ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مصر أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تناول الرئيس السيسي الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية خاصة البرنامج الاقتصادي المصري، وأزمة سد النهضة ووباء فيروس كورونا والحرب في ليبيا وكذا القضية الفلسطينية.

وأكد السيسي أن مصر تتمسك بمسار التسوية السياسية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة على أساس الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات ومخرجات مؤتمر برلين و"إعلان القاهرة" الذى أطلقه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الوطني الليبي، والذى يعد مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع في ليبيا.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش فى دولته المستقلة جنبا إلى جنب مع باقى دول المنطقة.

ولفت إلى أن هناك تصاعد قلق بالغ لدى الأمة المصرية حيال مشروع سد النهضة الذى تشيده دولة جارة وصديقة على نهر وهب الحياة لملايين البشر عبر آلاف السنين، مشددا على أن نهر النيل ليس حكرا لطرف ومياهه بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء.

وطالب الرئيس بمحاسبة الدول التي تتعمد خرق القانون الدولي والقرارات الأممية وبصفة خاصة قرارات مجلس الأمن، مشددا على أنه لم يعد من المقبول أن تظل قرارات مجلس الأمن الملزمة فى مجال مكافحة الإرهاب دون تنفيذ فعال.

رسائل السيسي أمام الأمم المتحدة

قال المستشار خالد فؤاد حافظ، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، إن الرئيس السيسي لديه رؤية شاملة حول كل ما يتعلق بالموقف المصري داخليا وخارجيا، مضيفا أن كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حازت اهتمام وكالات الأنباء العالمية، حتى وصفتها وكالة الأنباء الروسية بأنها كلمة ناجزة وشاملة تعبر عن الموقف المصري تجاه العديد من القضايا المختلفة.

وأضاف فؤاد في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الرئيس السيسي أكد على حق مصر في حماية أمنها القومي، وأمنها المائي، بجانب الدعم المصري للقضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وهو ما يرد على المهاترات الخارجية التي تستهدف المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

وأشار إلى حديث الرئيس السيسي عن ضرورة التصدي للإرهاب، مؤكدا أن الرئيس وضع يده على "لُب المشكلة" مثل الجراح الماهر، كاشفا عن ضرورة التصدي للدول والمنظمات التي تمول الجماعات الإرهابية، حيث رأينا جميعا حجم الإمكانيات والأسلحة المتطورة التي تحوذ عليها هذه الجماعات، والتي لا تتواجد سوى لدى للجيوش والدول المتقدمة.

وشدد رئيس حزب الشعب الديمقراطي، على أن حديث الرئيس السيسي برهن على أن الإرهاب صناعة استعمارية حديثة تستهدف تدمير وتخريب المنطقة والعالم أجمع.

الخطوط الحمراء في ليبيا

قال العميد حمادة القسط، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن تأكيدات الرئيس السيسي خلال كلمته أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ٧٥ عبر "الفيديو كونفرانس"، على ضرورة الوصول لتسوية للأزمة الليبية، وتشديده على أن "سرت الجفرة" خط أحمر تنبع من تاثيرها بالأمن القومي المصري.

وأضاف القسط في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن رسالة الرئيس السيسي أعادت التأكيد على الموقف المصري الثابت من الأزمة الليبية، والذي يقوم على محاور محددة وواضحة قوامها الوصول إلى تسوية سلمية بين الفرقاء الليبيين دون السماح بحدوث أي تدخلات أجنبية، بجانب ضرورة وقف التدخل السافر من جانب أطراف إقليمية تمد المرتزقة والمليشيات بالتمويل والأسلحة والعتاد.

وأكد القسط، أن هدف مصر واضح ومعلن منذ البداية، وهو الحفاظ على حدودها وأمنها القومي، مشددا على أن مصر لم ولن تكون يوما تحت رحمة قواعد عسكرية تركية أو غيرها، ومن ثم فإن الاقتراب من هذه المنطقة ممنوع.

وأشار إلى أن تأكيدات السيسي على رفضه للاقتراب من هذه المنطقة أجبر تركيا على التراجع؛ لأنها تعلم مدى قوة الجيش المصري، وقدرته العسكرية، مضيفا أن الموقف المصري حرك المياه الراكدة، ودفع العالم إلى التحرك من أجل العمل على إيجاد حلول للأزمة في ليبيا.

دعم القضية الفلسطينية

فيما قال اللواء سيف الإسلام عبد الباري، رئيس حزب "مصر بلدي"، إن حديث الرئيس السيسي عن ضرورة إيجاد حلول للقضية الفلسطينية خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ٧٥ من خلال "الفيديو كونفرانس"، يتسق مع موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد عبد الباري في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن مصر قدمت على مدار تاريخها كامل الدعم للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن مصر لم تتاجر بالقضية الفلسطينية كما تفعل دول إقليمية.

وأضاف ان رسائل السيسي أكدت على دور مصر القيادي في المنطقة والذي يعمل على حل جميع قضايا المنطقة، وهو ما ينعكس على ثبات الموقف المصري التاريخي الداعم للشعب الفلسطيني

ولفت عبد الباري، إلى أن مطالبة الرئيس السيسي للمجتمع الدولي بتفعيل التزامه بتحقيق السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية يمثل أحد أهم الأطروحات والحلول الناجزة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

كما أكد أن موقف مصر ودعمها الدائم للفلسطينيين يعد نقطة الضوء الوحيدة في المنطقة، والذي يهدف للحفاظ على حقوقهم المشروعة في قيام دولتهم.