"صالون الأوقاف الثقافي": نحتاج إلى روح أكتوبر لمواجهة قوى الشر والإرهاب وفي معركة البناء والتنمية
أكد المشاركون في صالون الأوقاف الثقافي أن مصر والمصريين في حاجة إلى روح
أكتوبر لمواجهة قوى الشر والإرهاب لمواصلة معركة البناء والتنمية،
والالتفاف حول رئيس الدولة وجيشها وشرطتها ومؤسساتها الوطنية، وأن أحد أهم
دروس حرب أكتوبر أنها أعادت للعرب والمسلمين العزة والكرامة وأنه لا تعارض
بين الدين والدولة الوطنية، وأن قضية بناء الوعي السليم من أهم القضايا في
المرحلة الراهنة، وأن جماعة الإخوان الإرهابية تحمل فكر الخوارج وهي جماعة
مارقة خرجت بالدين عن جادته ، وواجبنا أن نرسخ الانتماء من خلال استحضار
تاريخنا المشرف في نصر أكتوبر .
جاء ذلك افتتاح صالون الأوقاف الثقافي بحضور ومشاركة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة، والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة
مؤسسة الأهرام، والكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن،
والإعلامي عمرو عبد الحميد، والإعلامي نشأت الديهي، حيث انطلقت فعالياته
اليوم /السبت/ بمناقشة كيفية استلهام "روح أكتوبر وتعزيز الانتماء الوطني"،
وذلك بحضور عدد من الأئمة والواعظات ولفيف من الإعلاميين والصحفيين مع
التزام إجراءات التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية والاحترازية .
وقال وزير الأوقاف - في بداية اللقاء - إن الوزارة سوف تطلق منتديين
الأول: هذا الصالون الثقافي وسيكون لقاء شهريًا ثابتا، والثاني: هو منتدى
الحوار الثقافي، مؤكدًا أنه رغم اختلاف مشاربنا الثقافية، إلا أننا نعمل
معا على أرضية وطنية خالصة ؛ نقبل الرأي والرأي الآخر ، والذي يجمعنا
جميعًا هو مصلحة الوطن ، وقد استطعنا بفضل الله تعالى من خلال هذه النخبة
من مثقفين وإعلاميين وكُتاب أن نكسر حاجز التقابلية الذي ساد طويلًا بين
رجال الإعلام والفكر والثقافة والأدباء والسياسيين وبين بعض المنتسبين إلى
العمل الديني في الوعظ أو الخطابة.
وأضاف وزير الأوقاف "استطعنا الآن أن نعمل معًا على كسر هذه النظرة
المتوجسة ، من خلال الدفع بالشباب إلى تولى مناصب قيادية ، ومن خلال
الاستزادة من العلوم؛ حيث حصل عدد كبير منهم على الدكتوراة في اللغات
الأجنبية وفي مجال الدراسات الحديثة كعلم النفس وعلم الاجتماع ، والكثير من
الدورات التدريبية حتى نقضي على مسألة ضيق الأفق الثقافي .
وتابع: إننا في حاجة إلى روح أكتوبر لمواجهة قوى الشر والإرهاب في معركة
البناء والتنمية، ولعل أهم ما يميز جيل أكتوبر هو التفاف الشعب المصري حول
رئيسه وجيشه وشرطته ومؤسساته الوطنية ، كما قالوا حينئذ : "لا صوت يعلو فوق
صوت المعركة" نحن الآن أيضًا في تحدٍ إقليمي أخطر بكثير من المرحلة التي
كانت بها حرب أكتوبر ، لأن الدولة في حرب وجود مع أهل الشر ، ومن ثم يجب
استعادة روح الالتفاف حول القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية ، لأن هذا
أحد أهم دروس حرب أكتوبر المجيدة ، فلا يمكن لأي إنسان عاقل أن يتطاول على
وطنه أو ينال منه أو يسب أهله ووطنه إلا إذا كان مأجورا أو عميلًا.
من جانبه ، قال عبد المحسن سلامة إن حرب أكتوبر المقدسة والمجيدة غيرت
المفاهيم بالكامل وأعادت لكل العرب والمسلمين العزة والمجد والكرامة في كل
أنحاء العالم، وأنه لا تعارض بين الدولة الوطنية والدين، مؤكدًا أن تغيير
المفاهيم المغلوطة عند الغرب عن الإسلام والمسلمين، واجب من واجبات العصر،
لافتا إلى ما تقوم به وزارة الأوقاف في هذا الشأن من خلال السلاسل التي
تصدرها باللغات المختلفة ومنها سلسلة رؤية باللغة العربية واللغات الأجنبية
التي تُعد من أحدث الإصدارات في مجال الفكر المستنير ، مشيدًا بجهود وزير
الأوقاف.
وفي كلمته، أشار محمود مسلم إلى أن قضية بناء الوعي السليم من أهم
القضايا في المرحلة الراهنة، ومسئولية كبيرة يصعب أن تتحملها جهة واحدة،
وإنما ينبغي أن تتكاتف جميع المؤسسات لتحقيق هذا الهدف السامي، فالتأثير
والإقناع وتغيير السلوك من خلال الاتصال المباشر مهمة سامية تقوم بها وزارة
الأوقاف، مشيدًا برؤية الوزير مختارجمعة التي أسهمت في إحكام الوزارة
سيطرتها على المساجد ، حيث كانت الجماعات الإرهابية تستخدم المنابر
لأغراضهم الخبيثة وتطويع الدين لتحقيق مآربهم ، حيث أساءوا إلى الإسلام
بتصرفاتهم وسلوكهم.
في حين أشاد نشأت الديهي بمواقف وزير الأوقاف من قوى الشر التي تتربص
بمصر والمصريين، مؤكدًا أن هذا الوقت الذي تحيا فيه مصر هو وقت العمل
والانتاج، والمتأمل يرى بعين الحقيقة هذا الكم الهائل من المشروعات التي
يتم افتتاحها تباعًا دون توقف؛ مما أعاد لمصر دورها الإقليمي في منطقة
الشرق الأوسط .
وأشار الديهي إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية تحمل فكر الخوارج، وهي
جماعة مارقة خرجت بالدين عن جادته، وأن هذه الندوات والصالونات التي
تتبناها وزارة الأوقاف هي طريق التنوير الحقيقي وتكشف زيف هذه الجماعة
وفساد منهجها .
وفي كلمته، قال عمرو عبد الحميد إن حرب أكتوبر كانت بمثابة المصل الذي
كانت تحتاجه العرب لحماية هويتها العربية بعد فقدها نتيجة هزيمة حرب 1967،
مشيرًا إلى أنه "من واجبنا أن نرسخ الفخر بهذا النصر؛ لأنه هو الذي يحصن
الأجيال القادمة من فقدان الهوية، وأن بعض دول العالم تجعل يومًا للاحتفال
بجيشها وقواتها الباسلة لما قدموه في ذلك اليوم من تضحيات باسلة في سبيل
رفعة الوطن"، مشيدًا بفكرة الصالون الثقافي الذي تقيمه وزارة الأوقاف،
متمنيًا تكرار هذا الصالون الثقافي لأننا في أمس الحاجة إلى مثل هذه
الصالونات الفكرية ؛ لأن ما يتم طرحه فيها من أسباب رفع الوعي لدى المجتمع.