فى وقت تجتاح فيه حرائق الغابات ولايات الساحل الغربى الأمريكي، انتقد
مسؤولون كبار الرئيس دونالد ترامب على التهاون إزاء هذه الحالة، واتهموه بإنكار أن
سببها يعود إلى التغير المناخي.
وقال ترامب فى تجمع انتخابى فى نيفادا: "لم يشهدوا على الإطلاق مثيلا
لذلك.. الرجاء تذكروا كلمتين بسيطتين جدا، هما: إدارة الغابات".
ورد رئيس بلدية لوس أنجلوس إريك غارسيتى على ترامب بالقول: "إنه
التغير المناخي، وهذه إدارة تدفن رأسها فى الرمال.. كل من يقيم فى كاليفورنيا شعر
بالإهانة جراء ذلك.. تحدث إلى رجال الإطفاء إن كنت تعتقد أن التغير المناخى ليس
حقيقيا.. نحن بحاجة إلى تحرك حقيقي. علينا أن نخفض انبعاثاتنا من الكربون وعلينا
أن نحرص على حسن إدارة المياه. ليس للأمر علاقة بإدارة الغابات أو جرفها".
ووصف حاكم ولاية واشنطن جاى إنسلى الحالة بـ"المروعة"، وأضاف:
"من المثير للغضب أن سكاننا يواجهون حاليا هذا التحدى الكونى مع احتراق
الساحل الغربى الأمريكى برمته، فيما ينكر الرئيس أن الحرائق سببها تغير المناخ،
إنها ليست مجرد حرائق غابات".
وقال منافس ترامب الديموقراطى فى سباق انتخابات الرئاسة جو بايدن، السبت:
"من غير الممكن إنكار أن التغير المناخى يشكل تهديدا داهما ووجوديا لطريقة
عيشنا".
وأشارت مرشحة بايدن لمنصب نائب الرئيس كاملا هاريس اليوم الأحد، إلى أن
ترامب "ينكر الأدلة"، وكتبت على "تويتر": "فى السنوات
الأخيرة، شهدت كاليفورنيا أحد أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا فى التاريخ، وقد
فاقمتها أزمة المناخ".
وأظهر تقرير أصدرته السبت شركة فحص الهواء IQAir أن خمسا من مدن العالم الأكثر تلوثا تقع على
الساحل الغربى للولايات المتحدة، وأن سحابة من الضباب الدخانى الكثيف والرماد تخيم
فوق المنطقة الممتدة من لوس أنجلوس الأمريكية إلى فانكوفر الكندية.
وأودت الحرائق حتى الآن بحياة 30 شخصا فى كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن،
بينهم شاب يبلغ 13 عاما عثر على جثته داخل سيارة حاضنا كلبه حيث كانت حرارة الطريق
مرتفعة إلى درجة أدت إلى ذوبان إطارات السيارة.
وفى كاليفورنيا امتدت الحرائق على نحو مليونى هكتار، أى مساحة تعادل تقريبا
حجم ولاية نيوجيرسي، علما أن موسم الحرائق سيستمر لنحو أربعة أشهر أخرى.
وحذر مسؤولون من زيادة الوفيات مع اشتداد الحرائق فى ولايات كاليفورنيا
وأوريغون وواشنطن، بعد أن تعاود درجات الحرارة ارتفاعها الاثنين.