الوعي الشعبي كلمة السر لاستمرار نجاح مواجهة كورونا والوصول لصفر إصابات.. خبراء: قرارات الحكومة جاءت في توقيتها المناسب.. والالتزام بالإجراءات الاحترازية الأساس في استمرار تراجع الحالات
شدد أطباء على ضرورة التزام
المواطنين بتطبيق الإجراءات الاحترازية خلال الفترة المقبلة للحفاظ على التراجع في
معدل الإصابات بكورونا حتى الوصول إلى صفر إصابات، موضحين أن قرارات الحكومة بعودة
صلاة الجمعة والمتنزهات جاءت في توقيتها وأنه يجب الالتزام بكل الإجراءات
الاحترازية داخل دور العبادة.
كانت اللجنة العليا
لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، قد عقدت اجتماعا أمس برئاسة الدكتور مصطفى
مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ناقشت خلال الاستعدادات لمواجهة فصل الخريف والشتاء،
وتم التشديد على استمرار عمل مستشفيات العزل والحميات، وأقسام الطوارئ في
المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وحتى مستشفيات القوات
المسلحة، والاستمرار على ان تكون على أهبة الاستعداد لاستقبال ومعالجة أي حالات
مصابة بكورونا.
حيث تم اتخاذ مجموعة من القرارات، تضمن التوازن في التعامل مع ملف
كورونا، حيث تم الاتفاق على عودة صلاة الجمعة في المساجد والجوامع الكبرى اعتباراً
من يوم الجمعة 28 أغسطس الجاري، وذلك في المساجد المعين لها إمام وبها عاملون من
وزارة الأوقاف موجودون، بحيث سنطبق نفس الإجراءات الاحترازية التي تتم في الصلوات
العادية، مع التشديد على ان يكون الفترة الخاصة بالخطبة في حدود الدقائق العشر
وسيتم تطبيق كل الإجراءات الاحترازية التي تتم في الصلوات المعتادة، مع استمرار
غلق الزوايا والمساجد التي لا يسري عليها الضوابط والشروط، واستمرار منع إقامة أي
مناسبات في دور المناسبات لتظل مغلقة، مع استمرار غلق أماكن الوضوء بقدر الإمكان
لنحافظ على صحة المواطنين.
كما تم الاتفاق على استمرار غلق الشواطئ العامة المفتوحة، وذلك
لحين إشعار آخر، كما تم اتخاذ قرار آخر بالسماح بتطبيق نفس المعايير التي يتم
تطبيقها حالياً في المطاعم على الحدائق ودور الملاهي والمتنزهات التي لها أسوار
ويكون دخولها بتذاكر، مثل حدائق الحيوان أو حديقة المنتزه في مدينة الإسكندرية، أو
الملاهي وغيرها من الأماكن المفتوحة، حيث سيتم السماح بدخول أعداد محددة من
المترددين على مدار اليوم، وبنفس الشروط والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
الالتزام
بالإجراءات الاحترازية
وفي
هذا السياق، قال الدكتور محمود عبد المجيد، مدير مستشفى الصدر بالعباسية الأسبق، إن
القرارات التي أعلنت عنها الحكومة أمس مثل عودة صلاة الجمعة وفتح المتنزهات، تلازم
معها التشديد على اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، حتى مع تراجع الإصابات
بالفيروس خلال الأيام الماضية بشكل ملحوظ.
وأضاف
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإصابات بالفعل تراجعت خلال الأسابيع القليلة
الماضية وتراجعت شدة وشراسة الإصابة، لكن العدوى لا تزال موجودة وخاصة بين الشباب لأنهم
الأكثر في عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مضيفا أن كل إجراءات إعادة الفتح التدريجي
التي بدأتها الدولة منذ يونيو الماضي تشترط الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأشار
إلى أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل التباعد والوضوء في المنزل قبل الذهاب للمسجد
وإحضار سجادة الصلاة الشخصية، كلها إجراءات مهمة وصحية ويجب على المواطنين الالتزام
بها، مؤكدا أن الحفاظ على تراجع الإصابات بالفيروس الفترة المقبلة الأساس فيه الالتزام
بالإجراءات الاحترازية، مع اعتبار أن هذه العادات أمور عادية، كما يجب الحفاظ على ارتداء
الكمامات في الأماكن المغلقة بشكل خاص.
