رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سادتي الكتاب والمنتجين والمخرجين .. هل منكم وطني رشيد؟

23-4-2017 | 11:25


بقلم: أحمد إبراهيم أحمد

سادتي الأكارم...

تعبنا من الأساطير والقياصرة والديلرز...

أجهد بطوننا غذاء فني فاسد سد حلوقنا...

اختنقت صدورنا من هواء فاسد محمل بروائح جثث قيل عنها دراما وفن...

تسممت أبداننا من سموم بثتها أعمال نسبها أصحابها للفن ولو أنصفت الحياة لتم تقديمهم للعدالة بتهمة قتل ثقافة الشعب المصري واغتيال مشاعره وذوقه.

سادتي...

لم نعد بحاجة لمخدرات فنية تدغدغ مشاعر البسطاء من أبناء شعبنا الطيب، وجاء الوقت لندرك الدور الخطير الذي ساهم به فن رديء في إفساد حياتنا، وأصبح من الضروري ألا نستهين بدوره، وأن ندرك أننا بحاجة لكتاب مثقفين ومنتجين واعين ومخرجين أصحاب مواقف قادرين على خلق وعي وطني يدعم قيم الجمال... قيم الخير والحق والعدل... فن يحارب التخريب.

سادتي...

من المعيب أن ينتج المصريون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أغنيات جدنا العظيم الشيخ سيد درويش (قوم يا مصري... أنا المصري كريم العنصرين... أحسن جيوش في الأمم جيوشنا) ويتحدى المحتل ويتحايل على قراره بمنع ترديد اسم قائد ثورة 19 بأغنية "يا حليوه يا بلح... يا بلح زغلول" وألا نجد حين تلم بنا ملمة إلا أغاني النصف الأول من القرن العشرين للسيدة أم كلثوم والمايسترو محمد عبد الوهاب والموسيقار محمد فوزي وعبد الحليم حافظ كأننا أمة عقمت أن تلد مثل هؤلاء!

أوليس من المعيب أن تتوقف الدراما عن إنتاج أعمال أفضل من (الرصاصة لا تزال في جيبي) لتشارك في تمجيد أعظم إنجاز وطني مصري في العصر الحديث؟

أوليس هناك من يمجد بطولة بسطاء المصريين كما فعل علي سالم في تحفته (أغنية على الممر)؟

ها هي مصر الولادة تقدم لكم من بين لحمة وسدى المواطنة بطولات وليدة بطعم اللحم الحي؛ ممزوجة بدم الشهادة وروح حب الوطن، وتمجد قيم الفداء وإيثار الآخر في زمن روجتم فيه للأنانية وحب الذات والبطولة الزائفة.

ها هو عماد الركايبي يضحي بنفسه تاركاً طفلين للغيب وزوجة وأسرة تمضغ المر معذبة بفقد عائلها لأنه آمن بالواجب والشرف.

أوليس عماد الركايبي بطلاً درامياً هو وجنوده؟

أو ليست السيدة الأم العميدة نجوى الحجار التي تركت وراءها أسرة من بينها ابن نقيب شرطة هي ورفيقاتها من الشرطة النسائية... واحدة منهن أم لرضيع والأخرى عروس على وشك الزفاف زُفت للسماء... أو لسن بطلات تراجيديات تصلح حكاياتهن لتكون نموذجاً لبطولة نفتقدها؟

هل نحن قادرون أن نتجاوز نظرتنا الأنانية القاصرة، والقفز فوق مصالحنا الضيقة لمرة وأن نتوحد مع أنفسنا باعتبارنا أبناء وطن لو غرقت سفينته غرقنا معها؟

هل نحن قادرون على التطوع في كتيبة إبداع تقدم لهذا الوطن المأزوم - الذي تمر ثقافته وفنونه بواحدة من أسوأ مراحله - قدراً من الحب متمثلاً في فن وطني راق وجميل في إطار ثقافي علمي مهتم بـ (إنتاج ثقافة مصرية) تقدم فناً مصرياً حقيقياً يساهم في إعادة القوة المصرية الناعمة المفتقدة بعيداً عن أنانيتنا وفرديتنا؟

أنا أول المتطوعين في هذه الكتيبة وواثق أني أملك ما يمكن لي تقديمه سواء من خلال مؤسسات الدولة المهترئة أو القطاع الخاص... المهم أن يبدأ أحد.