تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناولا خلاله تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية، وقد الرئيس على دعم مصر لأية خطوات من شأنها إحلال السلام بالمنطقة بما يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح إقامة دولته المستقلة ويوفر الأمن الإسرائيلي، مثمناً الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة باعتباره خطوة في هذا الاتجاه.

وأكد الرئيس السيسي على أهمية عدم إقدام الجانب الإسرائيلي على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تقوض من فرص إحلال السلام، خاصةً الامتناع عن ضم أراض فلسطينية، وذلك بهدف إتاحة المجال لتضافر الجهود بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتحريك الجمود الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية، والدفع باتجاه استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة.

كما أكد على أهمية الالتزام بتفاهمات التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فيما يتعلق بقطاع غزة في ضوء جهود مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين.

دور مصر القيادي في المنطقة

قال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية الذي أكده الرئيس السيسي خلال الاتصال الذي تلقاه من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ليس بجديد على مصر منذ عام 1948 وحتى القمة الثلاثية التي جرت مؤخرا بين مصر والعراق والأردن، والذي أكدت خلالها مصر الموقع الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ودعم قيام دولتها والحفظ على وحدة وأرواح الفلسطينيين، ورفض سياسة الاستيطان، وضم الأراضي العربية بالقوة.

وأكد الشهابي في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية يعد نقطة الضوء الوحيدة في المنطقة والذي يدعم بقوة موقف الأشقاء الفلسطينيين للحفاظ على حقوقهم المشروعة.

وأضاف إن مصر شددت على ضرورة عدم قيام اسرائيل بأي إجراءات أحادية الجانب تعيق إقامة الدولة الفلسطينية وتضر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومن بينها لامتناع عن ضم أي أراضي فلسطينية .

وأوضح الشهابي أن السياسات الواضحة تجاه القضية الفلسطينية تؤكد دور مصر القيادي في محيطها العربي وفي المنطقة والذي يعمل على حل جميع القضايا والأزمات العالقة بين دول وشعوب المنطقة .

ولفت إلى أن مصر على مدار التاريخ قدمت كل ما هو غال ونفيس لدعم فلسطين، حيث قدمت ما يزيد عن 100 ألف شهيد، ومئات الآلاف من المصابين دفاعا عن فلسطين وحقها المشروع تاريخيا .

وأشار إلى أنه في ظل ما نجده من دور مصري يعد دعما حقيقيا للقضية الفلسطينية على أرض الواقع، نجد بعض الدول مثل قطر وتركيا يتغنيان دائما بنصرة ودعم القضية الفلسطينية دون وجود أي دور حقيقي على الأرض، مؤكدا أن قطر وتركيا يرتبطان بعلاقات معلنة بإسرائيل وبريطانيا التي رسخت لمعاني ومفاهيم الاستعمار.

دعم الحقوق الفلسطينية

وقال الدكتور هشام عناني رئيس حزب المستقلين الجدد، إن تأكيد الرئيس السيسي خلال الاتصال الذي جمعه ورئيس الوزراء الإسرائيلي على دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة يؤكد ثبات الموقف المصري التاريخي الداعم للشعب الفلسطيني، مضيفا إن الرئيس السيسي يولي الملف الفلسطيني اهتماما خاصا في ظل السياسة المصرية الخارجية التي دائما ما تدعم وتعضد من مواقف الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

وأضاف عناني في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن مصر تؤمن بأن الملف الفلسطيني يعد أحد محددات أمنها القومي، مؤكدا أن القضية الفلسطينية أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، خلال الخمسين سنة الماضية.

وأشار إلى أن مصر دائما ما تؤكد على ذلك خلال وجودها فى الاجتماعات والمحافل الدولية والتي كان آخرها القمة الثلاثية التي عقدت بين مصر والأردن والعراق، حرصها على دعم القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على أن الموقف المصري واضح أمام العالم في ما يخص القضية الفلسطينية والنزاع الإسرائيلي، والذي يقوم على التأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية

وأكد رئيس حزب المستقلين الجدد، أن الرئيس السيسي أرسى قاعدة مهمة منذ اليوم الأول لتوليه حكم مصر تقوم على دعم وحدة وسلامة جميع الشعوب العربية، وفي المقدمة منها فلسطين، مع الالتزام بعد التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة.

تحقيق السلام الشامل في المنطقة

أكد تيسير مطر رئيس حزب إرادة جيل، والأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، أن الرئيس السيسي لديه بُعد نظر في ما يتعلق بالسياسة الخارجية لمصر والتعامل مع الملفات الشائكة، مضيفا إن تأكيد الرئيس السيسي على مواصلة جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تثبت مراعاته للعلاقات الطيبة مع جميع دول الجوار، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة .

وألمح مطر، إلى أن الاتصال الذي جري بين الرئيس ورئيس الوزراء الإسرائيلي يحمل دلالة هامة بشأن حرص "نتنياهو" على الاتصال بالرئيس السيسي والتشاور معه بشأن قضايا المنطقة، رغم ما تجده إسرائيل من دعم الدول العظمي في العالم، متابعا : اتصال نتنياهو يدل على حرصه على التشاور مع كبير المنطقة في الشرق الأوسط"

وأوضح مطر في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الاتصال الذي جري بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وضع النقاط على الحروف بما يخص حرص مصر الدائم ووقوفها التاريخي بجانب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن رسالة مصر كانت واضحة من خلال التأكيد على الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية، تأتي في مقدمة أولويات الأمن القومي المصري.

وأشار إلى أن مصر لها باع طويل وخبرة كبيرة في التعامل مع الجانب الإسرائيلي من خلال مفاوضات السلام التي خاضتها مصر عبر عقود طويلة لاستردادا حقوقها، ونصرةً للقضية الفلسطينية، التي تعتبر مصر المدافع الأول عنها باعتراف الفلسطينيين أنفسهم، مضيفا إن ذلك انعكس من خلال تأكيد الرئيس السيسي على رفض مصر لأي إجراء أحادي يمس أمن وسلامة الفلسطينيين أو ينتقص من الحقوق المشروعة للقضية الفلسطينية.

وأردف مطر، كذلك تجلي ذلك الحرص من خلال تأكيدات الرئيس السيسي على ضرورة إحياء ملف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال العودة إلي المرجعيات الدولية الحاكمة لعملية السلام.