وأكد
أن فيروس كورونا أضاف للثقافة الشخصية العديد من العادات الإيجابية من المهم تعزيزها
واستمرارها، خلال الفترة المقبلة حتى بعد انتهاء الوباء، منها البعد عن العادات السيئة
مثل التقبيل والعناق عند اللقاء، فهي ليست دليلًا على الود كما أنها مضرة للصحة، فمن
المهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي لتجنب نقل أي عدوى.
وشدد مدير مستشفى الصدر بالعباسية الأسبق، على أنه حتى
لو كان ارتداء الكمامة أمر متعب ومرهق، لكنه ضروري للأشخاص المصابين بأي عدوى تنفسية
أو صدرية أو أعراض مثل الكحة والعطس وخاصة في الأماكن المغلقة، وهو أمر يجب الحفاظ
عليه حتى بعد انتهاء الوباء، وكذلك التخلي عن عادات التدخين واستمرار الالتزام بالنظافة
الشخصية والتطهير، موضحا أن كورونا كشفت أيضا أنه يمكن التوسع في العمل من المنزل والتعلم
عن بعد.
قرارات
الحكومة في توقيتها
ومن
جانبه، قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين وأمراض الصدر، إن قرارات
الحكومة بإعادة فتح المتنزهات والحدائق وعودة صلاة الجمعة مع غلق الشواطئ العامة، جاءت
في توقيتها الصحيح، حيث كان الجميع في انتظارها منذ فترة طويلة بعد عودة معظم الأنشطة
والصلاة في يونيو الماضي.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا القرار سيؤدي لراحة المواطنين الذين كانوا
ينتظرون هذه الخطوة، لكن يجب الحذر من اعتبار هذه القرارات كأن فيروس كورونا انتهى،
مشيرًا إلى أن تراجع الإصابات خلال الفترة المقبلة لا يعني انتهاء المرض، مضيفًا أننا
نجحنا حتى الآن في السيطرة على الفيروس لكنه لا يزال موجودا.
وشدد
على ضرورة الحفاظ على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي والنظافة
الشخصية وتطهير وتعقيم الأسطح والتهوية الجيدة، مع تطبيق الضوابط التي حددتها الحكومة
لعودة صلاة الجمعة والجماعة مثل إحضار سجادة الصلاة الشخصية وارتداء الكمامات وتقليل
مدة الخطبة.
وأكد
أننا نأمل ألا تحدث موجة ثانية للفيروس، كما حدث في بعض الدول الأخرى بعد تراجع الإصابات
بها، لأن اقتصاد الدولة والأفراد لن يتحمل العودة مرة أخرى للغلق، مشددا على ضرورة
الوعي بأن كورونا لم ينته بعد، فالتحدي الوحيد أمامنا الفترة المقبلة للحفاظ على تراجع
الإصابات هو الوعي الشعبي واستمرار الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.
وأوضح
أن الوصول إلى صفر إصابات بالفيروس أمر ليس بعيدا، فنحن الآن في مستوى أقل من مائتي
إصابة منذ عدة أيام، ونأمل أن تتراجع الإصابات الأيام القليلة المقبلة عن حاجز المائة
إصابة يوميا كخطوة لتسجيل صفر إصابات كما حدث في العديد من الدول.
استجابة
المواطنين
فيما
قال الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن عودة الحياة لطبيعتها في ظل
فيروس كورونا أو ما يعرف باسم "التعايش مع كورونا" مع الالتزام بالإجراءات
الاحترازية هو أمر تطبقه مختلف دول العالم، وفي هذا الإطار جاءت قرارات الحكومة بإعادة
الفتح التدريجي للأنشطة والخدمات وعودة صلوات الجماعة حتى القرارات الأخيرة، أمس، بعودة
صلاة الجمعة وفتح المتنزهات.
وأوضح
مرشد، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أنه يجب على المواطنين أن
يأخذوا احتياطاتهم في الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات، موضحا أن الدور على المواطنين وليس الحكومة؛ لأن
الحكومة أدت ولا تزال تحاول أن تؤدي المطلوب منها على قدر استطاعتها، لكن لابد من تحقيق
استجابة أكبر من المواطنين.
وأضاف
مرشد إنه في العالم أجمع كل البلاد التي التزمت بالتباعد والكمامة نجحت إلى قدر كبير
في تخطي الفيروس، أما البلاد غير الملتزمة تفشى فيها المرض بشكل خطير، مؤكدًا أن مصر
استطاعت عبور الفترة الماضية بدون انهيار أو فشل المنظومة الصحية في التعامل مع الإصابات
وبدون مضاعفات خطيرة كما حدث في العديد من الدول.
