رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فريق ترامب يختبر حدود وسائل التواصل قبيل الانتخابات

5-9-2020 | 20:31


انتشرت في الأسابيع الأخيرة ثلاثة تسجيلات مصوّرة حذّر أحدها "لن تكونوا في مأمن" في الولايات المتحدة إذا حكم جو بايدن، وأظهر آخر نائب الرئيس الأسبق "نائماً" خلال مقابلة تلفزيونية، بينما صوّره الثالث "مختبئاً" وحده في طابق منزله السفلي.


وتم تداول هذه التسجيلات المصورة على حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه في مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يسعى سيد البيت الأبيض الحالي لتقليص الفارق بينه وبين خصمه الديموقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي.


وأشارت مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة والجهات المعنية بتقصي الحقائق إلى أن التسجيلات كاذبة أو تم التلاعب بمضامينها، وعلى الرغم من أن الحملات السلبية لطالما كانت سلاحاً في الساحة السياسية الأمريكية، إلا أن الاستخدام المفتوح لصور تم تحويرها رقمياً من قبل ترامب وغيره من المرشحين في 2020 أثار قلق شركات التكنولوجيا العملاقة.


وشن موقع تويتر حملة على هذه الظاهرة إذ أزال أو وضع إشارات على عدد من تغريدات الرئيس، وأعلن فيس بوك، الذي تحدث عن خطر وقوع اضطرابات مدنية، أول أمس الخميس أنه لن يسمح بنشر إعلانات سياسية على منصته في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية التي تسبق اقتراع 3 نوفمبر المقبل.


وتبقى الكثير من الأسئلة بشأن إن كان هذا النوع من الرسائل، التي تصبح مهمة توقيفها مستحيلة فور تداولها بشكل واسع، يؤثر فعلاً على الناخبين، لكن مما لا شك فيه هو أنه تم تجاوز خط ما.


وقال الأستاذ المساعد في قسم الإعلام والعلاقات العامة لدى جامعة جورج واشنطن إيثان بورتر "لطالما كان هناك تقليد في السياسة قائم على عرض السياسيين المتنافسين أقوال أو معتقدات خصومهم بشكل معدّل، أليس كذلك؟ هذا جزء من السياسة"، وأضاف "في المقابل، يدير فريق ترامب حملة منفصلة تماماً عن الواقع بطرق غير مسبوقة تقريباً في التاريخ السياسي الأمريكي.


ولم تواجه حملة بايدن الكم نفسه من الانتقادات التي وجهت لحملة ترامب، لكن هل يمكن أن يكون الاستعداد للتلاعب بدعايات سياسية وتسجيلات مصورة تحظى بهذه الدرجة من المشاهدة، استراتيجية مثمرة؟.


كما لم يتغيّر المعدل في استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" كثيراً بعد مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كثّف ترامب خلاله هجماته على بايدن، المتقدم بسبع نقاط على الصعيد الوطني، لكن الصورة لا تزال غير واضحة في الولايات المتأرجحة (أي التي يمكن أن تغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديموقراطيين من انتخابات لأخرى).


وبدورها، أشارت الأستاذة المساعدة لدى "كلية هاسمان للصحافة والإعلام" في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل شانون ماكجريجور إلى أنه "استُخدم المضمون الإعلامي الذي تم التلاعب به بمعظم الحالات من قبل فريق حملة ترامب في محاولة للحصول على ما يمكن وصفه بأدلة تبدو ملموسة على مزاعمهم، ويعود ذلك إلى عدم وجود أدلة حقيقية".


وتم اللجوء إلى نهج مشابه في 2016، لكن التكنولوجيا جعلت من عمليات التلاعب أمراً أكثر سهولة وتطوراً، واتّهم فريق ترامب شركات التكنولوجيا بازدواج المعايير بشأن التسجيلات المرتبطة ببايدن.


وقالت نائبة السكرتير الصحافي الوطني لحملة ترامب سامانثا زاجر إن "شركات التكنولوجيا الكبرى في جيبة جو بايدن لكن النخب الليبرالية في سيليكون فالي منحازة بشكل صارخ عندما يتعلّق الأمر بتعريفها للإعلام الذي تم التلاعب فيه".


ولكن ماكجريجور التي تدرس دور وسائل التواصل الاجتماعي في العمليات السياسية، قالت إنه "بدلاً من أن يكون الهدف جذب الدوائر الانتخابية المختلفة، يبدو الخطاب مثيراً للاستقطاب ويبحث عن قاعدة ترامب المؤيدة ويحاول تحفيزها على التصويت".


وعلى سبيل المثال، قال نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور في منشور على فيس بوك في 30 أغسطس الماضي بعد مقتل أرون دانيلسون (39 عاماً) بإطلاق النار عليه في بورتلاند "تحذير، رعب: أنتيفا (حركة يسارية مناهضة للفاشية) تستهدف وتعدم أحد أنصار ترامب"، أرفقه بتسجيل مصور حظي بأكثر من 780 ألف مشاهدة ونحو 50 ألف إعجاب.


وجاء العنف في بورتلاند قبل وقت قصير من إعلان رئيس فيسبوك مارك زاكربرج القيود على الإعلانات السياسية، مشيراً إلى أن المعلومات المضللة بشأن التصويت عبر البريد والقلق حيال التأخر في فرز الأصوات يعني أن انتخابات 2020 لن تكون تقليدية.


وقال بورتر إن فريق ترامب مقتنع بأن استراتيجيته رابحة، وأوضح "يعتقدون أن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي واستراتيجيتهم في 2016 كانا وراء فوزهم في الانتخابات".


وأضاف "لا أريد قول إنه لن يفوز، لكن إذا فاز فعلاً لا أتخيل بأن هذا سيكون بين أهم الأسباب أو الأكثر ترجيحاً"، مشدداً على أن تقصي الحقائق أو المعلومات الكاذبة لا تجدي نفعاً.
ويشير سايرس كرون، الذي أدار الحملة الرقمية للجنة الوطنية الجمهورية قبيل انتخابات 2008، إلى أنه "لا يبدو أن الفارق يتقلص بين المرشحين في اقتراع العام الجاري، وهو أمر يمكن إرجاعه إلى عامل الخوف الذي تخلقه الإنترنت".
وأكد وجود "مجموعات يسارية ترغب بأن يتم انتخاب نائب الرئيس السابق تستخدم نفس التكتيكات التي يلجأ إليها فريق حملة ترامب".