تعاون مصري فرنسي لردع التجاوزات التركية.. سياسيون: هناك ممارسات خبيثة تهدد الاستقرار العربي والأوروبي.. وباريس تقود تحركات قوية لحصار انتهاكات أنقرة.. ومصر تملك سياسة واضحة بالأزمة الليبية
أشاد سياسيون بالتعاون المصري الأوروبي
لمواجهة المخاطر التي تحاصر المنطقة العربية وتهدد الاستقرار الأوروبي في ظل
التحركات التركية الخبيثة والأطماع البارزة لها فينهب خيرات ليبيا والأمة العربية
من خلال نشر الإرهاب وزعزعة الاستقرار.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء
الجمعة، اتصالاً هاتفياً من إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية
السفير بسام راضي، بأن الاتصال تناول التباحث حول عدد من الملفات ذات الاهتمام
المشترك بين مصر وفرنسا، وتبادل الرؤى بشأن آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، وكذلك
مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين الجانبين على كافة الأصعدة.
وتم خلال الاتصال، التأكيد على اتساق
المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، مع رفض ممارسات
التصعيد التي تمس مصالح دول الإقليم، وأن تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة يمثل
أولوية تستدعي التنسيق والتكاتف بين مصر وفرنسا.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية؛ تم التأكيد
على موقف البلدين الثابت من دعم مسار الحل السياسي للقضية بعيداً عن التدخلات
الخارجية والميلشيات المسلحة، مع الترحيب بأية خطوات إيجابية في إطار الجهود
الدولية البناءة التي تسعى إلى التهدئة والتسوية السلمية في ليبيا، بما فيها مبادرة
"إعلان القاهرة" والتي تأتي اتساقاً مع مسار برلين.
كما توافق الجانبان على أهمية تكثيف
التنسيق بين البلدين لدعم ومساندة لبنان حكومةً وشعباً بكل السبل الممكنة لتجاوز
تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت، ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية
والسياسية التي يمر بها حفاظاً على استقراره وسيادته ووحدته.
وعلى صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط،
تم التوافق على ضرورة دفع العمل الدولي نحو استئناف المفاوضات بين الجانبين
الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وفق
المرجعيات الدولية على نحو يفتح آفاق الاستقرار والازدهار لكافة شعوب المنطقة.
ردع التجاوزات والأطماع التركية:
قالت النائبة
داليا يوسف، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن الانتهاكات التركية في
منطقة المتوسط وليبيا تمثل تهديدا مباشرا لكل من مصر والوطن العربي وأوروبا، بسبب
أطماعها البارزة وتحركاتها الخبيثة، فضلا عن نقل العناصر الإرهابية والمقاتلين
الأجانب إلى ليبيا بما يفتح باب الهجرة والانتقال إلى أوروبا، فضلا عن الضغط على
الغرب باللاجئين عن طريق حدود اليونان.
وأكدت عضو لجنة
الشئون الخارجية بمجلس النواب لـ"الهلال اليوم" أن من أهم الركائز
الأساسية في السياسة الخارجية المصرية هي عدم وجود أطماع خارجية لبلادنا بل يكون
تعاونها على أساس رؤية واضحة وتعاون بناء وقوي لحماية مصالحها ونطاقها الإقليمي.
وأشارت
"يوسف" إلى أن السياسات الخارجية التركية داخل الإقليم العربي لها أطماع
سياسية وجغرافية غير معلن عنها، مما يجعل التعاون "الفرنسي المصري"
ضرورة لردع الانتهاكات التركية، فضلا عن مواجهة المخاطر والتحرك المريب لأنقرة بما
يجعل هناك مصلحة مشتركة لحماية أمن أوروبا ومصر.
وأشارت إلى أن
الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس السيسي أمس الجمعة
تناول التعاون المصري الأوروبي لردع التحركات التركية، ووقف دخول الكيانات
الإرهابية والمقاتلين السوريين إلى ليبيا، والتي تنقلهم أنقرة ، بجانب التصدي
للأطماع التركية للاستلاء على المنابع الطبيعية في ليبيا، وما يشكل ذلك من عواقب
وخيمة على تغيير المناخ العربي، مؤكدة أن التحركات الفرنسية قوية في الإقليم
العربي، وبرز ذلك في دعم ومساندة الشعب اللبناني عقب فاجعة بيروت فضلا عن حماية
مصالحها.
نقطة ضوء:
ومن جانبه، قال ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل، إن
الجهود المصرية الفرنسية لاحتواء ما يحدث فى ليبيا تمثل نقطة ضوء شديدة فى الظلمة
الحالكة بليبيا الشقيقة، الذي يتطلع شعبها العربى إلى تبديد الظلام الذى يحيط
ببلادهم.
وأضاف رئيس حزب
الجيل لـ"الهلال اليوم" أن توافق مصر وفرنسا حول الملف الليبي الداعم
لمسار الحل السياسي، للقضية بعيداً عن “التدخلات الخارجية والميليشيات المسلحة”.
وتابع رئيس حزب
الجيل، أن مصر وفرنسا يرحبان بأية خطوات إيجابية في إطار الجهود الدولية البناءة
التي تسعى إلى التهدئة والتسوية السلمية في ليبيا، بما فيها مبادرة “إعلان
القاهرة” والتي تأتي اتساقاً مع مسار برلين.
وأكد رئيس حزب
الجيل، أن التعاون المصرى الفرنسى قادر "لو أخلصت نوايا مجموعة طرابلس
السياسية بمليشاتها" على حل القضية الليبية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية
ووحدة التراب الوطني الليبى.
وشدد
"الشهابي" على أن اتفاق الرؤية الفرنسية مع الرؤية المصرية فى القضايا
المختلفة المؤثرة على الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط مهم جدًا لنشر الأمن
والآمان والحفاظ على الدولة الوطنية.
وأضاف الشهابي،
أن الرئيسين السيسي وماكرون خلال الاتصال الذي تم بينهما أمس، أكدا على رفض
ممارسات التصعيد التي تمس مصالح دول الإقليم، وأن تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة
يمثل أولوية اولى للبلدين الصديقين تستدعي
التنسيق والتكاتف بينهما.
تعزيز التعاون العربي الأوروبي:
شددت النائبة
آمنة نصير عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، على أهمية التعاون العربي
الأوروبي لوقف الممارسات التركية في الأقليم العربي وليبيا ما يشكل خطر واضحا على
الأمتين، فتركيا تستخدم العناصر الإرهابية والمهاجرين للضغط على أوروبا ونشر
الإرهاب في المنطقة لزعزعة أمن واستقرارها من أجل الانقضاض على ثرواتها المختلفة.
وقالت عضو لجنة
الشئون الخارجية بمجلس النواب لـ"الهلال اليوم" إن الرئيس السيسي صاحب
رؤية سياسية واضحة ظهرت بقوة في الملفات الخارجية خلال السنوات التي تولى فيها
زمام الأمور في البلاد، وسط محاولات لجر مصر إلى ساحات الفتن والقتال إلا أن
القيادة الحكيمة أحبطت كل ذلك، مشيرة إلى أن مصر تتعاون مع فرنسا من أجل مصالح
مشتركة في حماية الأقليم العربي ومنع المخاطر والإرهاب العابر للحدود عن أوروبا.
وأوضحت
"نصير" أن الاتصال بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين والتوافق حول الرؤى المشتركة بشأن
مواجهة خطر الإرهاب العابر للحدود ووقف الممارسات التركية وردع أطماعها وإحباط
مخططها لزعزعة المنطقة ونشر الإرهاب في أوروبا والمنطقة العربية.