وأشار
إلى أن حدة الوباء انكسرت بالفعل لكن لا يزال الانتشار كبيرًا، وهناك مخاوف من تزايد
انتشاره مع بداية الشتاء المقبل، وهناك استعدادات لاحتمالات الموجة الثانية؛ لأنه لا
تزال هناك إصابات واحتمالات العدوى قائمة، فلابد من التباعد وارتداء الكمامات وتطبيق
كل الإجراءات الاحترازية.
وأكد
عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن كل الإجراءات الاحترازية والتباعد والكمامات مؤقتة
لحين اكتشاف لقاح ضد كورونا، ومن ثم انتهاء خطورة هذا المرض ليصبح مثل: "الإنفلونزا
الموسمية"، موضحا أن احتمالات الموجة الثانية تزداد مع بدايات فصل الشتاء، ويجب
الحفاظ على أقصى درجات الالتزام لحين انتهاء هذا الفيروس.
إجراءات
احترازية ضرورية
وقال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية
المصرية للحساسية والمناعة، إن الدولة المصرية نجحت في الاقتراب من احتواء فيروس كورونا
حيث تتراجع معدلات الإصابة يوميا بعد تسجيل أعلى معدل إصابات يومية في 19 يونيو الماضي
بواقع 1774 لتتراجع الإصابات تدريجيا حتى الوصول لأقل من 200 إصابة منذ بداية أغسطس
ما يبشر ببداية انحسار الفيروس ربما بنهاية سبتمبر.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن القيادة السياسية اهتمت مبكرا بمكافحة الفيروس وتشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية،
موضحا أنه في الفترة الماضية كان هناك التزام واضح من المواطنين بارتداء الكمامات سواء
القماشية أو الطبية، كما أن بروتوكولات العلاج المصرية نجحت في رفع نسبة التعافي والشفاء
من الفيروس ما ساهم في تراجع الإصابات.
وأكد أنه بالتزامن مع قرارات الحكومة
لعودة صلاة الجمعة وفتح الحدائق والمتنزهات فيجب اتباع العديد من الإجراءات لمنع ظهور
الوباء في دور العبادة منها مراعاة المتابعة والرقابة لتنفيذ الإجراءات الاحترازية
ومنع الازدحام داخل وخارج دور العبادة، مع التزام ذوى الأمراض المزمنة والمسنين بالبقاء
بالمنزل لحين استقرار الحالة الصحية.
وشدد على ضرورة عدم الذهاب لدور العبادة
فى حالات ارتفاع درجة الحرارة وأى أعرض نزلات البرد أو الإنفلونزا والسعال وفقدان الشم
أو التذوق أو حدوث قئ أو إسهال، مع التأكيد على التباعد بين المصلين، وفتح المساجد
بوقت كاف قبل ميعاد الصلاة للحد من التكدس وعدم الدخول إلا بالكمامة وجلب سجادة صلاة
شخصية لكل فرد وعدم تبادلها أو مشاركتها مع آخرين والوضوء بالمنزل.
وأوضح أن معركة كورونا لم تنته بعد
ومازال الفيروس يعصف منتشرا بمائتى دولة وهناك إصابات تسجل به في مصر يوميا والاستهتار
بالفيروس، وعدم تطبيق التدابير الوقائية يؤدي لتصاعد منحنى الإصابات وتسارع وتيرة العدوى،
مؤكدا أن الكرة لا تزال في ملعب المواطن وعلينا التعلم من السيناريوهات المختلفة للدول
والاقتداء بالدول التى نجحت فى قهر الفيروس كالصين.
وشدد على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعى
قدر الإمكان وغسل الأيدي بالماء والصابون كثيرًا وارتداء الكمامات والاهتمام بالتغذية
الصحية وتقوية المناعة، مؤكدا أن هذه هي أهم الارشادات التي يمكن اتباعها خلال الفترة
المقبلة للوصول إلى صفر إصابات بكورونا.
وأشار إلى أن أهم أسباب الموجة الثانية
لوباء أى فيروس تنفسي بما فيها كورونا هو دخول حالات جديدة مصابة بالفيروس من خارج
حدود البلاد واختفاء التباعد الجتماعى وحدوث طفرة جينية في الفيروس تجعله يتغلب على
المناعة البشرية أو يخدعها فلا تتعرف عليه
وقد حدث ذلك فى جائحة الانفلونزا الأسبانية سنة 1918، أو عدوى فئات أخرى من
المجتمع ليس لديها مناعة ضد الفيروس لم تتعرض له فى الموجة الأولى.