لم تعتقد للحظة "شيماء" و "نورا" فتاتين في سن الزهور، أن أحلامهما بفستان الفرح كباقي الفتيات ستطفئها أنياب والدهما الذي تحول لشيطان في صورة إنسان منذ 13 عاما، حيث تركتهما والدتهما عقب أنفصالها عنه، فبدلا من أن يحميهما من ذئاب البشر ويحتضنهما ويحلم معهما بفارس الأحلام الذي يأتي ويستر عرضهما، راح هو بنفسه ينتهك أعراضهما ليس مرة ولكن عدة مرات حتى أفقدهم أعز ما تملكه الفتاة.

ضاربا بمعاني الأبوة عرض الحائط ومنساقا وراء شيطانه، محولا حياتهما لخوف وفزع غير معتقد أنه سيقع في قبضة رجال المباحث؛ ليعيش باقي حياته خلف القضبان، وتتحرر هاتين الفتاتين البسطاء من سجنه الأليم.

البداية كانت عندما فوجئ رجال مباحث مركز شرطة الحسينية بمحافظة الشرقية بفتاتين يتقدما ببلاغ ضد والدهما يتهمها فيه بالتعدي عليهما جنسيا قائلين لرئيس المباحث "بابا أعتدي علينا جنسيا أكثر من مرة وهددنا بالضرب والحبس والتعذيب في حالة الإفصاح وإبلاغ أحد، أنا واختي خايفين جدا منه والأمر أصبح لا يطاق".

بناء عليه أسرعت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة الحسينية، من تشكيل فريق بحصث أسفر عن ضبط الأب الذي تبين أنه  حارس عقار "بواب"، في نهاية العقد الخامس من العمر وتحرر له المحضر اللازم وتم أحالته للنيابة العامه التي قررت حبسه 4 يام علي ذمة التحقيقات.

وعلى الجانب الآخر فجر مفاجأة محمد عبد الحميد الصادق، المحامي بالمؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، ودفاع "شيماء.م .م"، وشقيقتها "نورا"، ضحيتي التعدى الجنسي من والدهما بالشرقية.

حينما أوضح أن الأب قام بالتعدى جنسيًا على نجلته الكبرى "22 سنة" منذ سنوات، كما قام بإجبارها على الزواج عرفيًا من أحد الأشخاص، وكانت حينها تبلغ من العمر 13 عامًا، وأخفى أنها ليست "بنت بنوت" على الجميع، واتفق مع العريس أن يتزوجها عرفيًا.

كانت  مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية،  تلقى إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من فتاة تُدعى “ش.م.ش” 22 سنة، وشقيقتها “ن” 18 سنة، مقيمتان بدائرة مركز شرطة الحسينية، تتهمان والدهما، 47 سنة، يعمل بوابا بالقاهرة، باغتصابهما والتعدي عليهما جنسيًا كرهًا عنهما.

وقالت الفتاة الكبرى، في البلاغ الذي حمل رقم 8429 جُنح الحسينية لسنة 2020، إن والدتهما منفصلة عن والدها وهي في سن صغيرة، وإن لديها 3 شقيقات بنات، وأن الأب اعتدى عليها جنسيًا كرها عنها، وكانت تحاول الهرب مرارًا لكنه كان يهددها، وأمعن في التهديد لمنعها من الإبلاغ عما يفعله بهم، وتم ضبط الأب المتهم، وبمواجهته أنكر اتهامات ابنتيه.