أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن لبنان لم يعد يمتلك المزيد من الوقت لإضاعته في المناورات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة والمغامرة بالبلاد لتحقيق مكاسب، مشددا على أن مثل هذه الأمور تهدد ما تبقى من استقرار سياسي واقتصادي ومالي.

وقال بري – في كلمة له اليوم بمناسبة حلول ذكرى اختفاء المرجع الشيعي البارز موسى الصدر واثنين من رفاقه في ليبيا في شهر أغسطس عام 1978 – إنه لم يعد هناك فائضا من ثقة المواطن وثقة المجتمع الدولي، بالدولة اللبنانية وسلطاتها وأدورها، وأن الاستقرار الأمني في لبنان بدأ في الاهتزاز.

وحذر بري من خطورة الاستمرار في "الأداء والسلوك السياسي غير المسئول".. لافتا إلى أن هذه التصرفات تمثل أرضا خصبة لإعادة إنتاج الفوضى والإرهاب الذي يتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان والعبث بالوحدة والسلم الأهلي.

وأضاف: "الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج إنما من الداخل. إذا كان الفساد والإهمال والاستهتار أسبابا مباشرة لكل الأزمات التي نعاني منها في لبنان، ومنها الانفجار الذي كاد أن يزيل العاصمة عن الوجود، فإن الاستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسئولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي".

وشدد على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، بحيث تكون قوية وجامعة للكفاءات، وتمتلك برنامجا إنقاذيا وإصلاحيا محددا بفترة زمنية توازي بين إعادة الإعمار لما تهدم في بيروت والقيام بالإصلاحات الضرورية.

ودعا بري كافة القوى السياسية في لبنان، سواء من المعارضة أو الموالاة وغيرهم من أبناء الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 17 أكتوبر الماضي، إلى حوار تحت سقف المؤسسات الدستورية حول مفهوم الدولة المدنية، وصياغة قانون انتخابي لمجلس النواب خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس للشيوخ وتعزيز استقلال القضاء وتطويره.