قال أسامة كمال،
وزير البترول الأسبق، إن الرئيس
عبد الفتاح السيسي في اجتماعه أمس مع الوزراء ناقش ملف تطوير الثروة المعدنية بهدف
وضع رؤية استراتيجية شاملة وتفعيل الإجراءات التي بدأتها وزارة البترول لتطوير هذا
القطاع، مضيفا إن مصر تمتلك كما ضخما من الثروات المعدنية سواء المحجرية أو
المنجمية.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هذه
الثروات منذ سنوات طويلة لم تحصل على الاهتمام اللازم، فكانت قيادات البترول تركز
فقط على توفير الوقود للمحطات كما أنهم كانوا يعاملون هذه الثروات كاتفاقيات البترول
وليس كاتفاقيات البحث والاستكشاف العالمية، ما جعل المستثمرين يحجمون عن
الاستثمار فيه.
وأوضح
أن قطاع الثروة المعدنية يحقق نحو 700 مليون جنيه بقيمة لا تتعدى 0.5% من إجمالي
الدخل القومي سنويا، في حين أنه يمكنه تحقيق 10 مليارات دولار سنويا، وبالتالي فهو
يحتاج إلى عناية ونظرة.
وأكد
أن الفترة الماضية شهدت أولا تعديل قانون الثورة المعدنية وصدرت له لائحة تنفيذية
بالقواعد المعمول بها عالميا، بأن تشغل مناطق الامتياز بنظام الإتاوة والضرائب
وليس بنظام اقتطاع الإنتاج أو الأرباح، وهو الأسلوب المتبع في العالم أجمع وهو ما
شجع المستثمرين للاستثمار، وثانيا تعيين نائب للوزير متخصص في الثروة المعدنية
للتفرغ لذلك لبدء إعداد خطة قومية للقطاع المعدني في مصر.
وأشار
إلى أنه اليوم تم طرح 13 منطقة جديدة بخلاف المناطق المطروحة سابقا في هذا القطاع، ما سيعطي دفعة قوية للثروة المعدنية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن هيئة الثروة
المعدنية المصرية كانت مصنفة الثانية عالميا بعد بريطانيا لكن الفترة منذ عام 1967
حتى وقت قريب تراجعت بسبب غياب البعثات الاستكشافية التي كانت تخرجها لإعداد
الخرائط بشأن الثروات المعدنية المتاحة وأماكن تواجدها وتقديرات حجمها.
ولفت
إلى عمليات البحث والاستكشاف هذه ضرورية لأنها تعطي دلائل بشأن توافر الثروات في
المناطق، لأن الاحتياطات الموجودة في الكثير من المناطق حاليا ليس لها خرائط
استكشافية وغير معروف أماكن تواجدها، ومن المهم لتطوير هذا القطاع عودة هيئة
الثروة المعدنية للمساحة الجيولوجية لإرسال بعثات استكشافية ضمن خطوات إعادة هيكلة
قطاع البترول مع النشاط التجاري عبر شركة قابضة.
ولفت
إلى أن هناك مجموعة من الخطوات لإعادة الهيكلة في قطاع البترول ستعلن قريبا، مؤكدا
أن مصر تمتلك مليارات من الأطنان من الخامات المنجمية والمحجرية التي يمكن أن تحقق
عائدات كبيرة مثل الطفلة والحجر الجيري والفوسفات والرمال البيضاء والسوداء يمكنها
أن تؤدي لطفرة مهمة الفترة المقبلة، بخلاف المعادن النفيسة كالذهب والفضة وما شابه.