شهدت العاصمة اللبنانية بيروت مساء اليوم تراجعا كبيرا وملحوظا في غضون
الساعات القليلة الماضية في حدة المواجهات وزخم الاحتجاجات التي كانت قد
بدأت منذ ظهر اليوم وطغى عليها طابع العنف الشديد والاشتباكات بين
المتظاهرين وعناصر القوى الأمنية.
وكان المتظاهرون في بيروت قد تمكنوا في غضون الساعات القليلة الماضية من
اقتحام مقار 3 وزارات هي الخارجية والاقتصاد والطاقة وكذلك مبنى جمعية
مصارف لبنان، في إطار الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية
والمعيشية وتداعيات الانفجار المدمر الذي لحق بالعاصمة يوم الثلاثاء الماضي
وللمطالبة باستقالة الحكومة الحالية.
وتحولت ميادين وشوارع وسط العاصمة اللبنانية إلى ساحة واسعة للكر والفر
والمواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، استُخدمت فيها الزجاجات
الحارقة والحجارة والمواد الصلبة من قبل تجمعات المحتجين، في حين ردت القوى
الأمنية بإطلاق القنابل المسيلة في محاولة لضبط الأوضاع وحمل المتظاهرين
على التفرق.
وانسحب المتظاهرون بشكل تدريجي مع حلول الظلام، لتتمكن القوى الأمنية
تؤازرها تشكيلات القوات المسلحة من بسط سيطرتها على الأرض بشكل لافت،
مستعينة بعديدها وعتادها، بعدما كان ميزان القوى يميل نحو المتظاهرين طيلة 5
ساعات متصلة شهدت اشتباكات ومواجهات بالغة الحدة والعنف.
وأصرت مجموعات محدودة من المتجمهرين على البقاء في شوارع وسط العاصمة،
وقام عدد منهم بمواصلة الاعتداء على عناصر القوى الأمنية، التي عملت على
تنظيم صفوفها والتقدم صوبهم وتمشيط الشوارع، مع إطلاق القنابل المسيلة
للدموع بين الحين والآخر في سبيل حملهم على التفرق.
كما تمكن ضباط وجنود الجيش اللبناني من إخراج المتظاهرين الذين اقتحموا
مقار وزارتي الطاقة والاقتصاد، إلى جانب خروج الجانب الأكبر من المتظاهرين
من مقر وزارة الخارجية من تلقاء أنفسهم، الأمر الذي تمكنت معه القوى
الأمنية والعسكرية من فرض طوق أمني حولها في سبيل استعادة السيطرة على مقر
الوزارة.