رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يغيّران بنية الدماغ

8-9-2020 | 20:25


يُعتقد "عموما" أن ارتفاع ضغط الدم والسكري النوع 2، يؤثران على الجسم، ولكن ورقة بحثية جديدة تقدم أدلة على أنهما يمكن أن يؤثران أيضا على أذهاننا بطرق خفية.


وقالت ميشيل فيلدسمان، عالمة الأعصاب بجامعة أكسفورد، لموقع "ساينس ألرت": "وجدنا أن ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري على وجه الخصوص لهما تأثير ضار على سرعة التفكير والذاكرة. ومع ارتفاع ضغط الدم، تسوء سرعة التفكير والذاكرة".


وتُعرف الأمراض أو نمط الحياة والعوامل الوراثية الأخرى، التي تؤثر على إمداد الدماغ بالدم، بعوامل الخطر الوعائية الدماغية.


ونحن نعلم بالفعل أن عوامل الخطر هذه تزيد من احتمالية إصابة كبار السن بالخرف، ولكن البحث الجديد شمل مجموعة أصغر سنا، واستخدم قياسات أكثر دقة لتحديد كيفية تأثر الدماغ من حيث الذاكرة وسرعة التفكير.


وحلل فريق البحث فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي لأكثر من 22000 مشارك في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، بحثا عن التغيرات في المادة الرمادية في الدماغ ومسارات المادة البيضاء، بالإضافة إلى تسجيل البيانات السريرية والديموغرافية والمعرفية للمتطوعين.


وأوضحت فيلدسمان: "يتكون الدماغ من شبكات تربط مناطق مختلفة وتعمل معا لتنسيق تفكيرك - وتتواصل هذه المناطق عبر مسارات المادة البيضاء. ووجدنا أن حجم الدماغ في الشبكة الأمامية الجدارية، وسلامة وصلات المادة البيضاء بين المناطق، تتأثر بعوامل الخطر التي تؤثر على إمدادات الدم في الدماغ".


وقام الفريق بمطابقة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي مع البيانات المعرفية والسريرية، ووجدوا أنه لدى المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 44 و70 عاما، ارتبط ارتفاع ضغط الدم بانخفاض الأداء الإدراكي. ومن المثير للاهتمام أن كبار السن (الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما) لم يظهروا التأثير نفسه.


وعلى الرغم من أن 5% فقط من المشاركين في الدراسة لديهم تشخيص مرض السكري النوع الثاني، إلا أن هذه الحالة تنبأت أيضا بوظيفة تنفيذية أقل.


ويؤكد الباحثون أن هذا الفقد العقلي ضئيل للغاية: انخفاض طفيف في سرعة التفكير والذاكرة، ولكن ليس مثل الفقد العقلي الصارخ الذي يعاني منه الخرف. ولكن حقيقة أنه يمكننا اكتشاف هذا الانخفاض، تعني أن أدمغة المشاركين تتغير بالفعل، وقد يؤدي إلى نتائج أسوأ مع تقدم العمر.


وقالت فيلدسمان: "كانت التغييرات طفيفة، وربما لم تكن شيئا ستلاحظه في الحياة اليومية. وكن الأهم من ذلك، يمكننا اكتشافها وهي مرتبطة بأضرار طفيفة في الدماغ تحدث بالفعل في منتصف العمر. لذا، من المهم وقف هذا الضرر في أقرب وقت ممكن لمنع المزيد من التدهور".