رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قانون مواجهة التنمر إنجاز جديد.. خبراء علم نفس: المتنمر بحاجة إلى تقويم السلوك والأخلاق.. ويجب وضع استراتيجية للإبلاغ عن الشخص المتنمر

16-9-2020 | 14:46


أشاد خبراء علم النفس والاجتماع، بقانون مواجهة ظاهرة التنمر، مشيرين إلى أن التنمر هو سلوك عدواني عنيف يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد من أجل إيذاء فرد أو أفراد آخرين، بهدف السيطرة والترهيب وإيذاء الأطراف الأخرى، مطالبين بوضع إستراتيجية في كيفية الإبلاغ عن الشخص المتنمر.


وكانت الجريدة الرسمية نشرت قانون مواجهة ظاهرة التنمر، في العدد 36 مكرر بتاريخ 5 سبتمبر 2020، ووفقًا للقانون، يعتبر الجاني متنمرا إذا ارتكب أي فعل من الأفعال التالية:


1. استعراض قوة أو سيطرة للجاني باستغلال ضعف للمجني عليه.


2. استغلال الجاني لصفات يعتقد أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي.


3. تخويف المجني عليه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه وإقصائه عن محيطه الاجتماعي.


إذا ارتكب الجاني أيا من الأفعال السابقة يتم تطبيق عليه العقوبات التالية:


1. الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.


2. تشديد العقوبة إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه، أو كان مسلمًا إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادمًا لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.


3. مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين، وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.


انفلات أخلاقي  


ومن جانبها قالت الدكتورة رشا الجندي، أستاذ الصحة النفسية، إن التنمر هو انفلات أخلاقي وانحلال مجتمعي، نتيجة وجود نقص ومحاولة إيجاد الذات على حساب الآخر، مشيرة إلى أنه شكل من أشكال العنف.


وأضافت الجندي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن التنمر قد يكون بشكل مقصود أو غير مقصود، مثال على ذلك الأم التي تتنمر على ابنها بأنه لم يحقق مجموع عالي في أحدى المواد، فهذا يعد تنمرا غير مقصود تستهدف من خلال تحفيز أبنها على تحقيق مجموع أفضل، وهناك تنمر آخر يكون بدافع الغيرة أو الحسد أو الشعور بالنقص، فيقوم بتقليل من شأن الأضعف منه.


وأشارت إلى أن الأسرة والإعلام عليهم دور في بث القيم الاجتماعية السليمة وكيفية عدم إيذاء الآخر، وعادة يتم معالجة التنمر عن طريق الأسرة أولا ثم المدرسة، منوهة إلى أن التنمر لدى الأطفال أصعب من البالغين، فالشخص البالغ يستطيع حل الموقف وعدم الالتفات للمتنمر.


المتنمر يحاول تعويض النقص


وقال الدكتور أحمد هارون استشاري العلاج النفسي والأسري، إن التنمر هو شخص يعاني من اكتئاب واضطراب في الشخصية ويستخدم التنمر كأداء يعوض النقص الذي لديه.


وأضاف هارون في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن الشخص المتنمر يكون لديه انخفاض تقدير الذات والشعور الدائم بصغر حجمه وسط المجتمع، ليعوض ذلك عن طريق التنمر على من حوله وأقل منه في الشخصية، مشيرا إلى أن الشخص المتنمر عليه إذا لم يستطيع التصدي للشخص المتنمر فقد يصاب بالاكتئاب الجسيم الذي ينتهي بالانتحار.


وأشار إلى أن علاج الشخص المتنمر يبدأ من الأسرة التي تقوم بتقويم أفعال هذا الفرد واحتوائه حتى لا يؤذي الآخرين، وكذلك المدرسة، موضحا أن الشخص المتنمر نجده أكثر عدوانية وتسلط على الأفراد من حوله.


التنمر سلوك عدواني عنيف


وقالت الدكتورة ألفت علام، استشاري العلاج النفسي والإدمان، إن التنمر هو سلوك عدواني عنيف يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد من أجل إيذاء فرد أو أفراد آخرين، بهدف السيطرة والترهيب وإيذاء الأطراف الأخرى.


وأضافت علام في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن الأفراد الذين يتعرضون لتنمر يكونوا أكثر عرضة لحالات الاكتئاب والتوحد وقد يصل الأمر إلى الانتحار أو إيذاء النفس عن طريق تشويه الجسد، مشيرة إلى أن التنمر منتشر بين الأطفال والأزواج والشباب والمديرين، فهم يريدون أن يسيطروا على الطرف الأخر، وذلك يتم عن طريق التنمر على الشخص الأضعف منه.


وأشارت إلى أن التأثير السيكولوجي على الشخص المتنمر يظهر عليه في صورة الرغبة في التخلص من حياته وتشويه جسده وضعف أدائه في العمل أو الدراسة، موضحة أنه لكي يتم الحد من هذه الظاهرة فلابد من وضع إستراتيجية توضح "متى يستوجب التدخل والإبلاغ عن الشخص المتنمر؟".


ونوهت إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر هم من يكونوا خارج السرب مثل ولد يقوم بعمل ذيل حصان، أو فتاة تقوم بعمل شكل غير مألوف، موضحة أن التنمر له أشكال وهو تنمر لفظي وجسدي وإلكتروني.


وأوضحت أنه يجب أن نعطي دروسا ومهارات للشخص المتعرض للتنمر في كيفية الدفاع عن نفسه وعمل حدود مع الآخرين، بالإضافة إلى أنه يجب مساعدته في قبول المشاكل التي يعاني منها وكيف يتجاوزها.