رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أكثر 4 عوالم واعدة للحياة الفضائية في نظامنا الشمسي

21-9-2020 | 23:33


يحتوي المحيط الحيوي للأرض على جميع المكونات المعروفة الضرورية للحياة كما نعرفها: الماء السائل، مصدر واحد على الأقل للطاقة، وقائمة بالعناصر والجزيئات المفيدة بيولوجيا.


ولكن الاكتشاف الأخير للفوسفين، الذي يُحتمل أن يكون حيويا في سحب كوكب الزهرة، يذكرنا بأن بعض هذه المكونات على الأقل موجودة في أماكن أخرى من النظام الشمسي أيضا. إذن، أين هي المواقع الواعدة الأخرى للحياة خارج الأرض؟.


- كوكب المريخ


إنه أحد أكثر العوالم الشبيهة بالأرض في النظام الشمسي، حيث يبلغ طول اليوم 24.5 ساعة، ويوجد أغطية جليدية قطبية تتوسع وتتقلص مع الفصول، ومجموعة كبيرة من السمات السطحية التي نحتتها المياه خلال تاريخ الكوكب.


ويمكن القول إن اكتشاف بحيرة تحت الغطاء الجليدي القطبي الجنوبي، والميثان في الغلاف الجوي للمريخ (والذي يختلف باختلاف الفصول وحتى الوقت من اليوم)، يجعل المريخ مرشحا مثيرا للاهتمام للحياة.


ويعد الميثان هاما لأنه يمكن أن ينتج عن طريق العمليات البيولوجية. ولكن المصدر الفعلي لغاز الميثان على سطح المريخ لم يعرف بعد.


ومن الممكن أن تكون الحياة اكتسبت موطئ قدم لها، بالنظر إلى الدليل على أن الكوكب تمتع في يوم من الأيام ببيئة أكثر اعتدالا. واليوم، يتمتع المريخ بجو جاف رقيق للغاية يتكون بالكامل تقريبا من ثاني أكسيد الكربون.


وهذا يوفر حماية ضئيلة من الإشعاع الشمسي والكوني. وإذا تمكن المريخ من الاحتفاظ ببعض احتياطيات المياه تحت سطحه، فليس من المستحيل أن تظل الحياة قائمة.


- قمر "يوروبا"


اكتشف غاليليو غاليلي، "يوروبا" في عام 1610، إلى جانب أقمار المشتري الثلاثة الأكبر حجما. إنه أصغر قليلا من قمر الأرض، ويدور حول عملاق الغاز على مسافة نحو 670 ألف كم، مرة كل 3.5 أيام.


ويتعرض "يوروبا" للضغط والتمدد باستمرار من خلال حقول الجاذبية المتنافسة لكوكب المشتري، وأقمار غاليليو الأخرى، وهي عملية تُعرف باسم انثناء المد والجزر.


ويُعتقد أن القمر عالم نشط جيولوجيا، مثل الأرض، لأن انثناء المد والجزر القوي يسخن باطنه الصخري والمعدني، ويبقيه ذائبا جزئيا.


ويُعرف سطح "يوروبا" بأنه مساحة شاسعة من الجليد المائي. ويعتقد العديد من العلماء أن تحت السطح المتجمد توجد طبقة من المياه السائلة - محيط عالمي - تمنعها الحرارة من الانثناء، والتي قد يزيد عمقها عن 100 كم.


وتشمل الأدلة على هذا المحيط انبثاق الينابيع من خلال شقوق الجليد السطحي، وحقل مغناطيسي ضعيف وتضاريس فوضوية على السطح، والتي يمكن أن تتشوه بفعل تيارات المحيط التي تحوم تحتها. وهذا الدرع الجليدي يعزل المحيط تحت السطحي عن البرودة الشديدة وفراغ الفضاء، وكذلك أحزمة الإشعاع الشرسة للمشتري.


وفي الجزء السفلي من عالم المحيط هذا، من المتصور أننا قد نجد فتحات حرارية مائية وبراكين قاع المحيط. وعلى الأرض، غالبا ما تدعم هذه الميزات أنظمة بيئية غنية جدا ومتنوعة.


- "إنسيلادوس"


إنه قمر مغطى بالجليد مع محيط جوفي من الماء السائل. ويدور "إنسيلادوس" حول زحل، ولفت انتباه العلماء لأول مرة إلى عالم يحتمل أن يكون صالحا للحياة، بعد الاكتشاف المفاجئ للسخانات الضخمة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.



ويتسرب تدفق الماء من الشقوق الكبيرة على السطح، ونظرا لحقل الجاذبية الضعيف للقمر إنسيلادوس، فإنه ينفث في الفضاء. إنه دليل واضح على وجود مخزن للمياه السائلة.


ولم تُكتشف المياه في هذه السخانات فحسب، بل تم أيضا اكتشاف مجموعة من الجزيئات العضوية، والأهم من ذلك، حبيبات صغيرة من جزيئات السيليكات الصخرية، التي لا يمكن أن توجد إلا إذا كانت مياه المحيط تحت السطحية على اتصال مع قاع المحيط الصخري، عند درجة حرارة تبلغ 90 درجة مئوية على الأقل.


وهذا دليل قوي للغاية على وجود فتحات حرارية مائية في قاع المحيط، ما يوفر الكيمياء اللازمة للحياة ومصادر الطاقة المحلية.


- تيتان


يعد أكبر قمر لكوكب زحل، والقمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يتمتع بجو كبير. ويحتوي على ضباب برتقالي كثيف من الجزيئات العضوية المعقدة ونظام طقس الميثان بدلا من الماء - يكتمل مع الأمطار الموسمية وفترات الجفاف والكثبان الرملية السطحية الناتجة عن الرياح.


يتكون الغلاف الجوي في الغالب من النيتروجين، وهو عنصر كيميائي مهم يستخدم في بناء البروتينات في جميع أشكال الحياة المعروفة. وكشفت عمليات رصد الرادار عن وجود أنهار وبحيرات من الميثان السائل والإيثان، وربما وجود براكين جليدية - وهي سمات تشبه البراكين التي تنفجر بالمياه السائلة بدلا من الحمم البركانية.


ويشير هذا إلى أن تيتان، مثل "يوروبا" و"إنسيلادوس"، لديه احتياطي تحت السطح من الماء السائل.


وفي مثل هذه المسافة الهائلة من الشمس، تكون درجات حرارة سطح تيتان شديدة البرودة -180 درجة مئوية. ومع ذلك، أثارت المواد الكيميائية الوفيرة المتاحة على تيتان، تكهنات بأن أشكال الحياة - التي يحتمل أن تكون ذات كيمياء مختلفة جوهريا عن الكائنات الأرضية - يمكن أن توجد هناك.


كتب هذا التقرير، غاريث دوريان، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في علوم الفضاء، جامعة برمنغهام.