أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء زيارة رسمية  إلى السودان يرافقه وفد رفيع المستوى، حيث ترأس مع نظيره السوداني عبدالله حمدوك، جلسة المباحثات الثنائية الرسمية الموسعة التي بحثت أطر ومقترحات التعاون بين البلدين الشقيقين في المرحلة المقبلة.

وأفاد بيان مشترك بأن المؤتمر جاء في إطار التواصل الأخوي والتشاور المستمر بين حكومتى جمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، انطلاقاً من الروابط الأزلية والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، وضم الوفد المصري وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والموارد المائية والري، والصحة والسكان، والتجارة والصناعة، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من الوزارات المعنية.

وتأتى هذه الزيارة المهمة رداً على الزيارة التى قام بها د. عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء، إلى جمهورية مصر العربية في سبتمبر 2019، وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين وتنشيط آليات التعاون الثنائي المشتركة، بحسب مجلس الوزراء المصري.

وجدد الدكتور مصطفى مدبولي التزام مصر الراسخ بدعم المرحلة الانتقالية في السودان، والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوداني في التقدم والازدهار وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، وأعرب عن تقديره للحكومة السودانية لحسن الاستقبال وكرم الضيافة.

تطوير العلاقات بين البلدين:

قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية أن لقاء رئيسي وزراء مصر والسودان سيكون له تأثير شديد الإيجابية على العلاقات الثنائية بين البلدين لافتة إلى أن اللقاء بمثابة عودة لتأمين العلاقات الثنائية بين مصر والسودان.

وأضافت "عمر"، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم" إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء تميزت بمشاركة وزراء لأهم القطاعات اللازمة لتحقيق التنمية في السودان الشقيق بالإضافة إلى مشاركة وزيرة الصحة، مما يعكس رغبة الحكومة المصرية في التعاون مع الحكومة الجديدة في السودان على تحقيق التنمية وتحقيق مصالح الشعب السوداني، وهذا في حد ذاته سيساعد على تعميق العلاقات المشتركة وتوثيقها.

وأكدت أن الزيارة على أعلى قدر من الأهمية إذ تهدف لتحقيق التنمية وإقامة مشروعات مشتركة بين البلدين بما يحقق مصالح لمصر والسودان وليس فقط السودان مشيرة إلى أن تلك الزيارة قد سبقتها زيارة رئيس جهاز المخابرات المصري وخلال كلا الزيارتين كانت مناقشة موضوع سد النهضة  لها الأولوية في المباحثات.

وأشارت إلى أنه من الواضح أن الموقف السوداني تغير تماما وأصبح "إيجابيا" ليس فقط حرصا على إرضاء مصر ولكن إيقانا أن ما تسعى له مصر في مصلحة السودان أيضا، فكلا البلدين دولتي مصب، لافتة إلى أن الحكومة السودانية السابقة لم تكن تراعي مصالح السودان وكانت لها انتماءات إيديولوجية تبعدها عن مصر وكان تركيزها على اتخاذ مواقف معادية بغض النظر عن مصالح الشعب السوداني.

دعم العلاقات بين البلدين:

أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن السودان تعد أكبر دولة في عدد الزيارات الرئاسية للرئيس السيسي، لافتا إلى أن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء للسودان جاءت بشكل أساسي لدعم العلاقات بين البلدين، والتأكيد على عمقها حيث تربطهما علاقات تاريخية ممتدة.

وشدد "بيومي" في تصريحات خاصة لـ" الهلال اليوم" على ضرورة عودة الزيارات الدورية بين المسئولين المصريين والسودانيين والتي من شأنها عودة العلاقات المصرية السودانية لسابق عهدها فيما قبل حكومة البشير والترابي ولدعم الحكومة السودانية قائلا "هناك أكثر من 4 ملايين سوداني يعيشون في مصر".

وأشار إلى أن جزء من المحادثات المصرية السودانية شمل تنسيق المواقف فيما يتعلق بالنيل الأزرق وموقف إثيوبيا مع تأكيد ضرورة وجود اتفاق عادل ومتوازن لتحقيق مصالح الدول المشتركة على النهر دون الإضرار بالمصالح كما تناولت الزيارة بحث سبل التعاون في النشاط التجاري والاستثمار والاقتصاد، والربط الكهربائي.