بالصور.. أسرة طفل الخانكة تروي لـ«الهلال اليوم» مأساة تعذيبه على يد والدته
كتب محمد الحنبوصي:
شهدت منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، جريمة بشعة عندما أقدمت والدة طفل عمره 4 أعوام على تعذيبه عن طريق الحرق في مناطق حساسة بجسده وخلع أظافره، وحرقه بالسجائر في وجهه بمساعدة زوجها الثاني.
«الهلال اليوم» انتقلت إلى منزل أسرة الطفل بمنطقة "الأقلج" وتقابلت مع جده وعمته، اللذان أبديا استيائهما مما جرى للطفل بعد وفاة أبيه.
يقول الحاج راشد عبد الجواد، جد الطفل موظف بالمعاش: إن نعمة تزوجت من ابنه حماد وعاشت معه قرابة الخمسة أعوام وأنجبت منه طفلين «محمود وإياد» حتي وافته المنية، وأعلنت منذ أن غيبه الموت أنها ستتفرغ لتربية أولادها، وقررت أن تعيش في منزل العائلة.
وأضاف جد محمود، أنه لم يقصر أحد في حقها، فكنت أعطيها المصروف بزيادة حتى لا نجعلها تشعر بوفاة ابني، وخلال الأشهر الماضية بدأت تقيم في منزل أبيها مبررة أنه يعيش بمفرده ويحتاج من يرعاه، فواقفت على ذهابها وأن تأتي كل أسبوع لرؤية الطفلين واللعب مع أبناء عمومته.
وتابع: بعد مرور أشهر من وفاة زوجها عرضت عليها فكرة الزواج من نجلي للحفاظ على الأولاد والأسرة، ورفضت وأخبرتني أنها لا تفكر في موضوع الزواج، احترمت رغبتها، وظلت تتردد على منزلنا أسبوعيًا حتى بدأنا نرصد غيابها وتحضر للمنزل في الشهر مرة واحدة، واعتقدت أنها تراعي أبيها فكنت أذهب لأرى الطفلين كي أطمئن عليهما.
وأوضح أنه لاحظ في إحدى الزيارات غيابها، ولم تكن موجودة وعند سؤال أبيها أخبرني أنها خرجت مع طفليها حتى تشتري لهما ملابس وأخبرته أنه سيمر عليها في وقت آخر، وفي اليوم التالي قابلت أبيها في الشارع وعند سؤاله عن أخبار نعمة والطفلين تلعثم في الكلام وأخبرني أنها غير موجودة بالمنزل، بدأ الشك يساورني فقررت إخبار الأسرة واكتشفنا أنها متزوجة من نجار منذ فترة كبيرة وكانت تُخفي علينا حتى لا ينقطع المصروف، وعندما طالبناه بأخذ الطفلين، رفض زوجها، ما أجبرنا على تحرير محضر بضرورة رؤية الطفلين.
وأشار الجد إلى أنه بعد أسابيع من معرفتنا بالزواج فوجئت باتصال هاتفي من مستشفى الدمرداش، يخبرني بأن محمود مصاب بكدمات وجروح أسرعت للمستشفى ومن خلال الأمن تم التحفظ على الأم والزوج وعدم خروجهما لحين وصولي.
وأوضح عبد الفتاح، أن الأطباء تسرب إليهم الشك أن الأم وراء إصابة الطفل بعد محاولتها إقناعهم بأنه سقط من علو ليخفوا علامات إطفاء السجائر، وبعد أن استرد محمود وعيه احتضني وأخبرني أن والدته وزوجها من قاموا بضربه وتعذيبه وخلع أظافره أخبرت أمن المستشفى بتحرير محضر ضدهما إحالتهما للقسم، وأشار في نهاية حديثه أنها كانت تعذبه إرضاءً لزوجها.
وقالت عمة الطفل: منذ أن مات شقيقي من ثلاثة أعوام ورفضت نعمة الزواج وبعد فترة قررت أن تعيش مع والديها حتي فوجئنا بزواجها من نجار مسلح، وأشارت عمة الطفل أنه بعد زواجها كان أبي يكشف للطفلين وقت مرضهم وكانت تتركهم دون اهتمام.
وأضافت، يوم الحادث كنت أقف على باب المنزل ولاحظت إياد شقيق محمود الأكبر يهرول يخبرني أن والدته ضربت محمود وتعذبه واستطاع أن يهرب منها، بعدها بساعات تلقيت اتصال من أبي يخبرني بأن محمود في مستشفى الدمرداش، أسرعنا وأصابني الذهول عند رؤيتي حالة الطفل وهو يصرخ من الألم وهو يحضنني وأخبرني بأن زوج أمه كان يطفئ السجائر في جسده.
بينما قال إياد شقيق الطفل - في الصف الأول الابتدائي -: بعد أن تزوجت "ماما ببابا الجديد" وأنا بكرهه لأنه كان يضربني أنا ومحمود ولا تدافع والدتي فكانت تساعده في الضرب، لدرجة أنه كان يجبر محمود للوقوف على قدم واحدة لساعات طويلة، وعند سؤاله عن السبب قال "علشان ضرب ابنه فكان يعذبه" وفي يوم الواقعة قال إياد إنه شاهد زوج الأم يطفئ السجائر في جسد أخيه ويضربه في أماكن حساسة بجسده بمساعدة والدته، واستطعت الهرب منهما بعد إغماء محمود وسقوطه على الأرض.
كان المقدم محمد الشاذلي، رئيس مباحث مركز الخانكة، تلقى بلاغًا من مستشفى جامعة عين شمس بوصول طفل في الرابعة من العمر يدعى «محمود حماد» 5 أعوام، مصابًا بجروح بمنطقة الفخذ والصدر وآثار حروق سجائر بالوجه والصدر وكدمات بكل أنحاء الجسم وخلع بالأظافر، وآثار حروق بالعضو الذكري وآثار تعذيب بمناطق متفرقة بالجسم.
وبسؤال جد الطفل لوالده «راشد عبدالجواد عبدالمجيد» موظف بالمعاش، اتهم والدته «نعمة. ع»29 عامًا، ربة منزل، وزوجها الثاني «أحمد. م» 28 عامًا، نجار مسلح، بإحداث الإصابات بالطفل بقصد تعذيبه والشروع في قتله، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهما بالتحريات التي أشرف عليها اللواء علاء سليم، مدير مباحث القليوبية، أنكرت والدة الطفل قيامها بتعذيبه، وأقرت بقيام زوجها بالتعدي بالضرب على نجلها، بينما اعترف الثاني بارتكاب الواقعة بقصد تأديب الطفل، وتحرر محضر رقم 8634 إداري مركز الخانكة لسنة 2017 بالواقعة.