينفع الإنسان في حياته اليومية، وهذه برامج تدعو إلى الفضول ولا توجد استفادة منها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومشاهدتها مكروهة وليست حراما".
وتابع "القرآن قال والذين هم عن اللغو معرضون، لأنها برامج بلا غاية وهدف ومضيعة للوقت والإنسان يسأل عنه أمام الله، وهذه البرامج تكلفتها باهظة جدا وينبغي أن تنفق فى أعمال الخير، كما أن حديث الرسول بعد جواز أن يروع المسلم أخاه حتى ولو على سبيل المزاح".
أضرار نفسية على الجمهور والضيوف
وقال الدكتور أحمد هلال، طبيب نفسي إن "برامج المقالب لها تأثيرات سلبية ونفسية ضارة على الجمهور وخاصة الأطفال كالعنف والسخرية من الناس وهى برامج تافهة تنفق فيها الملايين هباءً على السفر والطيران مبالغ مالية للضيوف، فهي بمثابة إسفاف على المشاهدين في شهر كريم من المفترض أن يتقرب الناس فيه الله وينفق على الفقرا ، وكثير من الضيوف يدرك حقيقته أنه مقلب مسبقا حتى يستطيع تمثيل الدور جيدا إلا إذا كان فنان بسيط عاوزين يضحكوا عليه شوية، لا يمكن منعها بالقوة والقهر وإنما يجب توعية الجمهور بخطورتها".
مواطنون: نستمتع بمشاهدتها
وقالت بسمة سمير، 26 عاما: "أفضل مشاهدة برامج المقالب فى شهر رمضان كبرامج ترفيهية بعد تعب الصيا ، كما أنها تكون مضحكة وتخفف من هموم الأيام، ورمضان يحب السهر والضحك والبرامج المثيرة ".
وأضافت كريمة محمود، 25 عاما: "بحب أشوف برنامج رامز جلال وهو بيعمل مقالب فى فنانين مشهورين، والبرنامج كله أكشن وإثارة وحاجة ممتعة وحاجة جديدة على القنوات بتاعتنا".
أما إيهاب عمارة، 28 عاما يقول "لا أفضل مشاهدتها لأن بها تكلف وتصنع مبالغ فيه وأراها غير مضحكة على الإطلاق".