اقيم بالمقهى الثقافي، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة ادبية لمناقشة رواية "القاهرة 104"، للكاتبة ضحى عاصي، بحضور الدكتور محمود الضبع، والدكتور كمال مغيث، والكاتب عزوز على اسماعيل، وادارتها الكاتبة سامية ابوزيد. وخلصت المناقشات الى ان الرواية عمل متفرد يسعى للتأكيد على ان الموروثات الشعبية السلبية مازالت موجودة فى مجتمعنا، واضعة رهانها على الفكر والثقافة.
وقال الناقد الدكتور محمود الضبع، رئيس دار الكتب والوثائق القومية:"ان الروائية ضحى عاصى استطاعت فى اولى تجاربها الروائية -بعد مجموعاتها القصصية السابقة- ان تطور ادواتها السردية، وتقدم سردا بسيطا يبدو فى ظاهره انه مجموعة من الحكايات، لكننا نرى عدم انحيازها لاى حكاية، وعدم تبنى اى وجهة نظر معينة، على الرغم من احتواء الرواية على مجموعة من الايدلوجيات المتعددة، والكثير من التيارات السياسية والفكرية منذ فترة الخمسينيات وحتى عام 2011.
واكد "الضبع"، ان ضحى عاصى تمرير القضية دون انحياز، فهى تقدم ما يشبه حركة فيديو لمجموعة من الشخصيات المهزومة، التى لا يمكن تفسيرها، فهناك بناء ثقافى كامن وراء النص، وقراءة ثقافية حقيقية فى الواقع المصري، الذى ليس له بنية ثقافية، فتؤكد فى روايتها اننا اصبحنا مجموعة من التيارات الفكرية المتداخلة والمتشابكة لا نستطيع الفصل بين تفاصيلها. ونلاحظ بشكل اساسى وجود كتلتين على مستوى تصنيف الشخصيات، اهم ما يميزهم التناقض الشديد على مستوى الشخصية الواحدة.
وقدم الدكتور كمال مغيث رؤيته النقدية حول رواية "القاهرة 104"، فقال ان الرواية ممتلئة بعوالم شديدة التنوع فى تجانس رائع، دون اى شكل من اشكال الافتعال، كما تعالج ثلاث قضايا هى الفساد، والتطرف، والجنس الذى تطرقت اليه بدون اسهاب فى تفاصيل زائدة عن العمل.
واضاف "مغيث"، ان النساء هم ابطال العمل الحقيقي، بينما نجد الرجال عابرون، وقد تكون هذه ميول نسوية لدى المؤلفة، لكنها جاءت بشكل غير مفتعل، عما يحدث فى القاهرة على مدار الفترة الممتدة من الخمسينيات حتى ثورة يناير.مشيرًا الى ذكاء الكاتبة فى اختيار اسماء الشخصيات، وخاصة "انشراح" المعبرة عن مصر.
من ناحيته تحدث الناقد الادبى عزوز على اسماعيل قائلا: ان الرواية تعبير عن واقع خطته الكاتبة بمستوى راقى من الابداع، بداية من الاسلوب الذى كان مراوغا بين الراوى العليم، والضمير المتكلم.الى التناقضات المختلفة التى استطاعت ابرازها فى الشخصية المصرية، والتحولات السياسية والاجتماعية التى مرت بها.
واضاف "عزوز"، ان الرواية ترسل عدة رسائل، استطاعت الكاتبة توظيفها توظيفا دقيقا من خلال اسلوبها السردى الذى تداخل بين الراوى العليم، والضمير المتكلم، ما يعنى ان الكاتبة بداخلها شحنة ادبية تريد تفريغها.موضحًا ان الرواية تطرح العديد من التساؤلات دون ان تجيب عليها، وهو يجعلنا نقول انها عمل متفرد يكسر التقليدية الروائية اضافة الى محاولاتها التأكيد على ان الموروثات الشعبية السلبية مازالت موجودة فى مجتمعنا، واضعة رهانها على الفكر والثقافة.